خربة غزالة (جسر حوران) .. اسم لا يغيب عن خاطر اي ثائر حوراني و سوري.
خربة غزالة (جسر حوران) .. اسم لا يغيب عن خاطر اي ثائر حوراني و سوري.
● أخبار سورية ٨ مارس ٢٠١٥

خربة غزالة (جسر حوران) .. اسم لا يغيب عن خاطر اي ثائر حوراني و سوري.


خربة غزالة مدينة استراتيجية تقع على أوتوستراد عمان دمشق الدولي و تعتبر مركز ناحية يتبع لها اداريا قرى الكتيبة و علما و الغارية الشرقية و الغربية ، يحدها جنوبا بلدة الغارية الغربية و شمالا قرية نامر و شرقا قرية علما و غربا مدينة داعل ، و تعتبر المدينة صلة وصل بين ريفي درعا الشرقي و الغربي و يبلغ عدد سكانها حسب آخر احصائية قبل الثورة 23 ألف نسمة.


منذ بداية الثورة انضمت خربة غزالة بثوارها رفقة باق قرى و بلدات حوران في الثورة و انطلقوا نحو مدينة درعا عقب ارتكاب قوات النظام المجزرة الشهيرة في المسجد العمري لتكتب تلك اللحظة ساعة انطلاق الثورة في خربة غزالة و تخرج أول مظاهرة فيها في الثالث و العشرين من آذار.


أشهر طويلة من القصف و الاقتحامات و الاعتقالات و الانطلاق نحو الثورة المسلحة عاشتها خربة غزالة منذ بداية الثورة وصولا للتاريخ الأشهر في تاريخ خربة غزالة ، 8/آذار/2013 ذكرى انطلاق معركة جسر حوران ، واحدة من المعارك الأهم في تاريخ حوران ، فقبل انطلاق المعركة شهد الريف الشرقي المحاذي لخربة غزالة معارك تحرير واسعة وصلت بثوار حوران إلى تخوم اللواء 38 في صيدا ، ليجد الثوار أنفسهم أمام معركة مصيرية و أمام دور كان لا بد لخربة غزالة أن تقوم به ، فتصدى ثوار خربة غزالة لقطع طريق امداد قوات النظام نحو اللواء عبر قطع الأوتوستراد الدولي ، فتقدم مجموعة من ثوار خربة غزالة الذين انقسموا بين معركة تحرير اللواء و بين مهمة قطع الأوتوستراد الدولي ليعلنوا معركة جسر حوران بتاريخ 8/آذار/2013 و يبسطوا السيطرة على الأوتوستراد الدولي رافعين علم الثورة عليه بتاريخ 10/آذار/2013 و تبدأ الملحمة الكبرى التي صمدت فيها المدينة لـ66 يوما.


شن النظام عقب انطلاق المعركة قصفا عنيفا على المدينة و سقط اول صاروخ ارض ارض بتاريخ 10/آذار/2013 لتبدأ حركة النزوح الكامل لسكان خربة غزالة بعد أن أيقن الجميع أن القادم أصعب و بأن المهمة ليست سهلة أبدا.


تحمل ثوار خربة غزالة المشقة الأكبر في معركة تحرير اللواء 38 فقد كانت مهمتهم الأصعب بقطع طريق الامداد و صد ارتال النظام التي استماتت لمحاولة الوصول للواء و في ذات الوقت الحفاظ على المدينة من محاولات اقتحامها ، 80 مجاهدا من خربة غزالة تكفلوا بالمعركة في أيامها الاولى ، رباط متواصل على مدار الساعة على جبهات خربة غزالة حتى تمكن المجاهدون من حوران من تحرير اللواء 38 في صيدا بعد أسبوعين تقريبا من الصمود في قطع خربة غزالة ، ليصب النظام جام غضبه على جسر حوران و تتكاتف فصائل درعا في محاولة لصد هجمات النظام على خربة غزالة و يبدأ فصل جديد من فصول معركة جسر حوران.


66  يوم من الصمود ، 66 يوم من الملاحم ، 66 يوم من التضحيات ، 66 يوم من الشهداء ، 66 يوم من المعارك التي يستحق كل يوم فيها أن نفرد له الصفحات الطويلة للحديث عنه ، 66 يوم شهدت خلاله جسر حوران سلسلة من الأحداث المتسارعة التي سبقها تحرير كتيبة الغرايا و يكمل المجاهدون بعدها تحرير كتيبة الدفاع الجوي بتاريخ 3/نيسان/2013 لتشهد المعركة أحداثا لا يمكن لمن عاشها أن ينساها أبدا ، فكيف ينسى المجاهدون اغتنام عربة بي ام بي بتاريخ 11/أيار/2013 ضمن احدى عمليات الصد الأخيرة في المدينة و كيف تنسى خربة غزالة لحظة قصف النظام لمأذنة مسجد عثمان بن عفان بتاريخ 10/أيار/2013 و قصف مسجد الكتيبة بتاريخ 13/آذار/2013 ، و كيف ننسى لحظات استشهاد الأخ الاعلامي خليل الحاج علي بتاريخ 15/نيسان/2013 لتفقد معه خربة غزالة شهيدها الاعلامي الذي نقل احداث الثورة من خربة غزالة إلى كل العالم ، اعلام خربة غزالة الذي غطى معركة جسر حوران بكفاءة قدم فريقه الاعلامي بطولة و تضحية لا تنسى ، فمع استشهاد الاعلامي خليل الحاج علي وتعرض الاعلامي محمد الشرع لاصابة خطيرة بتاريخ 14/آذار/2013 و تعرض الاعلامي ابو بكر الحاج علي للاصابة بتاريخ 5/أيار/2013 ليسطر اعلاميو جسر حوران سطورا من البطولة بجانب مجاهديها ، و خلال المعركة سطرت خربة غزالة درسا في التمسك بقيم الثورة ، فرغم الاشتباكات و القصف لم تكن المظاهرات لتنقطع عن خربة غزالة خلال جمع الثورة ، ليعلن ثوار خربة غزالة مشاركتهم لسوريا كلها رغم ما كانت المدينة تعيشه من معارك عنيفة و قصف متواصل.


انتهت معركة جسر حوران بتاريخ 12/أيار/2013 بسبب نفاذ ذخيرة المجاهدين بسبب الدعم الضعيف للمعركة بالإضافة لكثافة القصف الذي شنته قوات النظام بآلاف الصواريخ و القذائف العنقودية بالإضافة لاستخدامها غاز الكلور في القصف لأكثر من مرة ، لتحتل قوات النظام خربة غزالة بشكل كامل منذ ذلك التاريخ و حتى اليوم ، لتهجر كامل سكانها و تحتل جميع منازلها و تستبيح مساجد خربة غزالة و شوارعها.


ليعلن ثوار خربة غزالة منذ ذلك التاريخ انتهاء معركة جسر حوران و افتتاحهم لمعارك الثأر لجسر حوران ، فانخرط ثوارها في كامل معارك تحرير درعا و القنيطرة و انضم المجاهدون من خربة غزالة لكل الساحات ، حتى لا تكاد تخلو معركة من مجاهدي خربة غزالة و ثوارها و شهدائها.


ستبقى جسر حوران ذكرى بطولة و شجاعة و تضحية ، كما ستبقى خربة غزالة رمزا للفداء و البطولة و أمانة في رقاب ثوار حوران و ثوار سوريا كلها.

المصدر: ابو غياس الشرع الكاتب: ابو غياس الشرع
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ