الغوطة لا نصرة لـ"الدين" و إنما بغي آثم "مبين"
الغوطة لا نصرة لـ"الدين" و إنما بغي آثم "مبين"
● مقالات رأي ١٨ مايو ٢٠١٦

الغوطة لا نصرة لـ"الدين" و إنما بغي آثم "مبين"

شعار عريض وواسع "نصرة الدين" ممزوج بدعوات لضرب المعتدين و البغاة، فلا نصروا الدين وتحولوا لبغاة معتدين، و لوثوا أيديهم بدماء المسالمين الذين قالوا لهم في يوم من الأيام أنهم أتوا و رفعوا السلاح دفاعاً عنهم، فبقي على هذا النهج من بقي و خرج من خرج .

القضية بدأت ببضع مقرات تمادت لاختلاق خلاف حول مبايعات، و انتهت بتهمة اغتيال، ليأتي دور العابثين في الهفوات و تحويلها لهوائل يبنى عليها واجب المواجهة والقتل و الإبادة، فهنا الشعار الواسع "نصرة الدين" يلمع في العين و يبحث عن ماسح للدموع.

الصراع في الغوطة لا يمكن إخراجه، وفق رأي شخصي بحت، عن صراع بين سلطات الشيوخ، لمن الغلبة منهم و من هو على حق ، و من هو حامي الحمى، و القادر على مجابهة الكفار المرتدين الغلاة الباغين، و هو على الشرع المستقيم و ما سواه إلا أفاك أثيم، فالخلاف ليس بين ثوار أو مدافعين عن الدين و الأرض و العرض، و إنما خلاف سلاطين الدين.

يذهب الفكر بعيداً جداً، الجميع رفع ذات الشعار و ذات التهم للطرف الآخر و توعد بذات الوعود، فهل هم من ذات الدين أو الدين يتجزأ بينهم تبعاً لخزعبلات اللحى و تطبيق أفكار من خارج الحدود على شعب لم يطالب بأكثر أن يعيش بعيد عن الاستبداد و من ثم القتل و التدمير.

في الغوطة أحلاف مشبوهة مبطنة بغايات غاية في الخطورة و يظن البعض أنهم في الجانب الصحيح و لكنهم يسيرون بأيديهم و أرجلهم و رجالهم و عتادهم و سلاحهم نحو الفناء في المرحلة القادمة فهم من "العوام" الذين بحاجة لشرعي أو قاضي قدير على القيادة.

في المقابل تشكيل كبير و ضخم بني على دماء الشهداء و اتخذ أفضل الأماكن ليدافع عنها، يغتر و يحاول "المغالبة" عندما يفشل بالمفاوضة، أخطئ و يخطئ، لكن للأسف لم يعي أن العابث ينتظر لحظة اكتمال الكأس من كثرة تركم الأخطاء.

في الغوطة مئات الآلاف من الثكلى و اليتامى و الأرامل و المشردين، لا ينتظرون من العابثين الباحثين عن عباءة الإفتاء، و استلام رأس حربة "الجهاد" الذي وجد لهم و ليس لغيرهم، في الغوطة سيسأل كل "رجل دين" أضعاف مضاعفة عن كل حامل سلاح رضى و شارك موافقاً أو مسايراً أم مرغماً، في صرخة طفل رعب من رصاص تاهت جبهتها و اتجهت لصدورنا جميعاً.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ