هيئة تحرير الشام ترد: تصنيف الهيئة قرار تعسفي وجائر وعلى أمريكا تقديم أدلتها والفصائل والمدنيين الوقوف في صفنا
هيئة تحرير الشام ترد: تصنيف الهيئة قرار تعسفي وجائر وعلى أمريكا تقديم أدلتها والفصائل والمدنيين الوقوف في صفنا
● أخبار سورية ١ يونيو ٢٠١٨

هيئة تحرير الشام ترد: تصنيف الهيئة قرار تعسفي وجائر وعلى أمريكا تقديم أدلتها والفصائل والمدنيين الوقوف في صفنا

قالت هيئة تحرير الشام" في بيان مطول من ثلاث صفحات رداً على قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف الهيئة على قوائم الإرهاب، إن صور استهداف الكيانات السنية لاتزال تتعدد بكافة الوسائل والسبل من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة على غرار سابقتها، فمن الاغتيال السياسي ومصادرة حق السنة في الممارسة السياسة بما يحقق أهدافهم ويحمي حقوقهم، إلى الدمار العسكري الممنهج من خلال خلق الذرائع في هذه المناطق بما يسوغ تدمير البنية التحتية وتغيير الخريطة التاريخية للمنطقة، فيتحول أهل السنة إلى أقليات مشتتة مشردة تسكن الخيام وتلجأ إلى البلدان والدول.

وبينت الهيئة أن السياسة المتبعة من الإدارة الأمريكية تأتي في دعم واضح لمخططات إيران وميلشياتها في المنطقة، فما فعلته وتفعله إيران في العراق وسوريا واليمن من إجرام وحرب تقوم على التصفية الطائفية لا تخفى على الإدارة الأمريكية، لكنها تحظى بالتجاهل والتعمية مشجعة لإيران لمزيد من التوغل في مناطق السنة وحواضرهم.

وفي سوريا أتاحت الإدارة الأمريكية السابقة الفرص لصناعة مشروع "جماعة الدولة " وعملت على إبرازه بصورة وحشية أريد لها ذلك، حتى يتسنى اختراق الثورة وحرفها عن مبتغاها، ولتكون غطاء مقنقا يتجاهل هموم الشعب ومطالبهم من إسقاط النظام إلى مكافحة الإرهاب بحسب البيان.

فعلى الصعيد السياسي، فسحت الإدارة الأمريكية تحت بند "سياسة عدم التدخل" المجال لدولة الاحتلال الروسي بقصف المدن والتجمعات المدنية بكل وحشية شاهدها الجميع، من أجل تثبيت حكم نظام بشار وإعادة فرضه على رقاب الشعب في سوريا من جديد، الأمر الذي أدى إلى تهجير تلك المناطق إلى الشمال السوري تهجيرا قسريا بقوة الأسلحة الكيماوية، وقد صاحب هذه السياسة نزع اليد وترك الساحة الدولية للحل في سوريا لصالح روسيا وعبر رؤيتها القائمة على تثبيت النظام، وهذا ما بدى من انهيار لمسار جنيف القائم على فرضية الاعتراف بحقوق المعارضة السورية أمام مسار الأستانة القائم على اعتبار كل من يقف بوجه نظام بشار المجرم فهو إرهابي يجب قتاله.

ولتأكيد ذلك فقد توقفت الإدارة الأمريكية عن دعم المعارضة المعتدلة" بالنسبة لها، والعمل على منعها من قتال النظام تارة، وإجبارها على إعادة المناطق للنظام المجرم تارة أخرى.

وأضاف البيان أن مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية مؤخرا كانت المؤشر الأبرز الذي أثبت للسوريين مدى هشاشة ومصلحية الموقف الأمريكي من الثورة السورية، فلم يعدو الرد أن كان بعض التصريحات الإعلامية الصاخبة مصحوبة ببعض المفرقعات على أهداف فارغة ومعلومة مسبقا من قبل نظام بشار.

وعلى الصعيد الديموغرافي؛ عمدت الإدارة الأمريكية إلى دعم تنظيم "البككة" وزرعه بعمق المناطق العربية السنية بعد تهجير أهلها ومصادرة مقدراتها النفطية، في تهجير قسري ثاني لأصحاب الأرض إلى الشمال السوري كذلك.

واعتبرت هيئة تحرير الشام أن تصنيفها على قوائم الإرهاب قرار جائر جديد، يفتقر للدراسة والمتابعة ويغيب عنه التقدير السياسي المناسب للظرف الذي يعيشه السوريون في هذا الوقت، وأنه بدل أن تعيد الإدارة الأمريكية الجديدة سياساتها في المنطقة وتصحح ما يمكن أن يستدرك، عمدت إلى تصنيف هيئة تحرير الشام، الكيان السني الثوري، في محاولة لربطها عمدا ضمن أجندات ومشاريع تتيح للإدارة الأمريكية إجراء خرق للثورة السورية من جديد لصالح نظام بشار وإيران.

وأكد البيان أن الهيئة عبرت وصرحت في أكثر من مناسبة أنها كيان مستقل لا يتبع لأي تنظيم أو حزب لا القاعدة ولا غيرها، وأنها لن تسمح باستخدام قضية أهل الشام وأرضهم بما يجلب عليهم المفاسد والضرر، كما تعتبر نفسها امتدادا لعموم الأمة الإسلامية العريقة وجزءا منها، تدعم قضاياها العادلة وتتعاطف معها، انسجاما مع هويتها وثقافتها التي تؤمن بها وتضحي لأجلها.

وأردف البيان أن الهيئة تكونت من اندماج عدة فصائل ثورية مقاتلة وذوبانها في كيان واحد تغليبا لمصلحة أهل الشام، وسعيا لتحقيق الأهداف التي طالب بها الشعب منذ بداية الثورة عام 2011، والتي كان أبرزها إسقاط النظام المجرم وطرد الميلشيات الإيرانية من سوريا.

وأن هذا الكيان سعى منذ ولادته لدراسة الخطوات واتخاذ الإجراءات التي تخدم الثورة السورية، فتركز عمله وجهده على إرساء الأمن وتقديم الخدمات المدنية في المناطق المحررة، إضافة إلى رباطه وجهاده على الثغور ضد النظام المجرم والميلشيات الإيرانية والاحتلال الروسي مدافعا عن أهل الشام ومقاتلا في سبيل نصرة قضيتهم العادلة، وفي المعارك الأخيرة قدمت الهيئة الشهداء والتضحيات في سبيل القضاء على "جماعة الدولة" - الأداة المفضلة لأعداء الثورة السورية - وإبعاد خطرهم عن المناطق المحررة، ولا تزال الحملة الأمنية مستمرة ولم تتوقف ضد خلاياهم في المناطق المحررة.

وبحسب البيان فإن الهيئة أبدت في مبادرات سابقة استعدادها للمشاركة مع باقي الكيانات والأجسام الثورية بالمناطق المحررة إلى حكومة يشارك بها الجميع تحقق أهداف الثورة والجهاد، يترأس هذا الجسم الكفاءات المدنية والعسكرية بما يؤهل المحرر لمرحلة جديدة من المأسسة والتنظيم.

كما أكدت الهيئة أنها تطمح إلى علاقات متوازنة قائمة على التعاون مع دول الجوار بما يحقق الاستقرار والأمن في المنطقة، فليست هي تنظيما يهدد الخارج أو يمثل خطرا عليه.

وطالب الهيئة أمام ما اعتبرته القرار التعسفي الإدارة الأمريكية الجديدة بتقديم الدلائل والبراهين حول ما تم ادعاؤه ضمن قرار التصنيف، ومؤكدة إنكارنا ورفضنا القاطع له. وفي الوقت ذاته وجهت رسالة إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، ألا تعيد أخطاء الإدارة السابقة بتمكين إيران وميلشياتها في العواصم العربية والمناطق السنية عبر منح إيران الضوء الأخضر السياسي لمزيد توحش وإجرام في المنطقة.

كما أن هذا القرار "المتهور" سيكون له أثر سلبي كبير على عموم الثورة السورية وحصنها الأخير الشمال المحرر، وإن أي قرارات ارتجالية كتلك لربما تفجر أزمات عديدة أبرزها أزمة اللاجئين، والتي سيقف الجميع عاجزا أمامها حينها، ولن يغفر التاريخ لمن تسبب فيها.

وفي ذات المقام، دعت الهيئة في بيانها النخب والأكاديميين والكيانات والأحزاب التي تدعم ثورة الشعب السوري الرفض هذه المؤامرة الجديدة، والوقوف بوجهها بالكلمة والبيان.

وإلى الفصائل الأخرى وجهت الهيئة بيانها بالقول "أنتم اليوم أمام استحقاق أخلاقي شرعي، يدعوكم للوقوف إلى جانب إخوانكم بموقف مشرف يكتب لكم، ولا يغرنكم معسول الكلام من التغرير بإخوانكم، فما كانت ولن تكون الهيئة إلا الدرع الذي تتكسر عليه كل المؤامرات والحيل الرامية لتطويع الثورة السورية والتعجيل بعودتها إلى نظام بشار في عبودية لإيران وميلشياتها".

وإلى المدنيين في المناطق المحررة، قالت الهيئة "عبروا عن رفضكم والوقوف بوجه من يريد زيادة معاناتكم عما أنتم عليه بالوقفات الاحتجاجية والمظاهرات الشعبية، فالهيئة هي سيفكم وشوكتكم التي تحميكم، فحافظوا على ذلك السيف أن يثلم، وإن هذه المرحلة هي بحاجة للمقال والفعال وأنتم لذلك أهل"؟

وختمت الهيئة بيانها بالتأكيد أن "خيار هيئة تحرير الشام، هو الاستمرار بثورة الشام، ولن تثنينا المعرقلات السياسية والعسكرية عن المضي قدما، بما يحرر بلدنا ويحقق العيش الهانئ لأهلنا وشعبنا، ويفك قيد أسرانا ويشفي صدور ذوي شهدائنا".

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ