كم سيصمد العالم أمام "داعش" .. ويرضخ لـ"الجزية" ... ؟؟
كم سيصمد العالم أمام "داعش" .. ويرضخ لـ"الجزية" ... ؟؟
● مقالات رأي ٨ ديسمبر ٢٠١٥

كم سيصمد العالم أمام "داعش" .. ويرضخ لـ"الجزية" ... ؟؟

مع تصاعد الحشود و زحمة الجيوش ، التي تطلق نيرانها على داعش ، بغية التخلص من هذا التنظيم ، ووأد أحلامه و قطع أوصاله كي لا يتمدد أكثر على الأقل .. يكون السؤال الغالب دوماً : كم سيصمد هذا التنظيم في وجه كل هذه الجيوش و القوات ؟

و لكن لماذا لا نتسائل بشكل عكسي : كم سيصمد العالم أمام داعش !؟

قد يبدو السؤال عبثي ويدل على الغباء ، فكيف بهذا العدد و العتاد ، ان تواجه داعش أعتى و أكبر و أشرس الجيوش في العالم ، فلا منابع للإمداد ولا منافذ للمناورة ، فأنت "داعش" تواجه العالم داخل رقعة جغرافية لا بحر فيها ، ولا منفذ بري ، الطريق الوحيد المتاح هو باتجاه السماء .

ورغم كل هذا .. أُصر على سؤالي : كم سيصمد العالم أمام داعش !؟

جميع الجيوش وضعت تركيزها على الجانب العسكري ، و على مواجهة الداعش الند بالند ، كما يوصف بـ"صراع العضلات" ، في حين لم تكن داعش بأي وقت من الأوقات عبارة عن عضلات أو جحافل من الجيوش ، فمن سيطر على الأنبار ببضع مئات لايتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، مقابل 3 فرق عسكرية مدججة بكافة أنواع الأسلحة ، ليسوا بإناس لديهم عضلات تحتاج إلى هذا الكم من الأسلحة المحشودة و التي يتم حشدها .

فداعش التي تعتمد على "الأفكار" و "المعتقدات" المرسخة بطريقة ما ، يساهم في تعزيزها وتعاظمها ، حشود العالم ضدها عسكرياً ، بمواجهتها بتطرف أشد ، ترسيخ الظلم و توسيعه ، فتولد و يوّلد في كل لحظة ، أفكاراً تزداد تشدداً ، وعصياناً لن تستطيع كل جيوش العالم على محاربته ، فهنا الحرب لاتنهي الطرف الأخر ، وإنما تزيده قوة .

كان يكفي لهجمات باريس ، 6 أشخاص و 30 الف يورو ، لأن ترعب دولة بحجم فرنسا ، و ان تزرع الرعب في قارة بأكملها و يجتاح جميع القارات ، وتتحول الحياة لجحيم لمجرد ببلاغ واحد عن مجرد "الشك" أن هناك قنبلة ، و لو كانت رسمة على دفتر طفل .

العرقلة التي خلقتها داعش في العالم ، والخسائر التي تلحق بإقتصاديات الدول ، والحرب التي يتيقن الجميع انها لن تكون كافية فحسب ، بل ستنعكس على مطلقيها ، ستدفع العالم للجوء إلى مبدأ يرضي داعش و يهدأ من روعها ألا وهو "الجزية".

يبدو ان الأمور ستشتد لمدة لاتتجاوز شهوراً ثلاث ، لنجد أن العالم سيتقدم إلى داعش ، ويمنحها "الجزية" ، كي تكف عنه ، مالم تحارب مسببات داعش التي تمدها بمزيد من مصادر "البقاء و التمدد" .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ