الثورة تواجه الأسد وحلفاءه في حربي السلاح والاعلام.. إدلب مثالا
الثورة تواجه الأسد وحلفاءه في حربي السلاح والاعلام.. إدلب مثالا
● مقالات رأي ١٤ ديسمبر ٢٠١٦

الثورة تواجه الأسد وحلفاءه في حربي السلاح والاعلام.. إدلب مثالا

تزامناً مع الحرب العسكرية التي تشنها قوات الأسد والميليشيات الشيعية على أحياء مدينة حلب المحاصرة، وبعد معارك طاحنة تكبدت فيها الميليشيات مئات القتلى والخسائر والتي لم تفصح عنها حتى لا تؤثر بشكل سلبي على معنويات عناصرها والطائفة المؤيدة للنظام، كانت الحرب الإعلامية والنفسية أحد أكبر الركائز التي اعتمدت عليها في إدخال الخوف للمدنيين، وخلق حالة من الفوضى الشعبية العارمة بين النفوس ساهمت بانهيارها لحد كبير.


يضاف لذلك تكثيف القصف الجوي والمدفعي والمجازر اليومية على مدار أشهر التي كان لها الأثر الكبير في رغبة المدنيين بالخروج من الأحياء المحررة للنجاة، ومع ذلك صمدت حلب لأشهر طويلة رغم الحصار الخانق ورغم منع أي قافلة مساعدات طبية أو غذائية من الدخول، ومن المعروف أن حرب المدن تختلف بشكل كبير عن حرب الأرض المفتوحة في المناطق الريفية والجبلية، حتى أن حدة الضربات الجوية تكون أخف وأقل تأثيراً عنها كما في المدن المكتظة بالسكان.


ومع تراجع الأوضاع التي وصلت إليها حلب بسبب تخاذل المجتمع الدولي أولاً، وعجز فصائل الثوار خارج حلب عن تقديم أي دعم، بعد فشل معركة فك الحصار الثانية، رغم كل الخسائر التي أمنيت بها قوات الأسد والميليشيات الشيعية في المعارك التي شهدتها منطقة الكاستيلو والملاح وحندرات ومعركة الراموسة التي أرهقت إيران وحزب الله، ومعركة فك الحصار الثانية، بسب عدم توازن القوى وامتلاك قوات الأسد دعم كبير جداً من عشرات الميليشيات الشيعية التي حضرتها لمعركة حلب، هذا بالإضافة مع القصف الروسي والدعم الروسي الكبير جواً وبراً.


بالتزامن مع ذلك ومع بدء المرحلة الأخيرة من معركة حلب المدينة بعد تضييق الحصار بشكل كبير على ما تبقى من أحياء تكتظ بعشرات الألاف من المدنيين ما يجعل المقاومة أمراً مستحيلاً، بدأ الحديث عن المرحلة الثانية للمعركة التي ستقودها إيران وروسيا باتجاه " إدلب" في محاولة لكسب المعركة إعلامياً لا عسكرياً وذلك مستغلين حالة الغضب الشعبي تجاه الفصائل الثورة التي وقفت عاجزة عن نصرة حلب، وسط غيابها عن الساحة واستمرار عمليات التناحر والتشرذم بين الفصائل دون اتخاذ التدابير للمرحلة القادمة والإعداد لها بشكل صحيح.


هذه الحرب النفسية والتي بات الإعلام بوجهييه المؤيد والمعارض يتداوله من شأنها أن تخلق حالة من الانهيار النفسي لدى المدنيين في محافظة إدلب، وبالتالي تحقيق الهدف المراد من التويج الإعلامي لمعركة إدلب، والمساهمة في مساندة العدو في ارهاق السكان والحاضنة الشعبية نفسياً لا عسكرياً، وعليه فإن المرحلة الراهنة تتطلب وعي إعلامي حذر يواجه الترويج المضاد، ويعمل على توعية الشارع الثوري في إدلب، لعدم الانجرار وراء الحملات التي تهدف لإضعافه وارهاقه نفسياً، والسعي لتوحيد الخطاب الجماهيري في مطلب الوحدة، والضغط على الفصائل لذلك بالطرق السلمية المتاحة.


كما تتطلب المرحلة وعي عسكري تام لجميع الفصائل في الساحة بخطورة المرحلة، والعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لرفع الحالة المنهارة لدى البعض، والعمل بجدية لإنشاء غرفة عمليات عسكرية موحدة وارسال تطمينات للمدنيين تؤكد وقوفهم في وجه أي تحرك كان، وعدم الاكتفاء بالصمت المطبق، وعدم التعامي عما يخطط له العدو، لأن المعركة طويلة وتحتاج لوعي ثوري عسكري ومدني متوازن.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ