أثرية "تدمر" يجب أن تؤثر فينا
أثرية "تدمر" يجب أن تؤثر فينا
● مقالات رأي ٢٧ مارس ٢٠١٦

أثرية "تدمر" يجب أن تؤثر فينا

بيعت ، مؤامرة ، مخطط لها .. صمدوا أمام العالم أجمع ، ضحوا ، استبسلوا ... أعادوها من براثن الظلام ، أوقفوا اللعنة ، هم الأقوى ... أصوات تتضارب في الآذان ، كلمات تمارس العصف الذهني ، أفكار تحرك الذاكرة المليئة بالذل و القهر و الاستبداد و السرقة ، سجن تدمر ، اعدامات الليل ، وقطع رؤوس على المسارح الرومانية ، نيران حقول الغاز و النفط ، قطع الآثار المتنقلة في كل العواصم و البلاد إلا في بلدها و موطنها.

بضع من الكثير ، ما يختلج الانسان مع متابعة أخبار معارك تدمر و أخيراً انتقالها من هذا لذلك ، وقبلها من ذلك لأؤلائك ، وكيف تبادلا أدوار السيطرة على بقعة صحراوية ، عمدا خلال التبادل على محي فصول عميقة من الدلائل الدامغة على الحقبة الأسوأ ، التي لازالت تتابع استمرارها ، إن غيرت جلدها من المقاومة لمكافحي الإرهاب .

اليوم و بعد مرور عشر من الشهور على تغيب تدمر كـ تاريخ و أرشيف ، تعود كما كانت مكان للقتلة الذين لبسوا "التحرير" ، وامتطوا خيول الفتح العظيم ، و لكن بخيل مستعار و سيف الممحاة لإلغاء كل ما حدث في خمسين عاماً بينها خمس من القتل العلني ، ليكون السفاح بطل مغوار .

لا يمكن النظر إلى سقوط تدمر من جديد بيد النظام ، بأنه شيء إيجابي و نطبل له على أن الانتقال تم بين عدويين لا فرق بينهما ، فما حدث اليوم له آثاره و تبعياته الخطيرة سيما على توزيع الأدوار المستقبلية للمتعاركين في سوريا ، و الخاسر الأكبر بلا شك كما العادة الشعب السوري ، الذي انحصر في خيارين اثنين لا أكثر ، إما سواد داعش أو قرمزية دمه مع الأسد ، وبين هذا وذلك و فترة الاختيار ، يتم محي الجرائم و نهب الإرث ، ليكون أي خيار هو موت لا محال .

داعش صنعت المبرر بغباء أم بخبث ، سلمت أم تحملت إلى حد الانهيار ، ليس المبحث في الوقت الراهن ، و إنما الأمر يبدو بحاجة لمراجعة سريعة من الجميع ، عذراً من المتشتتين ، لاختيار الجبهة التي سيكونون عليها بعد أن بات موقوفهم الأضعف ، نظراً لدخول منافس قوي في محاربة الإرهاب ، المتمثل بثالوث الشر "الأسد – روسيا – مليشيات ايران" ، إضافة للمليشيات الكردية الانفصالية و الأخرى العربية بطعم العشائرية .

أوجز ما قيل عن وضعنا أن الجميع استفاد من الهدنة من تحقيق مكتسبات ، إلا نحن لم نستفد منها إلا بعقد الخلافات و الاستيلاء على أبعاض ما نملك ، ونلعب "الكر و الفر" على مزرعة أو بستان هنا أو هناك .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ