ولاية "البركة" من الداخل : المهاجرون يسيطرون و الأنصار مهمشون ..
ولاية "البركة" من الداخل : المهاجرون يسيطرون و الأنصار مهمشون ..
● أخبار سورية ٢ مايو ٢٠١٥

ولاية "البركة" من الداخل : المهاجرون يسيطرون و الأنصار مهمشون ..

هناك في شرق سوريا حيث تختفي المعلومات بين الرمال و لا يظهر منها إلا تلك الصورة التي أراد من يملك كل شيء أن تظهر.

في دولة "الخلافة" التي أعلن عنها قبل 10 شهور تماما ، جعلت مركزها في سوريا مدينة الرقة السورية التي غابت منذ ذلك الوقت عن الساحة الإعلامية إلا من خلال عدسات و كلام إعلام "الخلافة" ، و بعض الأحاديث المنقولة من هنا أو هناك ، او تسريبات من داخل هذه المدينة ، دون وجود لشيء ملموس.

عندما تلتقي أحداً خرج من الرقة ، تجد نفسك امام سيل لا ينضب من الأسئلة ، يواجه سيل عارم من الرغبة بمجرد الإستماع ، علّك تستطيع رسم صورة لواقع غاب عن الأعين و بقيت القلوب و العقول تبحث عن شيء واقعي تعكسه لتفهم ماذا يحدث.

حدثتني إحدى الخارجات من ولاية "البركة" ، و تباهت باستهزاء بأنها من هناك ولازالت وأنها ستعود ، حديثٌ لم يكن متوقع و بات لزام علّي أن أنقله .

سجن و خدمة

الحياة العامة في الرقة ، هي تشبه العيش داخل سجن كبير و تحت مراقبة دقيقة و متواصلة ، و الهفوة يعني العقوبة ، العقوبة التي تتدرج على حسب الذنب ابتداء من العقوبة الجسدية و أسر الحرية وصولاً إلى الإعدام ، وإن توجد عقوبات تسمى "عقوبة خدمة العامة" ، فمثلاً من يُدخّن على الملئ ، يُكلف بتنظيف الحي مدة ثلاثة أيام متتالية.

خدمات مأجورة

تقدم مؤسسات دولة "الخلافة" الخدمات العامة من ماء و كهرباء و اتصالات ، مقابل عوض مالي ، لايتناسب و قدرة المتواجدين داخل الرقة ، فالاتصالات متوافرة داخل المدينة و بمقابل 500 ليرة سورية شهرياً مهما كانت فترة الإستخدام أو مدته ، والاتصال محصور داخل المدينة فقط  ، أما الكهرباء فهي عبارة عن "أمبيرات" تكفي للإنارة فقط ، وبمقابل يصل إلى 5000 شهرياً.

أسباب المغادرة "مُلزمة"

لا يمكن للمقيمين داخل أراضي "الخلافة" مغادرتها إلى أراضي "النصيرية" إلا لسبب قاهر ، فلا حاجة للخروج من أرض الإسلام إلى بلاد الكفار إلا لضرورات محددة و منها عدم توافر العلاج على أرض الخلافة ، فيعطي المريض إذن الخروج ممهور من الجهات المعنية (الهلال الأحمر – المشفى المعالج – تصديق من الحسبة) ، و عليه عبارة لا يمكن العلاج على أراضي الخلافة و يحتاج للعلاج لدى "النصيرية" ، مع إلزام التبرع بنص ليتر من دم و هذا من ضمن الشروط الأساسية.

تشديد على الحدود

عناصر "الخلافة" يقودون حالياً حملة لضبط المعابر غيرالشرعية ، للدخول أو الخروج من أراضي الخلافة ، بعد أن مرت بعض الأوقات التي نشط فيها حركة التهريب من أراضي "الإسلام – الكفار" .

مع الإشارة إلى أن من يرغب من النساء مغادرة أراضي "الخلافة" فلابد من وجود مُحرم ، على خلاف الراغبين بالدخول إلى "الخلافة" فهنا لا يتطلب اي شيء ، فهنا الأرض المفتوحة للجميع ، و بضوابط أمنية فقط من حيث التأكد من بعض النقاط و يتم استدراك ما تبقى من معلومات بعد الإستقرار.

المهاجرون يسيطرون

و أكدت مُحدثتي أن هناك سيطرة كاملة للعناصر المهاجر على مختلف مراكز القرار و وجودهم بكثافة داخل الرقة ، و يتمتع المهاجرون بميزات كبيرة و متنوعة تشمل اعفاءات كثيرة و مراعاة ، فلا مقابل للخدمات التي تقدم و مشافي الخلافة تعالجهم بالمجان ، على خلاف "الأنصار" أهالي الرقة.

التونسيون الأشرس

عند سؤالي عن "المهاجرين" و أيهم أشد سطوة و شراسة ، فردت بسرعة "التوانسة" الذين يتصرفون بجلافة لا شبيه لها و يتعاملون باستعلاء و شدة ، سواء أكانوا رجال أو نساء ، فنسائهم يسيطرون على "الحسبة النسائية" التي تقود حملة ضبط النساء الرقاويات من حيث لباس الخروج ، و التصرفات في الشوارع ، إضافة لدورهن في قيادة الدورات الشرعية و حملات الإستتابة .

لانخشى الإعتقال .. إنما القصف

و تؤكد أن هناك عشرات الأسباب لتعرض الشباب للإعتقال و في الغالب لا تكون مدة الإعتقال طويلة كون الذنوب المكرتكبة ليست بالفادحة كـ"الردة" أو "الكفر" ، لكن الخوف دوماً من مراكز الإعتقال و مقرات التحقيق التي تتعرض دائماً للقصف من قبل طائرات التحالف .

هل هم مع النظام !؟

سؤال على كل لسان .. هل هم مع النظام !؟

لم تتوان عن التأكيد على أنهم مع النظام و أن الجميع "أي أهل الرقة" على ثقة بذلك .

و عندما طلبت إشارة لأي دليل على هذه الثقة قالت : عندما يأتي طيران الأستطلاع التابع للأسد ، يغزونا الخوف لأننا على ثقة بأن المدنيين سيكونون هم الهدف في حين مقراتهم المعروفة للجميع لم يتم استهدافها إطلاقاً ، في حين تم استهداف كل أسواق المدينة.

التحالف لا يقصف المدينة

و أكدت أن غارات التحالف لا تخيفهم اطلاقاً ، فغالبية تركيزها على محيط المدين  حيث مقرات "الخلافة " و مستودعاتها ، على خلاف نظام الأسد الذي يترك كل شيء و يستهدف المدنيين.

أجيال بلا تعليم

و بالنسبة للتعليم في الرقة قالت شبه متوقف أو مقتصر على أبناء المهاجرين مع إحجام أهالي الرقة عن ارسال أبنائهم نظراً لإستهداف المدارس بشكل دائم من قبل طائرات الأسد ، إضافة إلى آلية التدريس و طبيعة المنهاج الذي يطبق .

وتطرقت هنا إلى أن أجيال باتت بأمية تامة ، نظرا لغياب التعليم و الحياة الطبيعية مثل بقية الأطفال فهم يمضون أيامهم داخل البيوت خوفاً عليهم من غارة غادرة ، اضافة لإنتشار الخوف بشكل هستيري عندما سماع تحليق الطيران.

و سردت قصص عن عملية "الإستتابة" للمدرسين ، عندما يعود المدرس او المدرسة من الإستتابة ليدعوا أسرته ليباركون له لأنه دخل الإسلام ..(وطبعاً استهزاء).

شهادات "مُحرمة"

يعاني من درس في الجامعات خصوصاً في اختصاصات معينة من حرب معلنة عليه ، تستوجب الكثير من الجهود من دولة "الخلافة" لتعيده لجادة الصواب و سلسلة من الدورات الشرعية و استتابة للإطمئنان أن هذا الشخص قد عاد إلى رشده .

و من هذه الإختصاص الحقوق و الفنون و الأدب ...

ضغط للعمل معهم

و أكدت أن هناك جهود من دولة "الخلافة" لتضيق الخناق على سكان الرقة لإجبارهم الإلتحاق بـ"الاخلافة" و العمل معهم في معاملهم و مؤسساتهم ، و طبعاً كعمال ، و ليس ذوو مناصب إدارية ، فهي محصورة بالمهاجرين ، و الأشخاص المقربين منهم.

لا معونات .. فهي مخصصة للمهاجرين

قلت لها أننا نشاهد بشكل دائم حملات تتحدث عنها دولة "الخلافة" حول قيامها بتوزيع المساعدات الإنسانية ، (وهذه المعونات التي كانت بالأساس من الأمم المتحدة تقوم دولة "الخلافة" بتوزيعها على أنها منها) ، فنفت أن يكون هناك أي معونات تم توزيعها لها أو لمن يحيط بها ، و انما هي محصورة بالمهاجرين ، الذين يستحوذون على كل شيء و يوزعون ما يفيض عنهم للمقربين منهم.

تنظيمهم قوي و شديد

و أكدت عدة مرات أن دولة "الخلافة" تتمتع بتنظيم ملفت و هم قادرون على ضبط الأراضي التي يسيطرون عليها بكل تنسيق ، و يعتبر "الحسبة" هم رأس السلطة و أصحاب القرار على الأرض من أصغر إلى أكبر تفصيل ، و يقومون بمراقبة كل شيء.

و اشارت الى أنهم يملكون سلاح كثير و من جميع الأنواع .

لايوجد بيوت بلا سكان

و أشارة إلى أن أي غياب عن منزلك لعدة أيام يكون بمثابة تخلي عنه ، فيقدم جنود "الخلافة" لأخذه و منحه للمهاجرين للإقامة به مع عائلاتهم ، الأمر الذي منع كثير من أهالي الرقة مغادرتها .

.... و قد يكون للحديث بقية

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ