خان شيخون ... بين الموت "خنقاً أو حرقاً" بصواريخ الأسد وروسيا
خان شيخون ... بين الموت "خنقاً أو حرقاً" بصواريخ الأسد وروسيا
● أخبار سورية ١٨ ديسمبر ٢٠١٧

خان شيخون ... بين الموت "خنقاً أو حرقاً" بصواريخ الأسد وروسيا

لم ينس أهالي مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي حتى اليوم، ما خلفته صواريخ الأسد الكيماوية بحق المدنيين العزل في ديارهم في الرابع من شهر نيسان الماضي، بعد أن استهدفت طائرات الأسد بصواريخ محملة بغاز السارين الأحياء السكنية وخلفت 91 شهيداً جلهم من الأطفال والنساء قضوا جميعاً خنقاً دون دماء، وأكثر من 400 مصاباً، لتعيد طائرات روسيا والأسد استهداف المدينة بعشرات الغارات ضمن حملات القصف المتلاحقة لاسيما في شهر أيلول موقعة العشرات من المجازر بحق المدنيين العزل، كان أخرها الأمس الأحد السابع عشر من كانون الأول 2017 بقصف المدينة بصواريخ حارقة أزهقت أرواح عشرة مدنيين "نساء وأطفال" قضوا جميعاً حرقاً بمواد مشتعلة محرمة دولياً.

خلفت مجزرة الكيماوي في خان شيخون ردود فعل دولية ومحلية كبيرة، حيث خرجت مظاهرات كبيرة في عدة مدن وبلدات سورية تعلن وقوفها إلى جانب أهالي مدينة خان شيخون وتدين استخدام نظام الأسد للسلاح الكيماوي في قصف المدنيين، مطالبة بالمحاسبة، أيضا عبرت منظمات حقوقية إنسانية عديدة التحرك عن إدانتها للمجزرة، والتحرك لكشف حيثيات وتفاصيل القصف، إلا أن التحقيقات واجهت فيتو روسي ولم تصل لأي نتائج في إدارة المجرم إلا من خلال إثبات تورطه وتورط روسيا معه في قصف الغازات الكيماوية.

وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في وقت سابق، تقريراً مفصلاً بعنوان "القوات الروسية أيَّدت غالباً قوات النظام السوري في هجوم خان شيخون الكيميائي" وثَّقت فيه تفاصيل الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون والهجمات الروسية التي تلت الهجوم، مؤكداً ليس فقط إلى معرفة القوات الروسية بالهجمات الكيميائية التي شنَّها نظام الأسد، بل إلى تورطها بشكلٍ مخزٍ.

وأشار التقرير إلى وجود نيَّة جُرميّة مُبيَّتة لدى قوات الأسد لتنفيذ الهجوم الكيميائي وإيقاع أكبر ضرر ممكن من خلال اختيار توقيت القصف فجراً والغارات التي استهدفت عدة مراكز طبية قبل الهجوم وبعده إضافة إلى الغارات التي استهدفت الطرق المؤدية للمدينة؛ ما جعل هذا التكتيك يُشبه إلى حد بعيد ما قام به نظام الأسد في هجوم الغوطتين في 21/ آب/ 2013.

ولا تزال مدينة خان شيخون تعيش مع هذه المجزرة الرهيبة التي أودت بأكثر من 90 شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء ولا تزال الأحاديث والنقاشات تتردد حول سكوت المجتمع الدولي عن هذا الأمر وخاصة بشأن محاسبة المجرم"، خلفت المجزرة آثار سلبية كبيرة فمن الناحية الاجتماعية: بعد أن فقدت الكثير من العائلات جل أبنائها وما حالهم إلا كحال الأم الثكلى التي فقدت أبناءها فهي بين حزن دائم وذكريات مرعبة مستمرة، وأما من الناحية النفسية فلا زال هناك يأس عام يشعر به أبناء المدينة وخاصة في ظل عدم محاسبة المجرم.

خان شيخون اليوم تواجه الموت بأصناف عدة "خنقاً وحرقاً"، فلا يمكن أن تغيب صورة ذلك الطفل الذي نهشت النيرات والمواد الحارقة جسده عن ذاكرة أهالي مدينة خان شيخون، كما لم تغب تلك الأنفاس الضعيفة للأطفال الذين قضوا في مجزرة الكيماوي لتبقى جراح أهالي مدينة خان شيخون شاهدة على إجرام الأسد وروسيا، وسط صمت العالم الذي يتفرج على قتل أبناء الشعب السوري بكافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ