"الجولان المنسي" يحرك حمية "المقاومة والممانعة" و "لطيفة تتحدى ترامب والموالون يصفقون"
"الجولان المنسي" يحرك حمية "المقاومة والممانعة" و "لطيفة تتحدى ترامب والموالون يصفقون"
● أخبار سورية ٢٧ مارس ٢٠١٩

"الجولان المنسي" يحرك حمية "المقاومة والممانعة" و "لطيفة تتحدى ترامب والموالون يصفقون"

تداولت مواقع إعلامية موالية للنظام وأخرى روسية، تغريدة للمطربة التونسية "لطيفة" تعلق على اعتراف ترامب بسيادة "إسرائيل" على مرتفعات الجولان السورية، وخاطبته في تغريدة على حسابها في تويتر قائلة: "رغماً عنك.. الجولان عربية سورية".

وشد الجمهور الموالي للنظام تلك التغريدة وتداولوها بشكل كبير عبر مواقع التواصل، ناظرين لها على أنها تحدي لترامب بقولها "ورغما عنك نصرٌ آتٍ وفتحٌ مُبين"، هذا عدا عن النشيد الوطني الذي أرفقته المطربة التونسية بأدائها ترد فيه عبارة "نصر آت وفتح مبين"، وكأنها بكلماتها حررت الجولان أو أطلقت صافرات البداية للبدء بالتحرير كما يقول ساخرون.

ويبدو أن إعلان ترامب عن الجولان المنسي في قاموس الأسد إلا من الشعارات الرنانة لـ "الممانعة والمقاومة الكاذبة" كشف دجل الأسد وقوى "الممانعة" ليتذكر بالجولان المحتل وأن هناك أرض سورية مغتصبة منذ عقود لم تطلق رصاصة واحدة لتحريرها، بينما وجهت المدافع والطائرات لقتل الشعب السوري وإبادته وتدمير مدنه لأنه خرج عن هذا النظام وطالب بالحرية.

وحرك إعلان ترامب الحمية لدى نظام الأسد، الذي لم يكتف بالتنديد ورفض القرار بل وصل الأمر للتوعد باستعادته، جاء ذلك على لسان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد عبر قناة الميادين، أن "لا حدود أمام الوسائل التي يمكن لدمشق استخدامها من أجل استعادة الجولان، والقيادة السورية تدرس كل الاحتمالات"، معتبراً والكلام لـ" المقداد" أنه "يحق لدمشق استخدام كافة الأساليب السلمية والكفاح المسلح بكل أشكاله لتحرير أراضيها".

من جهته، اعتبر صاحب نظرية "المقاومة والممانعة" الإرهابي "حسن نصر الله" بأن الخيار الوحيد أمام السوريين واللبنانيين والفلسطينيين هو المقاومة، قائلا: "علينا أن نتوقع بعد مدة أن يخرج ترامب ويقول إنه يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

وطالب نظام الأسد بانعقاد مجلس الأمن الدولي للنظر بأمر هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967، بعد توقيع رئيس ترامب إعلانا يعترف بسيادة "إسرائيل" عليها.

وسبق أن هدد الأمين العام المساعد لـ "حزب البعث" في نظام الأسد، عن عزم النظام السوري تحرير الجولان المحتل، معتبراً أنه المدخل لتحرير فلسطين، في تصريحات ليست بجديدة على من يسمى بـ "محور الممانعة" الذي يتصدره نظام الأسد منذ عشرات السنين.
وعن الجولان المحتل تناول الكاتب والباحث "حسين الهاروني" في مدونة له قائلاً: إن الجولان السوري المحتل، القضية التي تم تزييف كل تفاصيلها بشكل متعمد من قبل إسرائيل والنظام السوري والأمم المتحدة، فبعد احتلال الجزء الأكبر منه عام 1967، قامت إسرائيل بطرد السكان البالغ عددهم حينها حوالي 140 ألفاً، وذلك باستثناء خمس قرى للدروز في جبل الشيخ عدد سكانها اليوم 15 ألفاً، وتم هدم القرى وتسويتها بالأرض وإزالة أنقاضها لاستخدامها في تحصين المعسكرات وإزالة معالمها لإنكار وجودها، والقرى والمدن والبلدات التي تم تدميرها تزيد عن ستمائة، وكان هذا التزوير الأول لإقناع العالم أن هذه الأرض بلا سكان.

ووفق الكاتب فإنه وفي عام 1974 جرى عقد اتفاقية الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة، والتي أقامت منطقة منزوعة السلاح (محرمة) بين الخطين الوهميين للهدنة، وهي منطقة حكمها المزاج الإسرائيلي، فهي عميقة في مناطق وقليلة العمق في أخرى حسب حاجة أمن الاحتلال، وهنا أيضاً جرى تزوير آخر، فلقد تعاملت الأمم المتحدة بنكران كل حقوق السوريين في أرضهم وعملت على تثبيت الواقع الذي صنعته إسرائيل بالقوة، فلم يسمح لأي سوري بالدخول إلى أرضه أو زيارتها، وهو الدور الحقيقي للمنظمة في الجولان منذ اتفاقية الفصل عام 73 التي تلتها اتفاقية الهدنة عام 74 وحتى قيام الثورة السورية عام 2011.

وعمل النظام السوري خلال السنوات الماضية على تجهيل أبناء الجولان بوطنهم وحجب المعرفة عن الجولان بشكل ممنهج، وصوَّر للشعب السوري من خلال وسائل إعلامه أن الجولان هي قرى الدروز الخمس (عين التينة ومجدل شمس وبقعاتا وعين قنية وبانياس) ودأبت وسائل إعلامه وتلفزيونه على إقناع السوريين من خلال التضليل الإعلامي الممنهج أن كل أبناء الجولان من الدروز فلا صوت ولا ذكر لغيرهم في الإعلام الرسمي، ووقتها لم يكن هناك إعلام سواه، حتى ترسخت الفكرة لدى السوريين خاصة والعرب عامة أن الجولان ليس فيه سوى طائفة الموحدين الدروز.

ويحد الجولان من الشمال لبنان ومن الغرب نهر الأردن (الشريعة) وكتف الجليل بين الجولان وفلسطين المحتلة، وبحيرتا الحولة التي جففها الاحتلال وطبريا، ثم امتداداً إلى ما بعد سمخ ووادي الدلهمية جنوباً، وهو امتداد نهر الأردن حتى البحر الميت، وخريطة الجولان موضحة بشكل مفصل في كتاب الجولان للباحث والمهندس الألماني غوتليب شوماخر. في العام 1888 أي قبل قيام إسرائيل بحوالي ستين عاماً، ويحد الجولان جنوباً الأردن، وشرقاً محافظتا درعا ودمشق.

وكان كشف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري، أن بشار الأسد بعث عام 2010 برسالة سرية إلى نظيره الأمريكي آنذاك باراك أوباما، تضمنت اقتراحا للسلام مع "إسرائيل"

ولطالما حاول الأسد وميليشيات حزب الله وإيران الظهور بمظهر الممانع ومحور المقاومة والمدافع عن الأراضي المحتلة، والتي تعرت لاحقاً أمام العالم أجمع وظهر زيف ادعاءاتهم الباطلة بعد أن ترك الأسد جبهات الجولان المحتل أمنة مطمئنة ووجه فوهات البنادق والمدافع والطائرات لصدور أبناء الشعب السوري، طيلة السنوات الماضية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ