تحرير لا تدمير ... "نبع السلام" تحاكي "غصن الزيتون" في حماية المدنيين وتجنب تدمير البنية التحتية
تحرير لا تدمير ... "نبع السلام" تحاكي "غصن الزيتون" في حماية المدنيين وتجنب تدمير البنية التحتية
● أخبار سورية ١٣ أكتوبر ٢٠١٩

تحرير لا تدمير ... "نبع السلام" تحاكي "غصن الزيتون" في حماية المدنيين وتجنب تدمير البنية التحتية

اتبعت فصائل الجيش الوطني السوري والقوات التركية في عملية "نبع السلام" منذ اليوم الأول للمعركة، ذات التكتيكات التي استخدمتها إبان معارك "غصن الزيتون" بمنطقة عفرين، والتي تقوم على اتخاذ أقصى التدابير العسكرية لحماية المدنيين والبنية التحتية، خلافاً لكل العمليات العسكرية التي تدار في سوريا من قبل الأطراف الأخرى والتي تقوم على التدمير والقتل لكل حياة.

ومن الصعب جداً أن تدخل في مقارنة بين المناطق التي حررتها فصائل الجيش الوطني مع القوات التركية في منطقة عفرين أو شرق الفرات اليوم، وبين المناطق التي دخلتها جحافل الاحتلال الأسدي الروسي أو التي دخلتها قوات التحالف الدولي وحلفائها قسد، من جميع النواحي الإنسانية أو التدمير.
حررت مدينة عفرين المركز الأكبر لميليشيات الوحدات الشعبية في ريف حلب الشمالي بعد أكثر من شهر على بدء عملية "غصن الزيتون"، وأظهر الصور الجوية الواردة من المدينة الحالة التي دخلتها القوات المحررة وكأن شيئاً لم يحصل في المدينة من ناحية الدمار وحتى الوجود البشري فيها، وهاهو الحال يتكرر في تل أبيض ورأس العين وسلوك، ضمن عملية "نبع السلام"
وتظهر الصور الجوية الواردة من أرض المعركة القائمة شرق الفرات، لمدن تل أبيض وسلوك ورأس العين، والتي حررها الجيش الوطني والقوات التركية، الأبنية السكنية والشوارع كما هي دون أي تدمير كما روجت ميليشيات "قسد" واتهمت باستهداف المدنيين والمناطق السكنية.

ليست تل أبيض وسلوك ورأس عين وقبلها عفرين وحدها التي حررها الجيش الحر في عمليتي "غصن الزيتون، نبع السلام" فهناك العديد من مراكز البلدات الرئيسية ذات التجمعات السكانية الكبيرة كجنديرس وشران وبلبل وشيخ حديد، والتي تعرضت لقصف جوي وتمهيد مدفعي قبل التقدم إليها، إلا أن القصف تركز بشكل أساسي على مواقع الميليشيات العسكرية دون أن يعرض المناطق المدنية للتدمير والصور الواردة من هناك أكبر دليل على ذلك.

أيضاً سبق عملية "غصن الزيتون" عملية مشابهة ضد تنظيم الدولة في مناطق "درع الفرات" والتي حررت فيها فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية بلدات ومدن كبيرة كانت نسبة الدمار فيها قليلة نسبيناً بالمقارنة مع حجم المعارك التي شهدتها لاسيما مدينة الباب.

بالمقارنة بين المناطق التي دخلتها القوات التركية والجيش الحر وبين مناطق احتلتها قوات الأسد وروسيا لنبدأ من القصير إلى أحياء باب عمر وباب سباع والوعر ومدينة حلب وصولاً لداريا والغوطة الغربية وفي النهاية الغوطة الشرقية وخان شيخون والهبيط التي تشهد أكبر حملة تدمير ممنهجة، ترى المناطق التي تدخلها جحافل هذه القوات تتحول لركام كامل بعد سلسلة تدمير مقصود وإنهاء لكل حياة في هذه المناطق لضمان عدم عودة المدنيين إليها.

وإلى الرقة ودير الزور ومدينة الطبقة التي دخلتها قوات التحالف الدولي وحلفائها قسد تظهر الصور الواردة حجم المأساة والدمار الذي حل بهذه المناطق من خلال القصف الجوي بشكل يومياً والذي تركز على المناطق المدنية والمساجد والمشافي ودمر كل حياة بعد أن قتل الألاف من أهالي هذه المناطق وشرد مئات الألاف في محافظات أخرى دون أن تسمح لهم بالعودة لبلدانهم.

ربما تكون المقارنة والفوارق كبيرة وظالمة لحد كبير عندما ترى اليوم مدينة تل أبيض وقبلها مدينة عفرين بأبنيتها الشامخة في الوقت الذي ترى فيه الدمار الذي حل بالمناطق الأخرى، تستطيع حينها التميز بشكل جلي بين قوات الاحتلال وقوات التحرير، هذا إذا ما تم التطرق بالموازنة إلى حال المدنيين والضحايا التي خلفتها كل عملية سيطرة على كل مدينة وما خلفته من موت وتدمير سترى المسافة كبيرة وشاسعة.

و "نبع السلام" التي بدأت في التاسع من تشرين الأول 2019، هي ثالث عملية عسكرية تركية في الشمال السوري ضد التنظيمات الإرهابية، سبق هذه العملية وبمشاركة الجيش السوري الحر، عمليتي "درع الفرات" ضد داعش بريف حلب الشمالي، وعملية "غصن الزيتون" في منطقة عفرين ضد الميليشيات الانفصالية والتي حققت نتائج كبيرة على كافة الأصعدة

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ