مفخخات تنظيم الدولة تعزز من صمود مارع
مفخخات تنظيم الدولة تعزز من صمود مارع
● أخبار سورية ٥ أكتوبر ٢٠١٥

مفخخات تنظيم الدولة تعزز من صمود مارع

يتطلع  تنظيم الدولة منذ عام تقريبا لبسط سيطرته على ريف حلب الشمالي لفرض حدود دولته الممتدة على مساحة شاسعة من الأراضي السورية والعراقية ولكنه ترجم هذه التطلعات بتصعيد هجماته على ريف حلب الشمالي  بعد إعلان الحكومة التركية في مطلع آب أغسطس الفائت عن إقامة منطقة آمنة على حدودها تعهدت بتسليمها لكتائب الجيش الحر .

وفي هذه الأثناء سيطرت قوات التنظيم على عدة مناطق بمحيط بلدة مارع لمحاصرتها وفصل ريف حلب الشمالي عن الغربي واستخدمت في هجومها المفخخات والمدفعية وصواريخ محلية الصنع .


تنظيم الدولة يحاصر مارع من 3 جهات
سيطر تنظيم الدولة أواخر شهر آب على القرى المحيطة ببلدة مارع من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية حيث سيطر على أم حوش في الجهة الجنوبية من ثم تقدم في المحور الشمالي ليبسط سيطرته على قرية تلالين الاستراتيجة  وقرية سندف القريبة جدا من مارع وبذلك تكون مارع قد حوصرت بشكل شبه كامل ، لكن أبناءها وبعد قدوم مؤازرات من عدة فصائل شنوا هجمات معاكسة لإعادة السيطرة على ما خسروه مؤخرا ،فاستعادوا السيطرة على قرية سندف في 30 آب أغسطس وقتلوا عددا من عناصر تنظيم داعش وأجبروه على التراجع إلى تلالين .



لماذا هذه الهجمة على مارع ؟
بعد سيطرة قوات التنظيم على القرى المحيطة بمارع توجهت أنظاره نحو البلدة التي  تعد من أولى البلدات الثائرة في ريف حلب الشمالي ومسقط رأس قائد لواء التوحيد أحد أكبر الفصائل العسكرية سابقا الشهيد عبد القادر الصالح .

يقول حسين ناصر مسؤول قطاع مارع في الجبهة الشامية : يحاول تنظيم الدولة بسط سيطرته على بلدة مارع لأنها من أولى البلدات الثائرة في وجه النظام والتنظيم ، ولأهميتها الاستراتيجية فهي تربط ريف حلب الشمالي بريفها الغربي وتقع على طريق حلب غازي عنتاب الذي بات يعتبر خط الإمداد الوحيد لريف حلب الشمالي .

من جهتها بثت حسابات مناصرة لتنظيم الدولة تهديدات شديدة اللهجة لأهل مارع جاء في أحدها أن التنظيم سيهدم المدينة فوق رؤوس ساكنيها إن لم يقدر على بسط سيطرته عليها .



أكثر من 10 مفخخات تضرب مارع وبلدات حولها
أرسل تنظيم الدولة في الآونة الأخيرة أكثر من 10 مفخخات لبث الرعب بين المدنيين وتمهيدا لتقدمه على بلدة مارع .
يقول إبراهيم الخطيب مراسل قناة الأورينت في ريف حلب : أرسل تنظيم الدولة عدة مفخخات مستهدفا مقرات الثوار حيث استهدف مارع بثلاث مفخخات و واحدة لكل من تل رفعت وجارز وسندف واثنتين للوحشية .
ويضيف الخطيب : إن أيا من المفخخات لم تصل إلى مقرات الثوار بل على العكس انفجرت كلها في أماكن شعبية يقطنها مدنيون ، فيما فجر الثوار بعضا منها قبل وصولها إلى أهدافها بصواريخ موجهة .



شهداء مدنيون وجرحى بالعشرات
لم يصب أي عسكري من الثوار بمفخخات التنظيم بل كان الشهداء والجرحى كلهم من المدنيين ، ويفيد طارق النجار المدير الإداري لمشفى الحرية في مارع أن عدد الشهداء بلغ أكثر من 10 ، استشهد 7 منهم في المفخخة التي استهدفت بلدة تل رفعت في مطلع سبتمبر أيلول الجاري وهم عائلة واحدة نزحوا من بلدة مارع  ، كما استشهد 3 نتيجة المفخخة التي استهدفت الحي الغربي ببلدة مارع و أدت إلى دمار حي بأكمله .

ويضيف النجار : وبلغ عدد الجرحى أكثر من 150 نسبة كبيرة منهم من النساء و الأطفال تم إسعاف بعضهم إلى تركيا لخطورة إصاباتهم .



التنظيم يستهدف مارع بالكيماوي
أغضبت المحاولات الفاشلة للتقدم نحو مارع قيادة التنظيم فجاءت الأوامر باستخدام مواد كيماوية حارقة في قصف البلدة بالإضافة لقذائف المدفعية والهاون التي تمطر البلدة على مدار اليوم .

يقول النجار : وردتنا 85 حالة مصابة بحروق واحمرار في العينين في 22 آب أغسطس بعد استهداف البلدة بعدة قذائف مدفعية من قبل التنظيم وبعد معاينة الإصابات تبين أن القذائف تحتوي على مواد كيماوية لم تستخدم من قبل ويستخدمها التنظيم لأول مرة وقد أرسلنا الحالات الخطيرة إلى تركيا لمتابعة العلاج وللكشف عن ماهية هذه المادة .

كما استهدف التنظيم البلدة بعدة 10 أيام بقذائف تحاوي غازات سامة نتج عنها بعض حالات الاختناق الطفيفة



كيف تخترق مفخخات تنظيم الدولة حواجز الثوار
منذ أن سيطر التنظيم على القرى المحيطة بمارع من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية لم يبق إلا طريق واحد يصل بلدة مارع بالريف الغربي وهو طريق الشيخ عيسى – تل رفعت الذي يعتبر منفذا إنسانيا تسلكه العائلات الهاربة من المدينة وتدخل منه الأغذية و الأدوية ، لجأ التنظيم وبكل خبث لزج مفخخاته بين سيارات المدنيين مما يصعب على الثوار اكتشافها في ظل كثافة النزوح وازدحام المرور في خط الإمداد الوحيد .



فتح حلب تعلن مارع و7 بلدات أخرى مناطق عسكرية
أعلنت غرفة عمليات “فتح حلب في 29 آب أغسطس ” بلدة مارع وسبع بلدات وقرى بريف حلب الشمالي مناطق عسكرية, في وقت يشن فيه تنظيم الدولة هجمات على المدنيين والفصائل المعارضة.
وقالت غرفة العمليات في بيان إن مارع وقرى كفر قارص وتل قراح واحرص والشيخ عيسى وجبرين وكفر ناصر ومسقان مناطق عسكرية يمنع الدخول والخروج منها من الساعة السادسة مساء إلى الساعة السادسة صباحا.
وجاء في البيان أن كل شاحنة أو سيارة تتحرك خلال فترة الحظر ستكون هدفا عسكريا لأن تنظيم الدولة يستغل حركة المدنيين لإدخال السيارات المفخخة



أين طائرات التحالف مما يحدث بريف حلب الشمالي
لقد تعهد التحالف الدولي باستهداف تنظيم الدولة ومنع تحركاته والحد منها في الأراضي السورية والعراقية وهذا ما لم يحدث في ريف حلب الشمالي ، يقول مراقبون إن طائرات التحالف لم تساند الثوار في أي معركة ضد التنظيم كما يدعى مناصرو التنظيم ، وأن الطائرات جاءت في مرات قليلة لقصف حواجز للتنظيم بعد هدوء المعارك وتحقيق التنظيم لمبتغاه .

وفي ظل كل هذه الظروف لاتزال بلدة حجي مارع صامدة بفضل جهود أبنائها ومساندة الفصائل المعارضة التي هبت لنجدتها في حين لايزال تنظيم الدولة يتطلع لكسر شوكة الثوار بالتقدم نحو البلدة التي باتت رمزا من رموز الثورة والمقاومة في الشمال السوري .

المصدر: شبكة شام الكاتب: عبد الرحمن خضر
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ