"اليرموك " بوابة قصر "الأسد" ..؟
"اليرموك " بوابة قصر "الأسد" ..؟
● مقالات رأي ٤ أبريل ٢٠١٥

"اليرموك " بوابة قصر "الأسد" ..؟

لا شك أن المعارك في مخيم اليرموك سيطرة على الساحة الاعلامية و المشهد السياسي المتعلق في سوريا ، و باتت مركز الحديث من قبل الجميع ، بمصطحات متنفاوتة بين الشجب و القلق ، بين التخوف و التشجيع ، تعكس واقع التحالفات و التسهيلات التي يقابلها غرف عمليات و استنفار.

في النهاية كل طرف يحاول أن يكون على صواب و يؤكد و يُحتم على الجميع أن يقف معه ، و "الجميع" تتراوح حالتهم بين الذهول و الغضب .

الذهول نابع من أين خُلق هذا الكم من السلاح و العتاد و المقاتلين ، و ما سر هذا التوقيت الخبيث ، و تحديدا بعد سلسلة النجاحات التي خاضها الثوار مع الذكرى الخامسة لإنطلاقة الثورة في الشمال و الجنوب ، و تقهقر عدة خطط وعلى رأسها ما يدعى " مثلث الموت" الذي التف على اصحابه و خنقهم أكثر.

أما الغضب فهو نابع عن الاستخدام المفرط للقوة و السلاح في مكان شهد أشنع ماعرفته البشرية من موت ألا وهو "الموت جوعاً" ، و ما السر وراء هذا الإقتحام من قبل منطقة محاصرة بالأصل ، و الذي يزيد الحنق أن الغاية هي فك الحصار و ايصال امدادات الغذاء و الدواء ، مما يدفعنا للسؤال من أين هذه الإمدادات و كيف ستصل ، و إن كانت موجودة بالإصل فلماذا لم تمنح للناس الذين ماتوا و يموتون كل يوم.

عشرات الأسئلة تطرح هنا و هناك ، دون أن نلقى جواب شاف و مُنهي للجدل ، مما يدفعنا للتفكير أن مخيم اليرموك هو البوابة لقصر الأسد أو هو الطريق نحو "القدس" ، فهو بات مقصد الجميع حالياً ، رغم اهماله لعامين ، بشكل  يندى له الجبين من كل الأطراف .

لابأس من مواجهة الواقع و التأكيد أن التصرفات التي تتخذ من هذا الطرف أو ذاك ، لا تؤتي أي فائدة على الأرض إلا من جهة تسهيل انهاء الحياة ، فبدل الموت التدريجي جوعاً و قهراً و مرضاً ، يكون الموت السريع .

لا نعرف ماهي السياسة التي تدور في رأسهم و أي الحكمة و أين الغاية أو المبرر من كل هذا ، و إن كان فك الحصار فمن باب أولى فك الحصار عن أنفسهم و من ثم التفكير بمد يد العون لمن يحيط بهم ، من باب أولى أن يضمنوا التمكين الحقيقي و من ثم ينطلقوا للتطهير ، كما يدعو.

الثقة الوحيدة التي نملكها هي فهم الكلام السابق في غير سياقه ، كما جرت العادة كون لا إسم لأي كان ، فهذا هو الحال للعبثية في واقعنا ، دائماً الجميع متهم و بريء ، و الجميع متعدٍ و معتدى عليه ، و فقط هو الشعب المدان الوحيد و متلقي الفاتورة و دافعها من دمه و فلذة كبده و كرامته.

فلا سياسة شرعية تبيح هذا ، و لا رؤية مستقبلية تتقبل ما يحصل ، و ليش هناك أي خطة قابلة للنجاح بعد هذا ، فكل هذا يعني أن المخيم سيسقط بيد الأسد ، و يكون الممحاة التي ستمحي انتصارات الثوار ، و سيستخدم كصك غفران للأسد مما فعل .

و نمني أنفسنا بمقولة " اليرموك بوابة قصر الأسد " عسى أن تكون كذلك ... و هي ليست أبداً..

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ