لاتحزنوا "معتقلينا"  .. فـ "معارضتنا" غبية
لاتحزنوا "معتقلينا" .. فـ "معارضتنا" غبية
● مقالات رأي ١٠ أبريل ٢٠١٥

لاتحزنوا "معتقلينا" .. فـ "معارضتنا" غبية

رغم سعة الطريق أمامنا لكتابة آلاف الأسطر المليئة بالكلمات الدالة و المبينة على دراسات و أرقام تدل على أن ابرز أسباب تأخر و تأزم و العجز في حل الوضع في سوريا يعود ليس لغياب معارضة سياسة فاعلة ، بل لوجود معارضة سياسية بهذا الكم من العجز و البؤس و الغباء.

بالأمس استعرض المعارض سمير العطية ما وصفه بـ"استهزاء " مندوب الأسد لموسكو2 بأهالي المعتقلين و المفقودين السوريين عندما رفض استلام ورقة تحمل اسماء 8884 معتقل ليتم الإفراج عنهم كبادرة حسن نية ، و الغريب أنه ذكر الرقم و حدده بـ 8884 ، لا نعرف من يكذب هو ، أم نحن عندما نقول أكثر من 200 ألف معتقل و مفقود لدى نظام الأسد ، وعلى الأغلب المخطئ هم أنفسهم "المعتقلين و المفقودين" فهم بضعة آلاف فقط ، و تكدسوا في بعض غرف المعتقلات ليظهروا أنهم كُثر.

في علم الاعلام يتطلب منا دوماً أن نكتب بعيداً عن العاطفة و الاسلوب الإنساني ، و لكن عندما يتعلق الأمر بأشخاص يقبعون داخل القبور و يتنفسون الموت و يتجرعون الذل و الهاون ، لا يكون للقواعد مجال ، و لذا لنقولها بالفم الملئان : تباً لكم من معارضة ، و تباً لكل من يسميكم بهكذا ، و تباً لروسيا و تباً للصين ، و لن نشتم الأسد أو إيران أو حزب الله ، فهم يستحقون أن يفرحوا بوجود هكذا معارضة .

ليس الحديث عن ماجرى بالأمس فهذا الأمر تكرر في ورقة المعارضة في جنيف عندما تحدثت الأوراق عن الآلاف ، و بين تحدثوا على المنابر عن مئات الآلاف داخل المعتقلات دون ألأن يقدم أسماء لو 10% .

تباً لكم من معارضة تعجز عن تقديم حتى رقم و لو قريب عن حجم الألم .. تباً لكم عندما لا تستطيعون أن تجروا عملية احصاء .. و تباً لكم عنا تنتظرون أن يلتحف الموت أهلنا لتقفذوا للإدانة و الشجب .. و تباً لكم عندما تكتفون بالمطالبة و الإستجداء.

وحدها صور قيصر وثقة جزء من كم هائل من المعاناة ، جزء من حجم الموت الذي ذاقه أبنائنا و أخوتنا و آبائنا ، و لم يتحدث عن الموت الكلي ، و الأهم لم يأتي على الذكر المتواجدين على قائمة الموت القذر على أيدي القذرين.

معتقلينا سامحونا .. فلدينا معارضة غبية ، دنيئة ، لاترتقي لأن تكون أكثر من بوق للقاتل و مساعد للظالم ، فأنتم في قلوبنا ، وستبقون ما بقيت الحياة موجودة في جسد أي سوري حر .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ