مركز دراسات يحلل هدف روسيا من استهداف معسكر لـ "فيلق الشام" بريف عفرين
مركز دراسات يحلل هدف روسيا من استهداف معسكر لـ "فيلق الشام" بريف عفرين
● أخبار سورية ١ سبتمبر ٢٠٢١

مركز دراسات يحلل هدف روسيا من استهداف معسكر لـ "فيلق الشام" بريف عفرين

اعتبر مركز "جسور للدراسات" أن الهجوم الجوي الذي سنته طائرات حربية روسية صباح 31 آب/ أغسطس 2021 على منطقة عفرين، واستهدفت معسكراً لـ "فيلق الشام" والذي يعتبر من أكثر الفصائل تنسيقاً مع أنقرة، يحمل أهمية خاصة باعتبارها المرة الأولى التي تستهدف فيها روسيا منطقة عفرين منذ سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي عليها في عملية "غصن الزيتون" عام 2018.

وأوضح المركز أنَّ الشرطة العسكرية الروسية انسحبت من المنطقة قبيل دخول المعارضة السورية والجيش التركي إليها، في إطار تفاهم تركي روسي بقيت بموجبه القوات الروسية بعيدة عن أيِّ تصعيد أو رسائل متبادلة.

ورجح المركز أنَّ التصعيد بالغارات الجوية في هذه المنطقة يحمل رسالة سياسيِّة من روسيا، بالتزامن مع استمرار الضربات التركية الجوية والمدفعية على مواقع تتبع لـقوات سورية الديمقراطية (قسد) تقع ضمن النفوذ الروسي، حيث تُنفذ تركيا منذ منتصف آب/ أغسطس2021 سلسلة من الاغتيالات عن طريق الطائرات المسيرة، أدَّت إلى مقتل ثلاثة قادة ميدانيين من قسد بالقرب من تل تمر وعين العرب، بالإضافة إلى ضربات مدفعية مكثفة تتركز على منبج وعين عيسى، والراجح أنَّ تلك الهجمات غير منسَّقة مع الجانب الروسي.

وتسعى تركيا  - وفق المركز - من خلال تحركاتها العسكرية إلى الضغط من أجل دفع موسكو للوفاء بتعهداتها التي قطعتها في قمة "سوتشي" آواخر عام2019، لكنَّ الرد الروسي في عفرين جاء بمثابة جواب مفاده أنَّ موسكو تمتلك أوراق ضغط مؤثِّرة على الجانب التركي، ولن تذعن للضغط الميداني الذي عادة ما تستخدمه روسيا أيضاً في إدلب.

وتشهد مخرجات القمة الرئاسية في "سوتشي" الموقَّعة آواخر 2019 بين تركيا وروسيا تعثراً في تنفيذ بنودها، إذ أنَّ تركيا تنتظر من روسيا الوفاء بالتزاماتها الخاصَّة بإبعاد عناصر قسد بعمق ثلاثين كيلومتراً عن الشريط الحدودي، في حين أنَّ أنقرة تعهَّدت بإنشاء ممرٍ آمنٍ على جانبي طريق M4 الدولي، وبعرض 6 كيلومترات، وهذا التعثر يدفع الجانبين لاستخدام التصعيد العسكري لتوجيه رسائل الانزعاج، وللدفع نحو تحريك الملفات العالقة، وفق "مركز جسور".

وكان استهدف الطيران الحربي الروسي يوم الثلاثاء 31 آب، معسكراً لفصيل "فيلق الشام" التابع لـ "الجبهة الوطنية للتحرير" في منطقة "غصن الزيتون" بريف عفرين" في تطور لافت في الضربات الجوية الروسية على مناطق شمال غرب سوريا، وليست المرة الأولى التي تسجل روسيا ضربات ضد الفصيل المذكور.

وقال نشطاء، إن طيران حربي روسي حلق في مناطق ريف حلب الغربي فجراً، قبل تنفيذ عدة غارات جوية على معسكرات تابعة للقوات الخاصة في فيلق الشام في منطقة الإسكان غربي معبر الغزاوية، رغم أنها تقع ضمن مناطق "غصن الزيتون" بريف عفرين.

وأفادت مصادر عسكرية من "فيلق الشام" أن الغارات لم تسفر عن أي أصابات أو أضرار بين صفوف عناصر الفصيل، في وقت اعتبرته نشطاء تطور جديد في سياق الضربات الجوية الروسية التي تستهدف بشكل شبه يومي مناطق حراجية بريف إدلب، بينها معسكرات سابقة لهيئة تحرير الشام.

وفي تشرين الأول من عام 2020، أي قبل عام تقريباً، سقط أكثر من 30 شهيداً وعشرات الجرحى من عناصر "الجبهة الوطنية للتحرير" بقصف جوي روسي، استهدف معسكراً لها في منطقة الدويلة بريف إدلب الغربي.

وتعرض حينها معسكر لـ "الجبهة الوطنية للتحرير" في منطقة جبل الدويلة بريف مدينة كفرتخاريم بريف إدلب الغربي، لقصف جوي من طيران حربي روسي، خلفت العشرات من الشهداء والجرحى من عناصر الفصيل.

وسبق أن تعرضت مقرات تابعة لفصيل "فيلق الشام" لقصف جوي مباشر من قبل الطيران الحربي الروسي في منطقة الدويلة، وفي منطقة تل مرديخ، وأوقعت العشرات من الشهداء والجرحى بين عناصر الفصيل.

ويرى مراقبون أن استهداف روسيا لمرات عديدة مناطق خاضعة للنفوذ التركي، رسالة واضحة بأنها مصممة على التصعيد ضاربة بعرض الحائط اتفاقيات وقف إطلاق النار والاتفاقيات الأخرى للتهدئة في المنطقة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ