خوجة : النظام ينهاريجب أن نغتنم فرصة وجود مؤسسات للدولة قبل أن تنهار
خوجة : النظام ينهاريجب أن نغتنم فرصة وجود مؤسسات للدولة قبل أن تنهار
● أخبار سورية ١٠ أغسطس ٢٠١٥

خوجة : النظام ينهاريجب أن نغتنم فرصة وجود مؤسسات للدولة قبل أن تنهار

أكد خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني أن نظام الأسد ينهار ، "لذلك فيجب في هذه اللحظة أنْ نغتنم فرصة وجود مؤسسات للدولة قبل أنْ تنهار" ، مؤكدا ثبات موقف الائتلاف من النظام والعملية الانتقالية .

وننشر لقاء خوجة المطول مع جريدة"الشرق" القطرية ، فيما يلي :

ما أهمّ ما ستطرحونه خلال زيارتكم القادمة إلى موسكو وما توقعاتكم عن نتائج هذه الزيارة واللقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف؟

تواصُلنا مع القيادة الروسية منذ بداية الثورة موجودٌ ولم ينقطع. إنّ موقف الروس ودعمهم للنظام السوري واضحٌ ومعروف بالنسبة لنا، ولكن جرى في الآونة الأخيرة من قِبل موسكو استضافة لمؤتمرات للمعارضة "موسكو1" و"موسكو2"، وقد صدر عن هذه المؤتمرات توصيات ووثائق، ونحن كائتلاف لم نُشارك بهذه المؤتمرات، وكان اعتراضنا على طريقة الدعوة حيث لم تتم دعوة الائتلاف كمؤسسة رسمية.

ودعوة زيارة روسيا أتتْ بطلبٍ من الائتلاف خلال مؤتمر "موسكو2" فعندما رفضنا الذهاب إليه طلبنا أيضاً في نفس الرسالة أن تكون هناك زيارة منفصلة عن مؤتمر المعارضة برئاسة رئيس الائتلاف إلى موسكو، وجاءت تلبية هذا الطلب الأسبوع الماضي. وزيارتنا إلى موسكو تأتي في هذا الصدد ليس أكثر، وسوف نوضّح خلالها موقفنا الثابت من النظام وأن العملية الانتقالية يجب أن تتم وفق بيان ومقررات جنيف بتشكيل هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات التنفيذية.

وبالنسبة لنا، فتفسيرنا واضح ومختلف عن التفسير الروسي وهو أنّه: إذا تمّ الحديث عن "هيئة حكم انتقالي بكافة الصلاحيات التنفيذية" فيجب بالضرورة أنْ لا يكون للأسد ولا للمجرمين الذين تورّطوا بدماء السوريين أي دور في العملية الانتقالية. سوريا الجديدة يجب بالضرورة أن تكون خالية من بشار الأسد. هذا موقفنا وهو لم يتغيّر، وسنتباحث مع الروس التطوّرات الأخيرة. وقد طلبنا لقاء مع السيد لافرورف، وسنطرح موقفنا تجاه العملية الانتقالية. جرت لقاءات مع عدة أطياف للمعارضة؛ ووقعنا في بروكسل مع هيئة التنسيق وثيقة مبادئ، ومع تيار بناء الدولة وأيضاً هناك جهود مع الفصائل العسكرية في إطار توحيد الموقف تجاه العملية الانتقالية.. وكل هذه التطورات سنطرحها أمام الروس، وأنّ المعارضة السورية متفقة على العملية الانتقالية في سوريا.

وهل تتوقّعون تغييراً في الموقف الروسي بعد طرحكم لموقفكم؟

نحن سنُطلِع الروس على الوضع المنهار للنظام، وسنطلب منهم أنْ يكون انحيازهم أكثر للشعب السوري.

لكن لا مُعطيات واضحة حالياً تشيرُ إلى أنّ الموقف الروسي سيشهد تغييراً؟

سنرى في موسكو ما هو الموقف الروسي، ولكن بالنسبة لموقفنا فنحن نرى التعجيل باستكمال العملية التفاوضية من حيث توقف "جنيف1".

وهل لديكم مبادرات جديدة تنوون طرحها أو مبادرات تدرسون الموافقة عليها خلال زيارتكم موسكو؟

لا، ليست لدينا مبادرات، فبالنسبة لنا: المبادرة الوحيدة هي بيان جنيف. وهدف الزيارة هو التأكيد على موقف الائتلاف وباقي أطياف المعارضة التي اتفقت مع الائتلاف على العملية الانتقالية ووقعنا معها وثائق في هذا الصدد، والتأكيد على أنّ العملية الانتقالية يجب أن تكون وفق بيان جنيف.

هل اقترب "جنيف 3"؟ وهل سيُدعى إليه هذه المرة الطرف الإيراني؟

مازال من المبكر الحديث عن "جنيف3"، أما بالنسبة للموضوع الإيراني فأعتقد أنّه إذا اعترفت إيران بمخرجات "جنيف1" يُمكن أنْ تُدعى إلى التفاوض، باعتبار أنّها أصبحت دولة محتلّة. نحن نتفاوض مع إيران على كيفية خروجها من سوريا ليس أكثر، وكيفية سحب عناصرها والميليشيا التابعة لها من سوريا، وترك الموضوع ليكون بين السوريين أنفسهم.

خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري

وما هي العقبات الأخرى التي تحول دون انعقاد "جنيف 3"؟

نحن جاهزون دائماً لاستمرار العملية التفاوضية من النقطة التي انتهى عندها "جنيف2". والمعوّقات تتمثّل في أنّ النظام نفسه انسحب من طاولة المفاوضات وليست لديه رغبة في العودة. وإذا كانت هناك رغبة في استمرار العملية التفاوضية، فيجب على المنظمة الأممية ومجلس الأمن الذي أصدر القرار 2118 الخاص بنزع السلاح الكيماوي أنْ يضغط على النظام بالعودة إلى طاولة المفاوضات. إنّنا جاهزون دائماً للحل السياسي، ولكنْ لا توجد قوة أو آلية تفرض على النظام استئناف التفاوض.

ما رأيكم بلقاء سيرجي لافرورف وزير الخارجية الروسي مع الشيخ أحمد معاذ الخطيب الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وبزيارة وليد المعلم وزير الخارجية السوري إلى عُمان؟

معاذ الخطيب كانت له مبادرات مشكور عليها. وهو صحيحٌ أنّه ترك الائتلاف ولكنّه شخصية وطنية تحظى باحترام جميع السوريين. ونحن متأكدون تماماً أنّ لقاءه مع لافروف أتى ضمن إطار الطرح الوطني وضمن إطار الائتلاف. أما زيارات المعلّم، فهي "التانغو" الأخير للنظام السوري، حيث يُحاول المعلّم أنْ يُظهر أنّه قوي ومتماسك، لكنّ زياراته التي تأتي في إطار حملة علاقات لا تُغطّي الانهيار الواضح للنظام في الأراضي السورية.

وكيف تنظرون إلى القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بشأن ملف الكيماوي في سوريا؟

فيما يتعلّق بالقرار الأخير فقد كانت هناك قرارات سابقة، وأكدت استخدام الكيماوي، وكان يجب بعد سنتين على ارتكاب مجزرة الكيماوي أنْ يُشير البيان إلى القاتل وإلى مُرتكب الجريمة. للأسف الشديد، نحن بحاجة إلى عامين آخرين يُكسبان القاتل في سوريا مزيداً من الوقت لكي يُشير مجلس الأمن إلى من ارتكب الجريمة.. واضح جداً وكل الدلائل تُشير إلى أنّ بشار الأسد ارتكب جريمة الكيماوي واستمرَّ في استخدام غاز الكلورين وجُرّم أكثر من مرة، وهناك عدة مؤشرات ودلائل دامغة على أنّه مازال يستخدم غاز الكلورين — وربما الغازات المحرّمة دولياً — في قتل المدنيين، سواءً ضمن البراميل المتفجرة أو بشكلٍ منفصل.

ماذا عن طرحِ الموضوع حالياً وفي ضوء اللقاءات الهامة التي جرت مؤخراً بين وزراء خارجية أمريكا وروسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، هل ترى في القرار إجماعاً دولياً على حسم مصير الأسد؟

أعتقد أنّ موضوع استمرار نظام بشار الأسد في الحكم موضِع نقاش، فالكل مجمعٌ على أنّه لن يكون له أي دور. هناك تفاوت بين المواقف الدولية، نحن نقول: إذا كنا نريد أن نستمر في العملية التفاوضية فيجب أنْ تكون هناك قوة ضاغطة على النظام لكي يعود إلى طاولة المفاوضات ليتحدّث عن عملية انتقالية. إنّ تغيير الموازين على الأرض من الواضح أنّه لصالح الثورة السورية، وجيش النظام ينهار وجيش المعارضة يتجه نحو التكامل والتماسك وتشكيل قيادة عسكرية عليا. وإذا أراد النظام أن يحسم الموضوع عسكرياً فهو الخاسر في المعركة.

خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري يتحدث لـ"الشرق"

كيف ترون تصريحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن أنّ التخلي الروسي - الإيراني عن الأسد يفتح باب التسوية في سوريا؟ وهل توجد معطيات تُشير إلى أنّ النظام سيفقد دعم كل من روسيا وإيران؟

بالنسبة للموقف الروسي، فهُم قد صرّحوا منذ البداية على مستوى الرئاسة الروسية أنّهم غير متمسكين ببشار الأسد، فالقيادة الروسية منذ البدء منفتحة على التفاوض والمساومة بالأسد. وتحتاج روسيا إلى أنْ تكون مطمئنة تجاه استقرار سوريا بعد سقوط النظام وتجاه الجهة التي ستحكم البلد حينها.

هناك حديث عن أنّ السعودية طرحت خيار أنْ توقِف دعمها للمعارضة، وفي المقابل يتم إخراج "حزب الله" والميليشيات المحسوبة على إيران من سوريا، بحيث يكون الصراع سورياً - سورياً أو يكون الحل سورياً - سورياً.. كيف تنظرون إلى هكذا خيار؟

أعتقد أنّ هذه مناورة سعودية تجاه إيران. من الواضح أنّ إيران متمسكة تماماً ببشار الأسد، ولكنها إذا سحبت عناصر "حزب الله" وميليشياتها و"أبو الفضل العباس" و"الحرس الثوري" فسينهار النظام حينئذٍ من تلقاء نفسه. فإذا كان هناك فعلاً قبول إيراني بالعرض السعودي، فنحن نُرحّب بسحب إيران لعناصرها تماماً لأنّ هذه الخطوة ستكون لصالح الشعب السوري. الأسد ليس هو الذي يُحارب فالذي يسند النظام هو القوات الإيرانية.

ماذا عن خيار انكفاء الأسد إلى الشاطئ السوري وإقامة دولة ذات امتداد في لبنان، تكون عاصمتها دمشق، هل ترون أنّ مثل هذا الخيار قد يكون متاحاً؟

لم يعد هذا الخيار متوفراً بالنسبة للنظام، فالشاطئ السوري أصبح أغلبه من المهاجرين من حلب وإدلب ومن الشرق السوري، والتركيبة الديمغرافية لا تُساعد نظام الأسد على أن يبنيَ إقليماً لنفسه في الساحل ولا في دمشق. مع استمرار الحرب في سوريا وخسارة النظام وانهيار جيوشه، فهذا الخيار أصبح ليس لصالح الأسد — وإن كان هو يسعى إلى التقسيم منذ البداية.

وكيف تنظرون إلى خيار استقالة الأسد وتوفير ملاذ آمن له ولأركان النظام في دولة عربية مقابل ضمان سلامتهم وعدم ملاحقتهم أمنياً، وأن تتكفّل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بتأمين مرحلة انتقالية؟

جرى طرح كثير من العروض من قِبل دول عربية على بشار الأسد، ولكنّه رفضها. ولو أنّه قبِل منذ البداية هذا العرض الذي ذكرتِه للتو لكان جنّب نفسه وشعبه ومؤيّديه الدمار، ولكنّه لا يزال يعيش في حالة وهمٍ ويعتقد أنّه منتصرٌ بينما هو يفقد حتى حاضنته الشعبية.

وما موقفكم تجاه المبادرات التي تتداولها وسائل الإعلام بشأن سوريا؟

هناك عدة مبادرات دولية وإقليمية، ولكن بالنسبة لنا: المبادرة الوحيدة هي المبادرة الأممية التي وافق عليها مجلس الأمن ودولُ مجموعة أصدقاء الشعب السوري ووافقنا عليها كائتلاف. إنّ أيّة مبادرة تلتف على المبادرة الأممية وقرار مجلس الأمن فهي بالنسبة لنا غير مُرحَّبٍ بها.

هل سيعقد الائتلاف اجتماعات مع أطراف المعارضة لتوحيد الموقف والجهود حول الحلول المقترحة؟

نعم، هناك لقاء قريب ونحن نسعى للتحضير لهذا المؤتمر مع شخصيات وطنية ومنظمات مجتمع مدني وقادة ميدانيين، لِنُعلن فيه موقفاً موحداً من العملية الانتقالية والحل السياسي في سوريا.

قرار تركيا محاربة تنظيم "داعش" في شمال سوريا، هل سيُغيّر موازين القوى؟

هذا بالتأكيد سيُساعدنا لأنّ داعش هي الوجه الآخر لنظام بشار الأسد، وقد استولت على الأراضي التي حرّرها الجيش الحر من النظام.. فأي حرب ضد داعش هي بنفس الوقت حرب ضد نظام الأسد، وستُساعد الجيش الحر على استعادة الأراضي المحررة، وبالتالي ستكون هذه العملية لصالح المعارضة.

حدّثنا عن برنامج تدريب وتجهيز ما سُمّي بـ"المعارضة المعتدلة"؟

المعارضة السورية بعد أربع سنوات قد أصبحت متدرّبة، إنّ ما نحتاجه هو التجهيز وليس التدريب. ونحن نعمل على بناء جيش وقوة استقرار وطنية تحمي المناطق المحرّرة. وهناك استعداد لذلك، وما نحتاجه هو تجهيز هذه القوة لكي تكون قوة استقرار بالفعل.

هل تعتقدون أنّ مؤشرات حل الأزمة السورية جدّية؟ وهل بات الحلُّ قريباً؟

ما أراه تماماً هو أنّ النظام ينهار، لذلك فيجب في هذه اللحظة أنْ نغتنم فرصة وجود مؤسسات للدولة قبل أنْ تنهار هذه المؤسسات كما وعدَ النظام أنْ يُنتج حالةً من الفوضى، كما كان يُردّد مؤيّدوه: "الأسد أو لا أحد، الأسد أو نحرق البلد".. وهو يُنفّذ هذا التهديد، ولذلك فقبل أنْ يفنى ما بقي من مؤسسات الدولة يجب علينا أنْ نغتنم هذه الفرصة ونملأ الفراغ الناجم عن انسحاب النظام من عدّة مناطق في سوريا.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ