روسيا تعرض إصلاح الأسطول السوري في شبه جزيرة القرم
روسيا تعرض إصلاح الأسطول السوري في شبه جزيرة القرم
● أخبار سورية ٣١ أغسطس ٢٠١٩

روسيا تعرض إصلاح الأسطول السوري في شبه جزيرة القرم

قدمت روسيا خلال مشاركتها في أعمال معرض دمشق الدولي عرضاً بإطلاق برنامج واسع لتحديث وتجديد الأسطول السوري، باستخدام قدرات مجمع بناء وإصلاح السفن في شبه جزيرة القرم، وتزامن ذلك مع الإعلان عن توسيع اتفاق التعاون الاقتصادي بين موسكو ودمشق، ليشمل قطاعات جديدة لم تكن مدرجة في السابق على جدول أعمال التعاون الثنائي.

ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية عن نائب رئيس مجلس وزراء القرم، غريغوري مرادوف، الذي يزور سوريا حالياً في إطار الوفد الروسي المشارك في أعمال المعرض الدولي، أن مجمع بناء وإصلاح السفن في شبه الجزيرة «على استعداد لدعم سوريا في مجال بناء وإصلاح السفن البحرية».

وقال المسؤول في إطار ورشة لمناقشة مجالات التعاون مع سوريا: «لدينا اهتمام بالتعاون مع سوريا في مجالات مثل إصلاح وبناء السفن، في أحواض بناء السفن في القرم، وسوريا لديها أسطولها الخاص، وتحتاج إلى مثل هذه الخدمات».

وأضاف أن سوريا مقبلة على مرحلة إعادة الإعمار بعد الحرب العنيفة التي شهدتها، مشيراً إلى أن «شركات في القرم وروسيا تنتج كثيراً من المنتجات، مثل المعادن والهياكل المعدنية التي تحتاج إليها سوريا في المرحلة المقبلة».

وكانت حكومة القرم، التي لا تحظى باعتراف دولي، قد وقعت مع الحكومة الروسية اتفاق تعاون يشمل مجالات السياحة والقطاعات الثقافية ومجالات أخرى، لكن الطرفين أعلنا أمس عن توقيع رزمة اتفاقات جديدة، على هامش المعرض الدولي المنعقد حالياً في دمشق، بينها اتفاقية لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، شملت إنشاء بيت تجاري، وشركة ملاحة للقطاع الخاص، وتبادل المشاركات في المعارض.

وكانت تتألف البحرية العربية السورية في سنة 1985 من 4,000 مجنَّد، بالإضافة إلى 2,500 جنديّ احتياط. وقد كانت البحرية - المفتقرة للكثير من الخدمات العسكرية الأساسية - آنذاك تابعة لقيادة الجيش في منطقة اللاذقية، وكان الأسطول البحري متمركزاً في موانئ اللاذقية وبانياس والبيضة وطرطوس. تألف الأسطول في ذلك الحين من 41 مركبة، بينها غوَّاصتان أو ثلاث غواصات سوفيتية (بما في ذلك غواصتان من طراز روميو زوَّدت سوريا بها البحرية السوفيتية في سنة 1985)، و22 مركبة صواريخ (بما في ذلك 10 زوارق أوسا II متطورة), ومطاردتا غواصات، وأربع كاسحات ألغام مائية، وثمانية زوارق مدفعية، ومركبة استرجاع طوربيدات, وست سفن نقل، وأربع فرقيطات (تحت الطلب)، وثلاث سفن إنزال بحريّ (تحت الطلب).

بحلول سنة 1990 كانت قد تطوَّرت البحرية أكثرَ قليلاً، فحصلت على قاربي أوسا إضافيَّين، وفرقطاتي بيتيا II ومركبتي نقل جديدتين من طراز زوهك بي إف آي، كما أصبحت عندها تسع كاسحات ألغام (كاسحة ناتيا وكاسحة سونيا وكاسحة تي43 واثنتان من نوع فانيا وأربعة ييفنغنيا)، وثلاث سفن برمائية هجومية من طراز بولنوكني يُمكن لكل منها أن تؤوي خمس دبابات وطاقماً من 100 رجل. وبالإضافة إليها كانت توجد اثنا عشرة مروحية ميل-مي14 وخمسة من طراز كاموف كا-25. وقد انخفضَ عدد الغواصات إلى واحدة فحسب بحلول سنة 1995، وهي نفسها لم تكن قد خرجت إلى البحر منذ ثلاث سنوات، ثم اختفت تماماً من البحرية بحلول سنة 2000، وحتى الآن تفتقر البحرية السورية إلى سلاح الغواصات، على الرغم من وجود نيَّة بشراء غواصتين جديدتين من طراز أمور 1650 في سنة 2015. لم يطرأ أي تغير على فرقطاتي البيتيا أو السفن البرمائية الثلاث منذ التسعينيات من زيادة أو نقصان في عددها، عدا عن تحديث فرقاطات "بيتيا II" إلى "بيتيا III" في سنة 2012. وأما فيما يَخص زوارق الصواريخ فقد كان لدى البحرية اثنا عشر منها (اثنان أوسا I وعشرة أوسا II) مسلَّحة بصواريخ ستيكس في سنة 1990، ثم حصلت على أربعة من طراز كومار في سنة 1995 مسلحة بالصواريخ نفسها، غير أنها سرعان ما تخلت عنهم مجدداً بعد بضع سنوات، وقد ازداد عدد زوارق الأوسا إلى 14 في السنة نفسها قبل أن يَنخفض مجدداً إلى عشرة في سنة 2000، وقد حصلت مجدداً على زورقي أوسا إضافيَّين في سنة 2005، لكنها تخلت عنهما مجدداً. وأخيراً حصلت في سنة 2012 على ستة قوارب أوسا إضافية ليرتفع إجماليها إلى 16، فضلاً عن 6 زوارق تير إيرانية الصُّنع، وبهذا أصبحَ عندها 22 زورق صواريخ. كما حصلت البحرية على مركبة نقل من طراز ناتيا واثنتين من طراز هاميلين في سنة 1995، لكنها تخلَّت عنهم بدورهما.

بشكل عام، لم يكن لدى البحرية العربية السورية أي عتاد أو أسلحة حديثة حتى عام 2006 (عدا عن زوارق صواريخ الأوسا 1 و2 المضادَّة للسفن)، بالإضافة إلى أن أعداد مجنَّديها متواضعة قياساً بالساحل السوري البالغ طوله 150 كيلومتراً. لكن منذ عام 2006 بدأت روسيا وإيران بتزويد سوريا بأسلحة متطورة، حيث زوَّدتاها بصواريخ بر - بحر الثقيلة قصيرة المدى، وهي أقل كلفة وأكثر فاعلية في المعارك من الطوربيدات والزوارق غالية الثمن والمعرَّضة للخطر بسهولة خلال المعارك البحريَّة. ومن ضمن أنواع الصواريخ التي زودت إيران وروسيا بهما البحرية السورية صواريخ ستيكس المضادَّة للسفن، وهي صواريخ مخصَّصة للاستخدام في الاشتباك الصاروخيّ قريب المدى مع البوارج والسفن الحربية، كما أنها حصلت أيضاً في السنوات الأخيرة على عدد غير معروف من صواريخ سيبال، ولم يَكن امتلاكها لها معروفاً حتى ظهرت في تجارب قتالية لجيش النظام أواخر سنة 2011 بعد إستهداف لأحياء في مدينة اللاذقية منها حي الرمل الجنوبي، كما أن لدى البحرية نوعاً ثالثاً من الصواريخ هو صواريخ ياخونت روسية الصُّنع، التي اشترتها سوريا من روسيا في صفقة عسكرية أواخر سنة 2011، وهي صواريخ طويلة المدى يُقَال عنها أنها منحت سوريا تفوقاً إستراتيجياً عسكرياً على مستوى البحر المتوسط، إذ يُمكن لبضعة صواريخ ياخونت إغراق حاملة طائرات بأكملها في قعر المحيط. وأما رابع أنواع الصواريخ التي تزوَّدت بها البحرية السورية فهي صواريخ سي-802 المضادَّة للسفن صينية الصنع، التي يُعتقد أن إيران أمدَّت سوريا بها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ