حرب التويتر
حرب التويتر
● مقالات رأي ٩ أكتوبر ٢٠١٦

حرب التويتر

شكل موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" سلاحاً جديداً يستخدم بشكل كبير في التأثير على سير أحداث الثورة السورية، لاسيما بما يتعلق بالأمور الخلافية والتجاذبات الفصائلية وتبيان مواقف العلماء والمغردين من قضايا تمس الثورة وترتبط بها بشكل كبير.


وتعتبر التشكيلات الإسلامية وتنظيمات الجهاد من أبرز الفصائل التي تعتمد على التويتر في نشر أخبارها وتبيان مواقفها من أي أمر يتعلق بالساحة الشامية، إضافة لكونه باباً واسعاً للوقوف على آراء العلماء وطلاب العلم من قضية خلافية أو ما يتعلق باقتتال داخلي أو موقف من تعامل او تعاون مع جهة ما، تطرح فيه مواقف كبار العلماء والقادة وجموع المغردين، منه يستقي الباحثين عن الآراء والمتابعين لتطورات ومواقف هذه التشكيلات وقادتها من مختلف المراتب.


ولعل التوتير انعكس سلباً بشكل كبير في كثير من المواضع على الأحداث الجارية في سوريا، لاسيما بما يتعلق بفتاوى التكفير الصادرة عن بعض العلماء ممن يقيمون خارج الأراضي السورية وبعيداً عن صلب الأحداث، ينشرون مواقفهم وفتاواهم التي باتت مصدراَ وباباً لسفك الدم السوري، من خلال الإفتاء باستباحة هذا الفصيل أو ذاك كردة أو كفر أو خروج عن الطريق القويم، ولكل جهة مؤيديها من العلماء، فتنتشر التغريدات والتغريدات المضادة وتبين المواقف وتطرح المشكلات دون حلول، فينعكس سلباً على الأرض وسير الأحداث وقد يفضي لدماء وقتلى في صفوف حاملي السلاح.


ومن خلال التويتر باتت الحرب الدائرة في سوريا لاسيما بين الفصائل تتعاظم عبر موقع التواصل الاجتماعي بين مفتي وناقد للفتوى وبين مكفر ومحلل للدماء المعصومة ورافض لهذه الفتوى، بين مدعي الحق وبين متهم بالباطل، لتغدو حرب التويتر هي الرائجة والسائدة فتنقاد فصائل ومجموعات وراء هذه الفتاوى والتغريدات وتضرم نار الحرب وتسيل الدماء المعصومة بأوامر وفتاوى من أشخاص قد لا يعرفون طبيعة الشعب السوري أو تفاصيل المرحلة وتبعيات هذه الفتاوى على الأرض وبين الخصوم.


وبين مغرد للقتل ومؤيد له بحجة تصفية الساحة ومغرد لعصمة الدماء وصون هذه الساحة والثورة، قضى المئات من الثوار ضحية هذه الفتاوى والتغريدات، دون أي تجد حتى يومنا هذا مصدر شرعي ثابت يعتمد القرآن والسنة للاستناد على فتاواه وما يصدر عنه من مواقف  تتطرق لأمر المسلمين ومصلحتهم، ليغدوا المشرعين كلاً حسب انتمائه وتبعيته والمنهج الذي يتبعه مفتياً بأمر يستوجب على جماعته اتباع فتواه والتي قد تخطئ أو تصيب وقد تنقذ الثورة وقد تتسبب في تراجعها، فيما الشعب السوري يعيش بين دوامات القتل اليومي، ولا فتوى تدعوا لنفير المسلمين للذود والدفاع عنه بأي وسيلة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ