"معركة حماة" في يومها الرابع بلا نتائج ... أبعاد سياسية أم معركة تحرير ...!؟
"معركة حماة" في يومها الرابع بلا نتائج ... أبعاد سياسية أم معركة تحرير ...!؟
● أخبار سورية ٢٢ سبتمبر ٢٠١٧

"معركة حماة" في يومها الرابع بلا نتائج ... أبعاد سياسية أم معركة تحرير ...!؟

يمر اليوم الرابع على التوالي على انطلاقة معركة جديدة قادتها هيئة تحرير الشام مع عدة فصائل أخرى في ريف حماة الشرقي، دون تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض، شهد اليوم الأول تقدماً في عدة قرى بريف حماة الشرقي، ثم غابت عن المشهد أخبار التحرير والتدمير، وطغت الأخبار التي تتحدث عن وقف المعركة وسحب الحشود، فيما لم يصدر أي توضيح رسمي عن أي من الفصائل المشاركة في المعركة حتى الساعة، كما أنه لم يصدر أي بيان رسمي عن انطلاق أي معركة.

 

المعركة التي أطلق عليها اسم "ياعباد الله اثبتوا" لم يكتب لها النجاح حسب تبريرات البعض، وأن الفصائل بينها تحرير الشام والتركستان وجيش العزة والفرقة الوسطى وجيش النخبة، قدموا فيها أكثر من 50 شهيداً في اليوم الأول لها، وسيطروا على عدة قرى منها الشعثة والقاهرة والطليسية وقصر أبو سمرة وصولاً حتى بلدة معان، وأنها لم تستطع تحقيق هدفها الغير معلن، أجبر القصف وضراوة الاشتباكات الفصائل على التراجع، ولربما تعيد الكرة من جديدة من حزام آخر.

 

في الطرف المقابل يتهم البعض تحرير الشام التي بدأت المعركة بأنها حققت ماتريد منها، ووصلت لهدفها الغير معلن، ألا وهو ضرب ما تم التوصل إليه من اتفاق على منطقة خفض التصعيد في إدلب في مؤتمر أستانة الأخير، وأن هدف المعركة كان سياسياً أكثر من كونه عسكرياً للتحرير، وحجتهم في ذلك أن تحرير الشام روجت للمعركة بشكل غير مباشر قبل أكثر من شهر من انطلاقتها، دفع قوات الأسد والميليشيات لتعزيز مواقعها، السبب الآخر أنها انتظرت حتى أعلن عن مخرجات استانة وبدأت المعركة، سبق ذلك لقاءات مطولة لتحرير الشام في قرية أبو دالي الخاضعة لسيطرة عضو مجلس الشعب "أحمد الدرويش"، مع التنويه إلى أن المعركة القريبة من هذه القرية لم توجه أي طلقة باتجاهها ولم تكن هدفاً لها.

 

وبين المبرر والمشكك بات يعيش آلاف المدنيين اليوم تحت نير صواريخ الطيران الروسي الذي بدأ بضرب المناطق المحررة في ريفي إدلب وحماة بشكل عنيف رداً على المعركة التي أطلقت، وكأنه يوجه رسالة للجميع وليس لتحرير الشام فحسب أن أي ضرب للاتفاق سيؤول لدمار المنطقة بالكامل، حيث كانت المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني والمناطق المأهولة بالسكان على أبرز أهدافه، بعيداً عن مناطق التماس والاشتباكات، كما أنه وجه ضربات عدة لمقرات تابعة لفصائل الجيش الحر بينها من شارك في استانة، مسجلاً حتى اليوم أكثر من 300 طلعة جوية، وتدمير أربع مشافي طبية وثلاث مراكز للدفاع المدني، وارتكاب عدة مجازر في قلعة المضيق وخان شيخون وجرجناز ومعرزيتا، أزهقت أرواح أكثر من 30 مدنياً غالبيتهم من الأطفال والنساء.

 

ولفت البعض إلى أن روسيا تلعب على وتر تأليب الحاضنة الشعبية ضد تحرير الشام كونها هي من بدأت وخططت للمعركة، من خلال تكثيف القصف على المناطق المدنية، في الوقت الذي عاشت هذه المناطق لأشهر عدة حالة من الهدوء وغياب الطيران الحربي والقصف عنها، منوهاً إلى أن المدنيين في المحرر لن ترهقهم الغارات والقصف، مع أنها ستزيد من معاناتهم، وتشردهم من جديد، ولكن عدم وجود مقابل لذلك كتحرير مدن وبلدات ومناطق واسعة خلال المعركة سيدفعهم للشك بل والتأكد أن أرواحهم لم تعد تعني الفصائل بقدر ما تعنيها لهم الصفقات السياسية والمعارك المرتبطة بأجندات داخلية أو خارجية، وهذا ما سيؤلب الحاضنة الشعبية وليس القصف.

 

ونوهت مصادر عسكرية عدة إلى أن الخوض في غمار أي معركة اليوم لابد أن يكون مدروساً بشكل دقيق، يراعي فيها النتائج المرتقبة للمعركة من ردات فعل لنظام الأسد وحلفائه لاسيما روسيا على المدنيين، ويجب أن تدرس الخطط لأن تكون المعارك مجدية وذات هدف حقيقي تمكنها من الضغط على نظام الأسد وحلفائه بشكل فعلي كضربه في مناطق ذات بعد استراتيجي وأثر كبير، لا خوض غمار معركة في أرض كررت فيها مرات المعركة ولاقت نفس النتائج ويقصد معركة حماة.

 

معركة حماة الحالية سبقها تجارب عدة للفصائل في معارك عديدة أبرزها معركة أطلقها "جيش الفتح" في تشرين الأول 2015 في بيان صادر عنه أعلن انطلاق معركة "تحرير حماة " ضمن ما أسماه المرحلة الثانية من مراحل جيش الفتح لتحرير بلاد الشام، كذلك معركة "وقل اعملوا" في آذار من عام 2017 التي أطلقتها عدة فصائل بريف حماة الشمالي، كذلك معركة "في سبيل الله نمضي" واللتان حققتا تقدما كبيرا في عمليات التحرير وصولاً حتى جبل زين العابدين إلا أنها سرعان ما شهدت تراجعاً كبيراً للفصائل دون توضيح الأسباب علماً أنها كانت تهدف لربط ريفي حماة المحرر بحمص.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ