"تحرير الشام" باتجاه "حل لين" لإنقاذ إدلب ... وتغيرات قريبة على قيادتها وهيكليتها
"تحرير الشام" باتجاه "حل لين" لإنقاذ إدلب ... وتغيرات قريبة على قيادتها وهيكليتها
● أخبار سورية ٤ أغسطس ٢٠١٩

"تحرير الشام" باتجاه "حل لين" لإنقاذ إدلب ... وتغيرات قريبة على قيادتها وهيكليتها

يبدو أن الوقت بات مناسباً لبدء "هيئة تحرير الشام"، الخطوات العملية باتجاه الحل اللين وفق ما أكدت مصادر خاصة لشبكة "شام" من داخل أروقة الهيئة، لافتاً إلى أن هذا الحل كان مطروحاً منذ أكثر من عام، ولكن تم تأجيله تبعاً للظروف الإقليمية والعسكرية في الشمال السوري.

وقالت المصادر لشبكة "شام" - والتي رفضت كشف هويتها - إن نقاشات واجتماعات مكثفة عقدت خلال الفترة الماضية، وإعادة ملف حل الهيئة للتداول من جديد، مع تصاعد الحملة العسكرية من النظام وروسيا على الشمال السوري، مستغلة من حجة وجود الهيئة باباً للتصعيد، إضافة للضغط على الضامن التركي لتطبيق بنود اتفاق "سوتشي" المتضمن حل الهيئة.

ولففت مصادر "شام" إلى أن قيادة تحرير الشام والتي بدأت عملية تحول كبيرة في ايديولوجيتها وتصرفاتها منذ أكثر من عام، باتت قريبة من التوصل لحل ينهي حجة روسيا، ويعيد هيكلية الهيئة بما يضمن قطع الذرائع الروسية في المنطقة، بالتوافق مع أطراف إقليمية لم يسمها المصدر.

وأكد المصدر أن الهيئة كانت تدرس "حلاً ليناً"، ضمن الفصائل الأخرى، ولكن استمرار تهديات النظام وروسيا للمنطقة رغم اتفاق سوتشي وتطبيق عدد من بنوده بما يتعلق بسحب السلاح الثقيل من جبهات عدة، دفع لتأجيل البت في الأمر، لحين التوصل لضمانات دولية حقيقية تضمن عدم شن أي عملية عسكرية على المنطقة في حال حلت الهيئة نفسها أو غيرت في قياداتها.

وكانت أفردت شبكة "شام" تقارير عدة في وقت سابق، كشفت فيها عن خطط الهيئة لحل نفسها والتي أشارت في وقت مضى إلى أن مصير إدلب بات في ملعب قيادة هيئة تحرير الشام، لحل نفسها ضمن الفصائل الأخرى، وإنهاء ذريعة روسيا والنظام للتدخل في إدلب، والمبادرة لدعم موقف الحكومة التركية الساعية لتجنيب المحافظة وثلاثة ملايين إنسان مصير الغوطة الشرقية ودرعا.

ووفق تقارير "شام" السابقة، فقد كشفت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام"، عن بدء حركة تحول جديدة في مسيرة الهيئة وفقاً للمتغيرات التي طرأت على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والمتغيرات الإقليمية والدولية فيما يتعلق بالشأن السوري، وأنها باتت تخطوا باتجاه حل "لين" للهيئة بشكل فعلي وسط حديث عن انحلال عناصرها ضمن الفصائل الأخرى أو إمكانية بروز فصيل أو مكون جديد قد يكون المنحلون من الهيئة جزءاً منه، تلاحقها شكوك بأن هذه الخطوة محاولة التفاف جديدة استجابة لمتغيرات الوضع العسكري والمتغيرات الدولية.

وسبق أن أكد الكاتب "أحمد أبازيد" في تصريح لشبكة "شام" أن الهيئة بشكل الحالي إضافة لكونها مشكلة سورية فهي مشكلة تركية أيضاً باعتبار أن كل التفاهمات الدولية التي جرت في استانة تتضمن القضاء على "جبهة النصرة" وأن روسيا تكرر ذلك مراراً وتطرحها كحجة لحملات جديدة على إدلب حتى الأن.

وأوضح "أبازيد" في حديث لشبكة "شام" أن الجانب الأيديولوجي تضاءل في الهيئة منذ تشكيلها وبات لديها سعي دائم لإثبات الاعتدال أمام الدول، لذلك تخلت عن جزء كبير من جوانب التشدد الأيديولوجي والفكري الموجود لديها لصالح تحولات أكثر براغماتية للحفاظ على موقعها وكسب موارد وسيطرة في إدلب.

وكان اعتبر الباحث والأكاديمي "د. أيمن هاروش" في حديث سابق لـ "شام" أن قرار حل الهيئة "ليس التفافا بل خضوع لأمر واقع واصطدام بصخرة الاتفاقات الدولية التي عجزت عن مواجهتها، ربما أرادوها التفافا بمعنى أن يحلوا أنفسهم في سبيل أن يتقدموا للقيادة بالشراكة الدولية، ورغم أن هناك من يؤيد ذلك ويقول بوجود تفاهمات دولية بعملية غسيل للجولاني ومن معه وإعادة إخراج بشكل جديد على غرار ما حدث مع الشيخ أحمد في الصومال لكنه تصر بعيد جدا لاختلاف الظروف ولاختلاف الفرقاء الدوليين بين ما كان في الصومال وما هو الأن".

بدوره، أكد "رامي الدالاتي" الخبير في الجماعات الإسلامية لـ "شام" قبل وفاته، أن الهيئة بدأت تتحرك باتجاه واسع لافتتاح مكتب سياسي والخروج يتمثيل حقيقي، وأن الجماعة في طريقها لـ "الاعتدال الأيديولوجي" بعد أن قطعت شوطاً كبيراً في هذا الشأن، وأن الهيئة انتقلت من التفكير بعقلية التنظيمات المغلقة إلى عقلية الحركات المفتوحة.

وأوضح "عمر حديفة" مسؤول المكتب الشرعي في فيلق الشام لـ "شام" في تصريحات سابقة، أن قيادات وشرعيي الهيئة يختلفون كاختلاف العناصر، لافتاً إلى أن الكثير منهم أجرى مراجعات للمراحل السابقة التي مرت بها الهيئة وهو أمر صحي وطبيعي لكل من يريد الحق ويستفيد من التجارب وأخطاء الماضي، مرجحاً أن أولئك قد يبحثون للعمل مع اأي فصيل يمكن أن يلبي أهدافهم بالتوازي مع المصلحة العامة للساحة بعد فشل المراحل السابقة التي مروا بها.

ولعبت هيئة تحرير الشام خلال الحملة العسكرية الأخيرة للنظام وروسيا دوراً كبيراً وفاعلاً إلى جانب فصائل الجيش السوري الحر وفصائل أخرى، وكانت رقماً صعباً في مواجهة الحملة التي كانت تهدف لاحتلال إدلب، وباءت بالفشل في مواجهة الصمود الذي حقته الفصائل على مختلف الجبهات والمحاور، وكبدت النظام خسائر كبيرة وصولاً لإعلان وقف إطلاق النار قبل أيام.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ