الحل يسير على الدماء … المصالح تتطلب أرواح السوريين !؟
الحل يسير على الدماء … المصالح تتطلب أرواح السوريين !؟
● مقالات رأي ١٣ أغسطس ٢٠١٦

الحل يسير على الدماء … المصالح تتطلب أرواح السوريين !؟

في الوقت الذي تدور في الغرف المكيفة المشاورات و المفاوضات بين الدول المسيطرة على الملف السوري، لايجاد حل يرضى طموحات الجميع ، تسير على الأراضي السورية آلة الدم “الأسدية - الروسية” بشكل حثيث و متصاعد لحصد أكبر قدر من أرواح من تبقى من السوريين ، و كأن الحل بات مرتبطاً بنفاذ السوريين ، فبغير هذه الحالة لا يمكن لأي خطة أن تنجح.

تنقلنا الأخبار بين المؤتمرات الصحفية و اللقاء السرية ، المكالمات الهاتفية ، و جميعها تقول أن الأمور يتم تدارسها و الخرائط يعاد ترتبيها ، و تبعاً لها سيتم اضافة ملفات للنقاش و أخرى سيتم ازالتها من الأجندة ، وجوه ستغيب عن المشهد و أخرى ستحل مكانها لتلعب دور البديل أو الممثل .

و يَعد الساسة بأن الأمور تبشر بالخير فمنهم من حددها بشهر “آب” و منهم من قال أنها خلال الشهور الست القادمة ، مقترحات حول مجالس عسكرية و هيئة انتقالية ، رفض للتقسيم و الفدرلة، حرب على الارهاب و الانفصال ، تعهدات و تعهدات مقابلة، دون أن يتم أي شيء على الأرض أو يتغير شيء.

و اليوم نقف أمام مشهد القتل و الابادة ، الذي لا يمكن الفته أو الاعتياد عليه ، ففي ادلب على سبيل المثال ١٩ منطقة بين قرية و بلدة و مدينة تم قصفها خلال بضع ساعات ، تقاطر الشهداء منها إلى السماء فيما بقي الجرحى تحت رحمة الألم المبرح بانتظار الموت، مع نفاذ امكانية العلاج نتيجة التدمير المنظم لكافة المشافي و المراكز الصحية.

في حين يقف المدنيون في حلب و ريفها على أعتاب السماء بانتظار صاروخ فراغي أو عنقودي ، و قد يكون من النوي الحاوي على الفسفور أو غاز سام كـ”الكلور”، ويقف فاكوا الحصار بحالة تأهب للانطلاق من جديد لايلام من يتسبب بإيلام المدنيين، وحتى من ذكرتهم أخيراً يواجهون طعناً عنيداً من الجميع ، و أقساها الاتهام بالتخاذل أو التراجع ، كأن الهجوم سيكون على حاجز يحوي بضعة دبابات ، في حين ينتظرهم على بعد أمتار قليلة ثلاثة جيوش و عشرات الميليشيات من المرتزقة ، اضافة للعالم بالأسره .

وبين المشهدين تسير عملية تقاسم المصالح على أجساد السوريين ، و على أرواحهم ، من خلال طريق خط بدمائهم و عُبّد بآهاتهم، في ثورة حقيقة ليس على الأسد فحسب بل على أعداء الانسانية.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ