الثورة و النصرة ..
الثورة و النصرة ..
● مقالات رأي ١٤ أبريل ٢٠١٥

الثورة و النصرة ..

سيقفز كُثر ليقول يا "عدو الله " و "عدو المجاهدين" و نصير " الكفرة" ، فالأمر بات من أبجديات الرد و طبيعيات الحوار ، و لكن الغاية أن نتمتع بشيء من الوعي و نتفهم الأمور و نكون على قدر الإدارة السياسية و الإعلامية إلى جانب الأمور العسكرية الميدانية ، بشكل يمكّن الثورة من ايجاد طريق لها و مستمعين لها و موالين لها ، بدلاً من عملية التنفير المستمرة التي تقاد بشكل متقن ضدنا.

فعندما يتم تحرير أي منطقة أو يتحقق أي انجاز ، تسارع وسائل الإعلام بالحديث بأحدى الإسلوبين  إما "جبهة النصرة " تسيطر أو تهاجم ، أم "جبهة النصرة و شركائها الإسلاميين" يفعلون كذا ، و لا نعرف لماذا الاصرار على وضع جبهة النصرة في مقدمة أي حدث و كأن سوريا كلها و الثورة و الثوار و الفصائل اختزلت بهذا الفصيل.

لا أتحدث عن تسمية هذا الفصيل أو ذلك أو ألبس لبوس العدواة أو الإختلاف من حيث الهدف المشترك و الغاية المرجوة مع أياً كان ، و لكن العمل الإعلامي و السياسي الذي يواجه الثورة يفوق بآلاف المرات العمل العسكري على الأرض ، و الذي طبعاً يؤثر على نظرة المجمع الدولي و الأهم التعاطف الشعبي مع معاناتنا .

المجهود الذي يبذل و الذي يعمل عليه عشرات الجهات لكي يتم وسم الثورة السورية بوسم غير مرغوب دولياً ماهو إلا تمهيد لإعادة الأسد من جديد ، سواء بالمحافظة على شخص بشار الأسد ، أم بالمحافظة على هيكلية النظام و إحضار لعبة جديدة تكمل ما بدأه الأسد الأب و ليبقى الشعب داخل مستوعب محكم الإغلاق ، و تبقى تلك الطائفة المستباحة حالياً ضمن إطار الضبط و عدم التمرد.

لسنا في وارد الحديث عن القاعدة أو الإنتماء لها و مدى صوابيته من عدمه ، كل ما يهمنا هو الصورة العامة للثورة بأن تبقى وطنية بإمتياز و إن كانت بإيدلوجية إسلامية ، فالإسلام هو صفة ليست مرفوضة و لا محاربة من قبل الشعب ، الذي هو من يملك القرار في شكل الهوية المستقبلية للدولة .

ولعل السعي إلى سبق أي انجاز بوسم "القاعدة ، متشددون ، سلفيون ، ......" ماهو إلا سياسة يعمل النظام على توسعتها من خلال أبواق إعلامية و للإسف منها من يحسب على الثورة السورية ،وذلك ليؤكد نظريته أن ما يحدث هو خطة ، و أن ما يقوم به هو دفاع عن العالم أجمع من "بعبع القاعدة" الذي يخيف الجميع و الذي تمخض عنه تنظيم الدولة ، و من الممكن أن يخرج منها أمثال ذلك في المستقبل.

هذا السعي يدفع الكثيرين للإحجام عن الدعم و المساندة و الخوف طبعاً أن إن سقط الأسد من سيحكم ... هل سنمنح الأرض للقاعدة ... أم لمتشددين ... أم سنبقي الحال على ماهو عليه حتى ينهك الطرفان ويأتي من نجد فيه الصلاح و المناسب لمصالحنا...

لست ضد هذا الفصيل أو ذلك ، فإنما الثورة السورية التي حظيت للأسف بكم هائل من المعوقات و أبرزها ذاته ، جعلتها لقمة سائغة لكل من يرغب النهش في الجسد السوري ، و لست ضد الجبهة أو أي فصيل آخر ، و إنما عندما توجد مصلحة عامة و سياسة أمر واقع ، يفترض بأن نملك الحنكة في مواجهتها.

ولعل الكثيرين من الأخوة في النصرة يجتهدون في هذا المجال و قد تحمل الأيام القادمة شيئ ، من خلال رسالة من النصرة للقاعدة تفيد بالوضع الميداني و كيفية الأرضية و مع مقترحات قد تكون من قبيل الإنفصال ، (هذا ما نأمله) ، نصرة لشعبنا و لمظلومينا .

فـ"مخطئ" من يظن أن العمل عسكري بحت أم سياسي بحت .. فالحرب بلا سياسة حرب لانهاية لها ، و سياسة بلا حرب كلام لا طائل منه.

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ