مراحل خناق حلب  من البداية وصولاً إلى الابادة المعلنة
مراحل خناق حلب من البداية وصولاً إلى الابادة المعلنة
● أخبار سورية ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

مراحل خناق حلب من البداية وصولاً إلى الابادة المعلنة

أشهر عصيبة مرت على الأحياء الشرقية المحررة بمدينة حلب، بعد تمكن قوات الأسد والميليشيات الطائفية وبدعم من القوات الكردية في حي الشيخ مقصود، من قطع شريان الحياة الوحيد إلى الأحياء المحررة عبر طريق الكاستيلو، لتطبق من خلاله الحصار على أكثر من 350 ألف مدني، وتمنع عنهم دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية غذائية كانت أو طبية.


تلا عمليات تطويق المدينة وإحكام الحصار بالتوسع حول الكاستيلو والسيطرة على مناطق الملاح وحندرات لقطع أي فرصة أمل للثوار في استعادة المنطقة وإعادة فتح الطريق باتجاه الأحياء الشرقية المحررة، حيث عملت الفصائل داخل المدينة وخارجها على فك الحصار، فكانت معركة فك الحصار الأولى من جهة الراموسة والتي خاض فيها الثوار حرب استنزاف لأكثر من شهر، انتعت بعودة الحصار للمدينة، فيما فشلت معركة فك الحصار الثانية بعد عدة أشهر، وتمكنت قوات الأسد من استعادة ما خسرته في معركة فك الحصار الأولى حتى مشروع 10270 شقة.


عمل النظام طوال فترة الحصار على تكثيف القصف الجوي والمدفعي من الطيران الحربي الروسي والمروحي، استخدمت أنواع عديدة من الأسلحة في قصف المدنيين، بينها الارتجاجية والمخصصة للملاجئ والعنقودية والحارقة وأنواع عدة من البراميل المتفجرة والمحملة بغازات سامة، خلفت المئات من المجازر بحق المدنيين العزل على مرأى ومسمع العالم أجمع دون أي يحرك ساكنا لوقف المذبحة بحق المحاصرين.


أشهر عدة بعد فشل معركة فك الحصار الثنية شهدت جمود عسكري كبير للفصائل جميعاً خارج حلب، دون أي مبرر لسبب توقفها حتى عن مساندة المحاصرين والعمل على تخفيف الضغط عنهن، في حين كانت قوات الأسد والميليشيات الطائفية تجهز لاقتحام الأحياء المحررة، بالتزامن مع تكثيف الهجمة الجوية، وانتهاج سياسة الأرض المحروقة في قصف المناطق قبل التقدم إليها.


وقبل أيام قليلة بدأت دفاعات الثوار في الأحياء المحاصرة بالتراجع امام تقدم الميليشيات المدعومة بالعتاد العدة والقصف الجوي والمدفعي، حيث كانت البداية في مساكن هنانوا والتي تقدمت إليها قوات الأسد والميليشيات، ومنها عملت على التقدم باتجاه حي الصاخور لتغدوا أكثر من 10 أحياء في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة محاصرة من كل الاتجاهات، تمكن من كان فيها من المدنيين من النزوح باتجاه الأحياء الجنوبية، فيما بقي الألاف من المدنيين داخل تلك الأحياء يواجهون المصير المجهول بعد سيطرة قوات الأسد على المنطقة بالكامل.


وتابعت قوات الأسد وحلفائها التضييق على الأحياء المحاصرة، مدعومة بالتعنت الروسي على الحسم العسكري، ورفض كل الطروحات المقدمة لإخراج المدنيين، ممن تبقى داخل عدة احياء من الجهة الجنوبية الشرقية، بعد حركة النزوح الكبيرة التي شهدتها المنطقة باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد هرباً من القصف والموت، لتواجه عشرات العائلات حتفها على معابر الموت بقصف قوات الأسد والميليشيات.


وبالأمس زاد الخناق اكثر على ما تبقى من أحياء محاصرة وعددها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، حيث تمكنت قوات الأسد من السيطرة على أحياء الشيخ سعيد والفردوس وبستان القصر، وقامت بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أكثر من 80 مدنياً رمياً بالرصاص انتقاماً من كل العائلات التي صمدت داخل المحرر ورفضت الخروج باتجاه مناطق قوات الأسد، لتبقى عدة أحياء صغيرة على بقعة جغرافية تضيق بها الخناق وتواجه محرقة كبيرة في حال دخلت قوات الأسد إليها، حيث لا مفر من  إلا المواجهة حتى الرمق الأخير، أو الوقوع في الأسر.


حلب اليوم باتت تواجه المحرقة وكأنه يوم القيامة لوحدها، تخلى عنها القريب والبعيد، حتى فصائل الثوار لم تحرك ساكناً على مشارفها، ولو لتخفيف الضغط، باتت حلب أمام كل قوى العالم حاصرتها وقتلت فيها الألاف، إضافة للدمار الذي خلفته الحرب، حلب لن تكسر وستنهض من جديد، ستنهض لتحاسب كل من تخلى عنها وتركها تواجه مصيرها لوحدها دون تقديم أي مساعدة، حلب ستواجه من أوقف المعارك وانشغل بالاقتتال والانقسام.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ