بين “الغراد” و “مضاد الطيران” … تواصل السكين جز رقاب السوريين على طاولة “النعومة” الأمريكية و “تكسير العظم” الروسي
بين “الغراد” و “مضاد الطيران” … تواصل السكين جز رقاب السوريين على طاولة “النعومة” الأمريكية و “تكسير العظم” الروسي
● مقالات رأي ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦

بين “الغراد” و “مضاد الطيران” … تواصل السكين جز رقاب السوريين على طاولة “النعومة” الأمريكية و “تكسير العظم” الروسي

تتصاعد وتيرة التسربيات و الأحاديث “في الفضاء الالكتروني” حول السلاح النوعي تعتزم بعض الدول امداد الفصائل الثورية في سوريا به ، وصحيح أن هذه التسربيات ليست الأولى ، لكن الوضع الحالي يُحاط به مجموعة من المتغيرات قد تحمل في طياته ما يمنح الأقاويل نوعاً من الجدية للوصول إلى الأفعال ، و لكن في الوقت ذاته لايمكن الوثوق بها عندما يتم الحديث عن دفعات من صواريخ الغراد، في الوقت الذي تشير التسربيات عن مضاد طيران ، و الفرق بين السلاحين كبير و شاهق لحد جعل السلاح النوعي عبارة عن “وهم” جديد تريد الدول ادخال الثوار بدوامته من جديد، أو “فرج” للخروج من عنق الزجاجة.


شكّل انهيار الهدنة ، المتفق عليها بين الولايات المتحدة الأمريكية و روسيا في التاسع من شهر أيلول الحالي، بوابة جهنم التي فتحت على مدينة حلب التي تدفع ثمن التناحر الدولي ، و أظهر بشكل فج ضعف الادارة الأمريكية و فشلها الذريع في ادارة الملف السوري ، باعتمادها السياسة الناعمة في مواجهة سياسة كسر العظم التي انتهجتها روسيا منذ عام .

وظهر اليوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمظهر الأكثر ضعفاً طوال السنوات الثمان الماضية (مدة رئاسته لأمريكا) ، عندما طلب من ضباط في قاعد عسكرية تقديم مقترحات لانهاء الحرب في سوريا ، وفي الوقت ذاته دافع بشكل استباقي عن سياسته، بأن لا استراتيجية ناجعة إلا ارسال مزيد من القوات الأمريكية البرية، و حتى هذا الرأي الذي دفع به عاد و عارضه ، بأن الامكانيات لاتسمح مع انشغال جيوشه في افغانستان و العراق .

عجز أوباما الذي طفى على السطح تماماً ، جاء نتيجة خلافات عميقة و عدم تناغم بين السلطات الثلاث (البيت الأبيض - المخابرات - الجيش) التي تحكم الولايات الخمسين التي تشكل الجسم الفيدرالي الأمريكي، و الذي بدا واضحاً ابتداء في عملية درع الفرات و ما سبقها من برامج تدريب و تسليح المعارضة السورية ، وصولاً للنقطة الفاصلة في الاتفاق الأمريكي الروسي - الأخير حول سوريا ،  الذي تحول إلى رماد على اثر غارات تحالفية مكثفة و مركزة على قوات الأسد في دير الزور ، والتي أريد منها كسر آخر “أظافر” البيت الأبيض الذي يشهد احتضار ساكنيه.

اليوم مع التصاعد المتواتر بالتصريحات الأمريكية التي تراوحت بين التهديد بوقف التعاون مع روسيا كما نقل عن وزير الخارجية جون كيري ، و بين التحذيرالذي نقله المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، من تبعات استمرار الحرب في سوريا حيث ” تستثمر الجماعات المتطرفة الفراغ وتواصل توسيع نطاق هجماتها، التي دون شك، ستستهدف مصالح روسيا. وروسيا ستستمر في إرسال قواتها وفقدان الموارد وحتى الطائرات”، ومع الوقوف على الكلمة الأخيرة (الطائرات) ، يبدو أن الاقتراب من وجود “أفغانستان أخرى” يتم تولديها ، كتطبيق فعلي لتهديدات أوباما في بداية العدوان الروسي على الشعب السوري عندما قال “ على روسيا تذكر تاريخها في أفغانستان”.

من أفضل التحليلات التي قيلت حول التغير الجديد بالسياسة الأمريكية ، هو أن “ هناك تطور بسيط في الموقف الأمريكي تجاه القضية السورية يشبه حالة العاهرة التي تحاول أن تتوب عن ذنوبها، فهل تعود أمريكا إلى عهرها أم تتوب توبة نصوح ... !!؟؟”، و هذا الحديث يجعل الوثوق بالتصريحات الأمريكية ضرب من ضروب المقامرة التي تميل للخسارة أكثر من الربح.

وفي خضم هذا ، تتصاعد الأخبار التي تتحدث عن وصول دفعات من صواريخ الغراد إلى الفصائل، وكما هو معروف أن صورايخ الغراد نوع من السلاح التقليدي الذي يمتاز “بغباء عالي” ، اضافة لعدم نقص الميدان البديل عنه اطلاقاً ، اذا شهدت سنوات الثورة عمليات تصنيع لسلاح مشابه له و بأحجام أضخم ، دقة أكبر ، واذا ما كانت الأخبار صحيحة فإن قصة السلاح النوعي هي “الوهم” الجديد الذي يراد منه تسكين الوجع أمام السكين التي تجز رقاب الشعب السوري.

مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ