رايتس ووتش: اللاجؤون السوريون في عرسال يواجهون ضغوط.. ولبنان ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي
رايتس ووتش: اللاجؤون السوريون في عرسال يواجهون ضغوط.. ولبنان ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي
● أخبار سورية ٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

رايتس ووتش: اللاجؤون السوريون في عرسال يواجهون ضغوط.. ولبنان ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي

أكدت "هيومن رايتس ووتش"، اليوم الأربعاء، إن العديد من اللاجئين السوريين في عرسال، بلدة حدودية في شمال شرق لبنان أوالتي أخرجت منها مؤخرا هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، يواجهون ضغوطا للعودة إلى سوريا.

وقال التقرير الذي نشرتهرايتس ووتش، عاد بعضهم بالفعل إلى سوريا بسبب الظروف القاسية في عرسال، مؤكدة أنها وجدت العديد من اللاجئين ليست لديهم وثائق إقامة قانونية، بالإضافة إلى وجود قيود على حرية تنقلهم، وخوفهم من الاعتقالات العشوائية على ما يبدو خلال أي مداهمة للجيش.

وشددت المنظمة الى ضرورة اعطاء السلطات اللبنانية الأولوية لاستعادة الخدمات وحماية المدنيين هناك، بعد المداهمات العسكرية والاتفاقات التي تم التفاوض عليها ودفعت مقاتلي تنظيم الدولة وهيئة تحرير الشام إلى الخروج من المنطقة، ويجب على لبنان أن تحترم الإجراءات الأمنية، حقوق المدنيين في عرسال.

وقال مدير قسم الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش، "نديم حوري"، "زادت أوضاع عرسال سوءا إلى درجة أن لاجئين كثر عادوا إلى منطقة حرب. لدى السلطات اللبنانية مهمة صعبة متمثلة في الحفاظ على الأمن في عرسال، لكن بعد إخراج داعش والنصرة، من الضروري تحسين الخدمات وحماية المدنيين".

وقال السوريون الذين غادروا عرسال إلى إدلب لـ هيومن رايتس ووتش إنهم عادوا إلى سوريا بسبب الوضع في عرسال، بما في ذلك مداهمات الجيش لمخيمات اللاجئين، عدم امتلاك الغالبية إقامات قانونية، الخوف من الاعتقال والاحتجاز، القيود المفروضة على حركتهم، وفرصهم المحدودة للحصول على التعليم والرعاية الصحية. لم تجد هيومن رايتس ووتش أدلة على عمليات إعادة قسرية مباشرة، لكن جميع من تمت مقابلتهم قالوا إنهم غادروا بسبب الضغوطات لا طوعا.

تستضيف عرسال حاليا ما يقدر بنحو 60 ألف سوري، فضلا عن سكانها اللبنانيين البالغ عددهم 38 ألف نسمة، بحسب البلدية، وعاد حوالي 10 آلاف سوري إلى سوريا من عرسال منذ يونيو/حزيران، بحسب البلدية.

ويسيطر الجيش اللبناني على عرسال منذ مهاجمة التنظيم وهيئة تحرير الشام، اللذان كانا يسيطرا على البلدة منذ عام 2014، ويقيّد الوصول إلى البلدة من وقتها، وخرج مقاتلي التنظيمين ، بعد مفاوضات مع حزب الله أدت إلى خروج عناصرهما الى سوريا، اضافة الى مدنيون غير مرتبطين.

وقال طبيب عاد إلى إدلب، في حديث لهيومن رايتس ووتش، "عندما غادرنا عرسال، كنا مجبرين. لم تكن مكاننا. كنا دائما مضطهدين هناك. مصيرنا كان إما الاعتقال أو الموت أو العيش في قلق دائم. لهذا السبب غادر معظم الناس؛ بسبب الاضطهاد".

وبحسب التقرير، قال 8 سوريين في عرسال إنه تم اعتقالهم أو اعتقال أحد أفراد أسرهم لدى محاولة تجديد الإقامة، وإن السلطات احتجزت أطفالا تصل أعمارهم إلى 9 سنوات، وعرض أحد ممثلي المخيمات على هيومن رايتس ووتش قائمة تضم 222 شخصا حاولوا تجديد إقامتهم لكن احتفظ الأمن العام بهوياتهم لفترات تتراوح بين سنة في أقلها و3 في بعضها.

قال سوريون إنهم يخشون أن يعتقلهم الجيش في مداهماته الأمنية المتكررة لمخيمات اللاجئين في عرسال. قال كثيرون إنهم يرون الاعتقالات "عشوائية"، ويخشون من إمكانية اعتقالهم في أي وقت.

وأكد سوريون في إدلب إنه لم تكن لديهم معلومات واضحة عن وضع هذه المنطقة قبل عودتهم إلى سوريا. ليس لـ "المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين" وجود دائم في عرسال، لم تشارك في تسهيل العودة إلى سوريا، ولم تقابل السوريين قبل مغادرتهم لتقييم ما إذا كان رحيلهم طوعيا. لم تصدر المفوضية تقييما عاما عما إذا كانت عمليات العودة طوعية.

قال أحد الرجال الذين عادوا إلى إدلب: "كانت إقامتنا في عرسال في خوف وكنا نعيش في المجهول. كان رحيلنا في خوف وإلى المجهول. كانت رحلتنا في الخوف وعبر المجهول. كنا نسأل عن الضمانات ولكن لم يقل أحد لنا ما هي. ... كنا في عذاب نفسي. إنه القرار الأكثر صعوبة: البقاء في المجهول أو الذهاب إلى المجهول".

من جهة أخرى، قال سوريون لا يزالون في عرسال إنهم أيضا شعروا بضغوط لمغادرة المكان. قال أحدهم: "يضغط الجيش علينا، ويضغط الأمن العام علينا، ويضغط السكان هنا علينا. بات الوضع هنا غير مقبول". لكن بينما قال البعض إنهم سيبحثون في العودة بموجب اتفاق دولي، قالوا جميعا إنهم يفضلون البقاء في لبنان لو تحسنت الظروف، إلى أن تصبح العودة إلى سورية آمنة.

ونشر التقرير أنه رغم أن لبنان لم يوقع على "اتفاقية اللاجئين لعام 1951"، فهو ملزم بمبدأ عدم الإعادة القسرية الوارد في القانون الدولي العرفي، وعدم إعادة أي شخص إلى مكان يمكن أن يتعرّض فيه للاضطهاد أو التعذيب أو غيره من أشكال سوء المعاملة، أو تكون فيه حياته مهددة، لبنان ملزم أيضا بموجب اتفاقية "مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة" بعدم إعادة أي شخص إلى بلد يتعرض فيه لخطر التعذيب أو سوء المعاملة.

تأتي العودة إلى سوريا بعد نداءات متشددة من قبل السياسيين اللبنانيين لعودة اللاجئين إلى سوريا. في يوليو/تموز، دعا الرئيس ميشال عون إلى العودة الآمنة، لا العودة الطوعية. تعتبر محافظة إدلب "منطقة تخفيف..

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ