صباح حلب الأخير ..
صباح حلب الأخير ..
● مقالات رأي ١٢ ديسمبر ٢٠١٦

صباح حلب الأخير ..

يدرك الـ ٧٠ ألف انسان المتواجدين حالياً في أحياء حلب الأخيرة، أن مصيرهم بات محسوماً بالموت بشتى الأنواع قصفاً و تصفية أو اعتقالاً يتلوه الاعدام، فلا خيارات ولا رفاهية أمامهم إلا ذلك، مع ايصاد آخر الأبواب اتجاه مبادرة الخروج، و اصرار روسيا على خيار الاستسلام فقط لاغير.

يصر القادة البارزون في حلب على الصمود حتى الرمق اأخير، ويصر معهم عوائلهم على هذا الخط، ويفضلون القضاء تحت القصف أو يتحولوا لرماد بعد أن تلتهمهم النيران التي تنتشر في كل سنتيمتر مربع من الـ٢ كيلو متر المتبقية لهم، على أن يكونوا أسرى أذلاء معرضين لكل شيء يفوق الموت بدرجات.

في الوقت الذي أيقنت أمريكا ، التي تفاوض روسيا، أن لا حل أمام المحاصرين إلا المقاومة على هذا الرتم، فنقل أحد المسؤولين الأمريكيين للفصائل أن روسيا حددت خياراتها بطريق واحد ، وهو استسلام كافة الثوار و تسليم أنفسهم للنظام ، أما مقاتلي جبهة فتح الشام فمصيرهم سيكون بيد الروس أنفسهم، الذين سيتولون أمر اعتقالهم و التحقيق معهم.

يقول الجانب الأمريكي لا خيار أمام (دولته العظمى)، شو شد أزر الثوار للصمود ما أمكن و دعوة من هم في محيط حلب فتح الجبهات، على أقصى درجة يتمكنون فعلها، علّهم يستطيعوا أن يؤخروا فناء حلب لصباح أو صباحين ، أو يحافظوا على ركونهم الحالي ، ليستقظوا يوم غد بلا “حلب”.

القضية في الحقيقة ليس لها مثيل في الثورة السورية على مر سنواتها الست الماضية، و لم نشهد هذا الكم من الاجرام الذي وصل إلى أن لا منجى للثوار ، ولا محاولة للتخفيف أو امتلاك طريق للتفاوض ، غير الانهاء التام (القتل) أو الانهاء التدريجي (التسليم فاعتقال ومن ثم الاعدام)، اذ دائماً كان هناك خيار تفاوضي نستطيع من خلاله حماية من تبقى ، إلا في حالة حلب، فقد تركت لمواجهة الفناء وحيدة مقهورة ومكسورة و ليست مكلومة فحسب و إنما مُبادة.

أحاديث القادة الفعلين في حلب، لاتشي بكثير من التفاؤل و لكن هناك رفض شبه تام، أن لاطريق أمامهم إلا القتال حتى الرمق الأخير، أما المدنيين الذين تقف عاجزاً أمام أصواتهم التي تحطم ما تبقى من فؤاد مدمر، و لعل الأكثر الشدة عندما تسمع قول أحدهم “ياريت موت أنا عيلتي كلنا ولا ياخدنا النظام”، لتتيقن أن الحاصل في حلب اليوم ليس قيامة ربانية ، و إنما قيامة بشرية بلا رأفة ولا رحمة.

حلب في صباحها الأخير ستبقى نيرة ووجهها باسم، كشهيد صادق و صدق مع الله ، و لكن الله اختار له الشهادة ليقربه منه، و ترك البقية في الأرض يلذون بها شمالاً وجنوباً هرباً ومن آلاف الأرواح التي ستقتص منه في مكان و زمان قريبين.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ