"التمانعة" في مواجهة الموت اليومي.... بين مطرقتي القصف وآلام النزوح
"التمانعة" في مواجهة الموت اليومي.... بين مطرقتي القصف وآلام النزوح
● أخبار سورية ٢١ أكتوبر ٢٠١٦

"التمانعة" في مواجهة الموت اليومي.... بين مطرقتي القصف وآلام النزوح

تعتبر بلدة التمانعة الواقعة في الريف الجنوبي من محافظة إدلب من أكثر المناطق عرضة للقصف الجوي والمدفعي من قبل الطيران الحربي لقوات الأسد وروسيا، ومدفعية وراجمات شبيحة الأسد في معان والقرى المولية القريبة منها، الأمر الذي تسبب بحركة نزوح كبيرة جداً من البلدة باتجاه المناطق الأخرى بحثاً عن ملاذ آمن يبعدهم عن جحيم القصف اليومي.


التمانعة التي تعد أكبر ناحية في الريف الجنوبي تبعد عن مدينة خان شيخون مسافة 9 كيلومترات، يقدر عدد سكانها سابقاً حوالي 20 ألف نسمة، يعتمدون على الزراعة بشكل رئيسي لتأمين معيشتهم لاسيما شجرة الفستق التي تنتشر بشكل كبير في البلدة وفي المزارع المحيطة بها.


عبد القادر البكري الناشط الإعلامي الذي يوثق القصف اليومي على البلدة يقول : تواجه بلدة التمانعة بشكل يومي عشرات الغارات الجوية والصواريخ من الطيران الروسي وطيران الأسد، هذا عدا عن القذائف من راجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، والسبب الأبرز لتكثيف القصف هو قرب البلدة من القرى الموالية لنظام الأسد لاسيما معان والطليسية والقاهرة، إضافة لكونها الخزان الرئيسي للثوار التي ترابط على حدود المنطقة.


وأضاف البكري في حديث مع شبكة شام أن استمرار القصف أجبر سكان البلدة على النزوح بشكل كللي منها إلا بضع العائلات، ومع ذلك مازال القصف متواصل بسبب خلوها من السكان، ساهم بتدمير اكثر من 60 بالمية من منازل المدنيين، فيما لم تعد باقي المنازل صالحة للسكن بسبب التشققات والتصدعات التي طالتها بفعل القذائف والصواريخ المنهمرة على البلدة صباح مساء.


وتابع البكري " يواجه سكان المدينة المنكوبة مرارة الحياة والتشرد في المناطق المجاورة للمدينة في مخيمات لا ترقى لأبسط مقومات الحياة، زاد ذلك سياسة القصف اليومي التي أضرت بالحقول الزراعية التي تعتبر المورد الأساسي لحياتهم، وعدم قدرتهم على الاعتناء في هذه المحاصيل، ما أدى لتراجع انتاجها وبالتالي التأثير سلباً على مورود الأهالي المادي.


ونوه إلى أن البلدة تعاني من مشقات كبيرة على عدة نواحي أبرزها الناحيتين التعليمية والصحية، حيث تسبب القصف بتدمير جميع المدارس الموجودة في البلدة، ما اضطر الأطفال للتوجه لمدارس بعيدة عن مساكنهم، وتحمل أعباء التنقل ومخاطره بسبب القصف، ولم يختلف الوضع الصحي عن سابقه حيث تعرض المركز الطبي في البلدة لقصف من الطيران الروسي، تسبب بتدميره وإخراجه عن الخدمة، فيما لاتزال تقدم النقطة الطبية في البلدة بعض الخدمات الطبية ضمن الإمكانيات المتاحة، والتي تضطر أحيانا لنقل الحالات المتوسطة والخطرة للمشافي الطبية في المنطقة لمسافة 12 كم لأقرب مشفى.


وبين مطرقتي التشرد والقصف اليومي يعين أكثر من 20 ألف نسمة مرارة الحياة وشظف العيش بعيداً عن بلدتهم ومنازلهم وحقولهم الزراعية، في انتظار اليوم الذي تعود فيه البلدة حرة بعيدة عن صواريخ الطائرات الحربية وقذائف المدافع والراجمات التي لم تترك شبراً فيها لم يطاله القصف وبارود الحقد الوحشي من قبل الأسد وحلفائه.

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ