بعد "البابا" الدور يأتي على "ميركل" .. هل يجب أن نقبل "الأطراف" لنحظى بـ"حقنا" !؟
بعد "البابا" الدور يأتي على "ميركل" .. هل يجب أن نقبل "الأطراف" لنحظى بـ"حقنا" !؟
● مقالات رأي ٢٤ أبريل ٢٠١٦

بعد "البابا" الدور يأتي على "ميركل" .. هل يجب أن نقبل "الأطراف" لنحظى بـ"حقنا" !؟

لم تكن لتهدئ الأنفس قليلاً وتركن عملية قذف الاتهامات يمنة وشمالا، بعد تقبيل أحد الأطفال السوريين لقدم بابا الفتيكان، حتى نشر يوم أمس مقطعاً يظهر طفلاً آخراً يقدم على تقبيل يد المستشارة الألمانية أنجيلا ميرك، خلال زيارتها لأحد المخيمات على الحدود التركية - السورية، كي تطمئن على اتفاق الهجرة أنه يسير كما تشتهي كونها العرابة التي نظمته بين أوربا و تركيا.


لا نعرف إلى أي حد يريد العالم أن يصل إليه الشعب السوري، و إلى أي مدى يجب أن تصل إليه الكرامة السورية، وماهو المستوى الذي يجب أن تخرج عليه أجيال سوريا القادمة، هل هو بحث عن جيل و بالتالي شعب مستقبلي ذليل، لحد لن يفكر بالانتفاض مرة أخرى على حاكم يراد له أن يبقى و يورث حكمه للأجيال المنبثقة عنه مهما طالت، دون أن يجد معترضاً.


سيقود المدافعون سيلاً من الحجج بأن "ميركل" هي "ماما" السوريين على مر السنوات الماضية، و أن تركيا بيت السوريين في مواجهة "الخضوب"، و فلان هو سند السوريين في مواجهة "الأعاصير"، و .... و .... ، و آخرون سيلجؤون لنوع آخر من التهرب بقذف الشتائم، اللعنات على المشرق العربي و الجمع الإسلامي، بقياداته و شعوبه و رؤوس دينه و دنياه، لتقف عند هذا الحد ، بانتظار "طرف" آخر يطبع عليه قبلة من شفاه تشققت من شدة الشظف التي عاشته وحيدة.


و لكن ننسى في خضم تقاذف التهم و التباكي، أنفسنا نحن السوريين، في جميع مواقعنا و أماكن تواجدنا، و اذا قررنا الانكفاء و أخذ دور المتفرج و المتابع، و دون أن يكون لنا أي حضور على الأرض، و حتى إن تحقق ذلك الحضور، فيكون كـ"برستيج"، أو تصوير و نشر على المواقع كـ"ناشطين" انسانيين، مفعمي النشاط و الحب، و لكن لأنفسهم، قوائم أسماء الجمعيات و المنظمات، تكفي لإنقاذ خمسة بلدان، و لكنها عاجزة عن خدمة خمسة مخيمات عشوائية تضم بضع عشرات من الخيم.


لا مجال للدفاع عن أحد أو مهاجمة أحد، فالخطة تسير بخطى واثقة صوب أمر محدد، هو الآخر سيرفضه و يؤيده البعض الآخر، ألا و هو الكرامة السورية، التي يبدو قد أرقت و أزعجت العالم الذي رغم كل ما خطط له و دفع به لم يستطع كسرها، أو تحويلها إلى ماض لا يمكن اعادته، و لكنها لم تفارق الشعب ولا للحظة.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ