" التجاذبات السياسية " صراع بين الداخل والخارج في تمثيل الشعب والثورة
" التجاذبات السياسية " صراع بين الداخل والخارج في تمثيل الشعب والثورة
● مقالات رأي ٢٢ يوليو ٢٠١٥

" التجاذبات السياسية " صراع بين الداخل والخارج في تمثيل الشعب والثورة

لعل أربع سنوات مضت من عمر الثورة السورية وأكثر بقليل كفيلة للشعب السوري أن يعي خطورة التآمر الدولي والغربي على قضيته وثورته والتي كشفت كذب ودجل كل من يدعي نصرته للثورة السورية ممن سمو أنفسهم أصدقاءً للشعب السوري وأوهموا الشعب بدعم مؤسسات عملوا على تشكيلها في الخارج بعيداً عن ذلك الشعب المحاصر المقهور في فنادق وشاليهات وقاعات مؤتمرات لم تقدم للشعب السوري حتى اليوم أي شيء يخفف عنه آلامه وأوجاعه بل زادت ذلك في ادعائها تمثيل هذه الشعب ونصبت نفسها الحكم والناطق باسم أوجاعه سعياً منها لنيل المناصب والمكاسب السياسية على حساب دماء الشهداء ودموع وأنّات الثكالى والمعتقلين في سجون الظلم .

ولا يخفى على أحد دور الدول التي أوهمتنا بدعم الشعب السوري في تكريس التفرقة والكلمة وضرب كل مشروع ثوري نابع من صميم الشعب ومبادئه والعمل على بناء مؤسسات تدعي تمثيلها للشعب السوري بدعم منها فكان المجلس الوطني ثم أتبع بالإئتلاف والحكومة السورية واليوم مجلس قيادة الثورة فغدت قضية الشعب السوري مسرحاً للتجاذبات السياسية وتصفية الحسابات الدولية كل على حساب الشعب الثائر على الأرض فلم تعطِ هذه الدول للفصائل على الأرض أي أهمية في تمثيل الشعب وسعت لتمثيله بشخصيات منها انشقت عن النظام ولجات لدول الجوار ومنها من باع ضميره وكرامته من اجل منصب او حفنة دولارات أغرقته بها تلك الدول تلك ، سعياً منها على تحقيق مصالحها وبناء تيار يكون عوناً لها في السيطرة على موارد سوريا واستخدامها كأوراق ضغط على دول اخرى يمكن أن تكون بينهما حسابات قديمة .
ومع المطالبات الرامية لتشكيل تيار وطني موحد يمثل إرادة الشعب الحقيقية على الأرض تشكلت مؤسسات الإئتلاف والحكومة وقبلها المجلس الوطني واليوم مجلس قيادة الثورة وكلها ادعت تمثيلها للشعب السوري القابع تحت رحمة البراميل وأصبحت تنطق باسمه في المحافل الدولية والمؤتمرات السياسية لتبدأ مرحلة جديدة من الصراع خارج الحدود بين التيارات والدول فكل تيار يتبع لجهة ودولة معينة وكل منهم يسعى لكسب التأييد الشعبي المزيف عن طريق شخصيات عملت على تربيتها منذ إنطلاقة الثورة وكسبها لصفها لتكون يدها في كل مؤتمر أو محفل أو تشكيل .

وبعد سنوات من الظلم وإدراك الفصائل العاملة على الأرض ممن تشارك الشعب ألامه وأوجاعه وتحمي أعراضه وممتلكاته أهمية العمل السياسي في المعركة ووصولها ليقين تام أن الحسم في سوريا لن يكون بالسلاح وحده فلابد من تكاتف السياسة وفرض مطالب الشعب بالقوة وهنا بدأت مرحلة الصراع بين الداخل والخارج ، فيمن يمثل الشعب ومن له الحق بالتكلم باسم الشعب وبدأت تسقط الأقنعة تباعاً واستطاعت الفصائل الكبرى فرض شروطها على مؤسسات الثورة في الخارج من إئتلاف وحكومة ودول غربية وعربية وطالبت بإعادة تأهيل مؤسسات الثورة بما يضمن التمثيل الحقيقي للشعب والفصائل العاملة على الأرض بشخصيات تخرج من صلب الثورة ومن رحم الشعب الثائر تنطق باسمه وتنقل اوجاعه و آلامه في المحافل الدولية والعربية .

واليوم وبعد محاولة من البعض الالتفاف على الفصائل الكبرى في الداخل بعد موجة السخط على الائتلاف والحكومة المؤقتة لعدم استجابتها لمطالب الشعب وتلبية احتياجاته وضعف تمثيل الفصائل الحقيقية والفاعلة في مؤسسات الثورة وتسلط البعض بدعم من دول عربية وغربية على هذه المؤسسات التي لم تقدم للشعب الثائر أي شيء يخفف عنه المعاناة أو يرفع عنه الظلم ، شُكّل منذ أيام ماسمي بالقيادة العسكرية الجديدة وحظيت بدعم مجلس قيادة الثورة ولكن لم تلبث ساعات قليلة حتى خرجت كبرى فصائل الثورة في سوريا بينها حركة أحرار الشام وجيش الإسلام والجبهة الشامية والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام ببيان تستنكر فيه هذا التشكيل وتعتبره خرقاً لمبادئ مجلس قيادة الثورة والتي تجاوزت كل هذه الفصائل وأكتفت بتأييد فصائل صغرى لا تمثل إلا فئة قليلة من الشعب السوري الثائر لتعلن تشكيل مجلسها مطالبة بإنهاء هذا المجلس العسكري وإعادة تشكيل مجلس جديد يعطي التشكيلات العسكرية على الأرض والشعب السوري الثائر التمثيل الحقيقي بعيداً عن الصراعات الإقليمية والتجاذبات السياسية التي أرهقت الشعب وأطالت في عمر النظام لعدم قدرتها على تشكيل كيان موحد يحظى باعتراف الشعب ويكون الممثل الشرعي الوحيد له .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين العمر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ