مجزرة إعتصام الساعة...الساعة التي أرعبت نظام الأسد
مجزرة إعتصام الساعة...الساعة التي أرعبت نظام الأسد
● مقالات رأي ١٨ أبريل ٢٠١٥

مجزرة إعتصام الساعة...الساعة التي أرعبت نظام الأسد

مضى أربع سنوات ولا يزال ذلك المشهد حياً في ذاكرة أهل حمص, فهو رمز النضال السلمي و نقطة التحول في مسيرة الثورة, إنه الاعتصام الأول في الثورة السورية, إعتصام ساحة الساعة في حمص يوم 18/4/2011.

يوم التشييع العظيم من الجامع الكبير، الذي غرست أحداثه في ذاكرة الحماصنة، شيّع الأهالي الشهداء من المتظاهرين الذين سقطوا برصاص قوات الأسد في حي باب السباع، حيث تمت الصلاة على أرواحهم في الجامع الكبير، واتّجه المشّيعون إلى المقبرة لدفنهم، وسط أصوات التكبير والهتافات.

وبعد الإنتهاء من دفن الشهداء ,عاد المشيعون مباشرة إلى الساحة الرئيسية في حمص, ساحة الساعة الجديدة، وخلال عودتهم مروا من حي الحميدية ذي الأغلبية المسيحية ، وقد بادر أهالي الحي إلى رش المتظاهرين بالأرز وقدموا لهم مياه الشرب، و انضم إليهم عدد كبير من شباب الحي

أغلقت المدينة وأسواقها أبوابها بشكل كامل، واستجاب الجميع لنداء الحرية، كما لوحظ غياب تام لجميع عناصر الشرطة والأمن الذين اختباؤا خوفاً من طوفان الحرية في شوارع المدينة, بعدها بدأ الشباب بتنظيم الاعتصام، وشكلوا مجموعات لتوفير الطعام والشراب وتوزيعها على الناس.

ومجموعات أمنية أقاموا الحواجز في المداخل الرئيسية للساحة لتفتيش المعتصمين والتدقيق في الهويات، ومنعوا إدخال العصيّ والأدوات الحادة، وقد أقيمت حواجز في شارع عبد الحميد الدروبي وتفرعاته، وعند شارع الدبلان وجورة الشياح، وكذلك من جهة الساعة القديمة، بينما رفعت اللافتات المناهضة لنظام الأسد.

 في ذلك اليوم كانت أصوات الحرائر متلازمة مع أصوات الرجال، وكانت مشاركتهن مهمة وفاعلة في اعتصام الساعة، إذ هتفن للحرية والشهداء والمعتقلين، ورفعن لافتات الحرية، ثم تم وصْل مكبرات الصوت ، وبناء عدد من الخيم للمعتصمين فقد شاركت كل حمص في هذا اليوم، وكسرت حاجز الخوف.

تجمع الناس حول عامود الساعة الجديدة ، وتوزعت الجموع نحو شارع الدبلان وباتجاه الساعة القديمة، و غصّت ساحة مبنى البريد القديم و خلفها شارع نادي الضباط بالناس.

وقام أحد الشبان بتمزيق صورة بشار الأسد المعلقة على واجهة مبنى البريد المجاور، وكذلك أزال علم حزب البعث الكبير من المكان".

من هتافات المتظاهرين كان : ( حرية.. حرية إسلام ومسيحية ) ، ( يا حرية لوحي.. لوحي بدنا طل الملوحي ) و هتاف آخر (واحد واحد واحد.. الشعب السوري واحد) ( ارحل ..ارحل) و ( على الجنة رايحين شهداء بالملايين)

وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل تقريباً، فتح المئات من عناصر الأسد، النار على المعتصمين بشكل هيستيري، فسقط عشرات المعتصمين بين شهيد وجريح، فيما حاول الآخرون الفرار بكل الاتجاهات، ليطالهم كذلك رصاص القناصة المنتشرين على المباني المرتفعة, ساعتان متواصلتان من إطلاق الرصاص في كل الاتجاهات.

من غير المعروف حتى الآن عدد الشهداء الذين سقطو في تلك الليلة التاريخية التي ستذكرها مدينة حمص طويلاً فالبعض يتحدث عن المئات والبعض الآخر عن العشرات.

القصة الأغرب بين كل المجازر التي ارتكبها نظام الأسد أنه اعترف بارتكابه لهذه المجزرة في اليوم التالي واصفاً المعتصمين بأنهم سلفيون تكفيريون على اعلامه الرسمي وكأن السلفي والتكفيري لايستحق المحاكمة وانما يقتل فوراً.

اليوم نقف على أطلال ساعة حمص وساحة حريتها.. أربع سنوات والصور ماثلة في القلوب والأذهان، لا الشهداء انقضى ذكرهم ولا المعتصمون تابوا عن ارتكاب فعل الحرية.

الكاتب: فهد رجوب
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ