وقِّع على الاتفاق و انفي ذلك .. سياسة “التذبذب” في حركة “أحرار الشام”
وقِّع على الاتفاق و انفي ذلك .. سياسة “التذبذب” في حركة “أحرار الشام”
● مقالات رأي ٣٠ ديسمبر ٢٠١٦

وقِّع على الاتفاق و انفي ذلك .. سياسة “التذبذب” في حركة “أحرار الشام”

تصر حركة أحرار الشام الاسلامية على التملص من تصرفاتها و سحب تواقيعها على اتفاقات تشارك فيها وبصياغتها ، وتبحث عن الفرصة المواتية لإعلان أنها لم توقع ، وتبدي تحفظاتها التي تنشرها على الاعلام ، في حين تلتزم بما تتعهد به بالخفاء.


الناطق الرسمي باسم حركة أحرار الشام علق ، يوم أمس ، ببيان مقتضب حول اتفاق الهدنة الجديدة التي وُقِعت بالأمس في أنقرة ، بمشاركة ١٣ فصيل من بينها الحركة ، أن “لدى أحرار الشام عدد من التحفظات حول الاتفاقية المطروحة والعملية التفاوضية المرتبطة بها ولذا لم نوقع عليها وسنبين تحفظاتنا على الاتفاقية لاحقاً”، وهي صياغة مشابهة لما حدث في بيان تأسيس الهيئة العليا للمفاوضات.


اتفاق الهدنة ، الذي بدأ اليوم ، تم بحضور و مشاركة فعالة من الحركة ، التي لطالما كانت الحاضر الدائم في كل المفاوضات التي تتعلق بالملف السوري ، ومع جميع الأطراف ، سواء أكانت معادية أم محتلة أو صديقة ، و لكن الحركة تنتهج اسلوب التكتم الشديد ، وفي حال انكشاف الأمر تسارع للانسحاب ببيان اعلامي ، في حين تبقى ملتزمة بالمضمون.


قبل قرابة العام فعلت حركة الأحرار ذات الأمر بعد توقيعها على وثيقة تأسيس الهيئة العليا للمفاوضات في الرياض ، أكدت في كل المناسبات أنها لم توقع بيان التأسيس ، رغم أنه قد تم التوقيع ، و حضورها ثابت وفعال ، وذات الأمر تكرر خلال الهدنة التي جرت باتفاق أمريكا و روسيا في أيلول الفائت كذلك هدنة شباط ، و أبدت تحفظات أيضاً على الاتفاق و اعتبرت نفسها بمنأى عنه، في حين كانت من بين الملتزمين به.


لاشك ان السياسة المنتهجة من قبل الحركة، قائمة على التقلب بين وجهين ( ظاهر و باطن) ، يجعل التعامل معها في غاية الصعوبة ، سيما مع تصرفات غير محمودة مع الاعلام الثوري ، اذ تعمد على التهرب من أسئلته ، إما بعدم الرد اطلاقاً أو الاكتفاء بالنفي دون أي تفاصيل ، في حين يكون الأمر شبه مخالف مع الاعلام الأجنبي رغم تلقي الحركة صفعات عدة منه.


و تحاول الحركة من خلال هذه التصرفات على تأمين طريق يجمع بين المصالح و المبادئ و الحاضنة الشعبية ، في توليفة من المستحيل تحقيقها ، وغالباً ما تؤدي إلى فقدانها الأطراف الثلاث ، لاسيما في تشكيل كـ”أحرار الشام” الذي شهد تغيرات جذرية في الايدلوجية من “مشروع أمة” إلى “ثورة شعب” سرعان ما تاهت البوصلة بين الفكرين.


و قادت الحركة سلسلة من الاتفاقات التي لم يعرف تفاصيلها أو بنودها حتى اللحظة بدأت من اخلاء حمص المحاصرة وصولاً إلى اخلاء حلب ، وما تخللهما من الاتفاقات التي كان الأشهر منها اتفاق (المدن الأربعة) أو اتفاق (الفوعة - الزبداني) ، الذي تم مع الجانب الايراني بشكل مباشر و يجري تنفيذه حاليا بوساطة الأمم المتحدة.


حركة أحرار الشام التي تجاوزت كافة المشكلات و الخسارات ، طوال سنين الثورة ، والتي كان ابرزها فقد القادة المؤسسين الـ 40 ، وكذلك مطبات عدة ، تحاول اليوم تجاوز الخلافات الداخلية المحتدمة بين تياراتها المختلفة ، التي ظهرت على الملأ بعد انشقاق جزء كبير من الحركة و تشكيلهم “جيش الأحرار” ، تم تلافيه بشكل مؤقت ليعود الصراع للاحتدام حول الاندماج مع جبهة “فتح الشام” ، الذي يدعمه مجموعة ليست بالصغيرة في الحركة و يرفضونه آخرون ، ولاسيما رئيس الجناح السياسي في الحركة “لبيب النحاس” الذي وصفه بـ”الكارثة".

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ