"أكراد داعش".. السلاح الجديد في اختراق المناطق الكردية من عين عرب إلى تل أبيض
بعد أن انقشاع دخان المعارك عن عين عرب ، وعودة سيطرة قوات "حماية الشعب الكردية" ، بدأ البحث في كيفية اقتحام تنظيم الدولة لتحصينات عين عرب و دخولهم إلى مراكزها الأمنية و السيطرة على عدة أحياء و إرتكابهم لمجزرة إلى الآن يبقى رقمها النهائي غائب.
لسان و لباس
عملية اقتحام عين عرب تمت مع اللحظات الأولى لإشراق الشمس و هو الوقت من الصعب أن يكون فيه مسؤولي الحراسة على يقظة ، فاستغله التنظيم جديداً إلى جانب العناصر الأخرى التي تسلح بها .
أهم عنصر لعب عليه تنظيم الدولة هو العنصر "الكردي" داخل التنظيم الذي حقق نتائج كبيرة من حيث قدرته على اختراق كل الحواجز و التحصينات و الدخول في عمق وحدات الحماية الشعبية و السيطرة على مركزها الأمني.
و العنصر الكردي في تنظيم الدولة كان له حضوره القوي و الفعال خلال الإقتحام الأول لعين عرب الذي تم بقيادة "أبوخطاب الكردي" الذي قاد عمليات التنظيم في المناطق الكردية و كان جلّ عناصره من الأكراد .
لم يخطئوا .. فطريقهم معروف
و تتحدث الشهادات الصادرة عن المتواجدين داخل عين عرب ، أن المفخخات لم تؤذي المدنيين بحجم ما نفذته عمليات القتل المباشر لكل ماهو حي و يصادف المهاجمين الذين قدر عددهم بـ150 مقاتل ، بينهم أكثر من النصف من الأكراد الموالين و المبايعين للتنظيم إضافة لعناصر أخرى دخلوا من ضمن قائمة الإنغماسيين .
و كانوا يسيرون في شاورع عين عرب على هداية تامة ، ووصوا إلأى المربع الأمني و انتشروا في المناطق الحساية و نشروا القناصة في مواقع دقيقة جعلت من الحركة داخل المدينة صعبة على القاوات المجافعة أو القوات القادمة لتقديم الدعم و المساندة.
رسالة "لن ترتاحوا"
و لعل أبرز ما أراد تنظيم الدولة من هذه الحركة هو إثبات أن المناطق المحررة من سلطته لن تكون آمنة إلا بعودته ، و سيعمل على ذلك .
انتقادات للقوات الكردية
مع نجاح تنظيم الدول في الإختراق في عين عرب ، تكرار ذلك في بعض القرى المحيطة في عين عرب من ضربات سريعة و تنفيذ إنغماس في القرى و التجمعات المنتشرة و التي يبدو أن حمايتها من التنظيم لم يعد سهلاً ، خصوصاً مع التوغل في مناطق بعيدة عن مراكزالقوات الكردية في عمق البادية السورية ، هذا التوغل الذي جعل العديد من مؤيدي وحدات الحماية الكردية ، يوجهون الإنتقادات للقيادات بسبب طمعها و الإبتعاد بالقوات الضاربة إلى خارج المناطق المراد حمايتها أو المناطق ذات الأهمية للدولة أو الإقليم المراد خلقه للأكراد في شمال سوريا ، هذا الإندافاع الذي جعل المناطق المحررة من التنظيم غير محمية و يسهل اختراقها مثل عين عرب و ما تلاها من قرى أخرى و أخيراً محاولة اليوم في تل أبيض .
هل خطة التنظيم نجحت
خلال الفترة التي كانت انهيارات تنظيم الدولة تتوالى و حالات الإنسحاب هنا و هناك من تل أبيض إلى اللواء93 و الإنسحابات من مناطق كانت حصون له ، تحدث بعض الموالين للتنظيم حينها أنها "حيلة" منهم ، و الغاية هي توزيع القوات الكردية و القوات المساندة لها على مساحات واسعة ليسهل القضاء عليها من جهة وعدم امكانية المساندة الجوية من قبل التحالف.