“جيش الثوار" .. من الولادة إلى التمرد ..أين و كيف و الغاية من هذا التشكيل الذي تحول لعدو
“جيش الثوار" .. من الولادة إلى التمرد ..أين و كيف و الغاية من هذا التشكيل الذي تحول لعدو
● أخبار سورية ١٤ فبراير ٢٠١٦

“جيش الثوار" .. من الولادة إلى التمرد ..أين و كيف و الغاية من هذا التشكيل الذي تحول لعدو

تمادي ما يسمى بـ"جيش الثوار" في ريف حلب الشمالي الذي استغل الهجمة الأعنف من قبل النظام و المليشيات الايرانية المدعومة بغطاء جوي جنوني من العدو الروسي ، وضع هذا الفصيل الذي انضوا تحت "قوات سوريا الديمقراطية" ، على قائمة المعادين الثوار والتي وصلت لدرجة أقصاها بعد أن بدء حملة جدية و سيطر على العديد من القرى و البلدات بمساعدة العدو الروسي و أبرزها منغ و مطارها ، ولم يكتف بذلك بل واصل سعيه باتجاه اعزاز و اليوم أيضاً وضع تل رفعت على القائمة.


هذه التصرفات المريبة دفعت الناشطون في محافظة حلب لإطلاق هاشتاغ جديد عبر مواقع التواصل الإجتماعي تحت عنوان " جيش_الثوار_أحفاد_بشار " تعبيراً عن سخطهم على هذا الفصيل ، فمن هو "جيش الثوار" .. و كيف نشأ و ماهي أهدافه .. هذا ما سنحاول الاجابة في عجالة من خلال السطور القليلة القادمة.


ويقال أن جيش الثوار تشكل من عدة فصائل وكتائب كانت تتبع سابقاً لفصيلي جبهة ثوار سوريا وحركة حزم وانضمت إليه مؤخراً عناصر لواء أحرار الزاوية وجميعها كانت قد خرجت من الأراضي السورية بعد الهجوم الذي قادته جبهة النصرة عليهم ابتداء من أواخر عام 2014.


ويضم تشكيل جيش الثوار الذي أعلن عنه بتاريخ 3 - 5 - 2015 كلاً من " لواء المهام الخاصة - لواء 99 مشاة - قيادة سرايا النخبة - لواء الحمزة - لواء القعقاع - أحرار الشمال وجميعها من محافظة إدلب" بالإضافة لـ " كتائب شمس الشمال - لواء شهداء الأتارب - لواء السلطان سليم - جبهة الأكراد من محافظة حلب" و " كتائب القادسية والفوج 777 من ريف حمص".


ظهر جيش الثوار على الساحة السورية في المناطق الشمالية والشرقية بريف حلب كحليف قوي لوحدات الحماية الشعبية ووحدات حماية المرأة في قتال تنظيم الدولة حيث تعرض لملاحقة من فصائل أحرار الشام وجبهة النصرة في شمالي حلب التي أجبرته على العودة لمنطقة عفرين والتي تعتبر مركزاٌ لإنطلاق قواته قبل أن يعلن عن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية التي ظهر جيش الثوار كمكون أساسي فيها الى جانب الوحدات الشعبية.


جيش الثوار الذي يتزعمه عبد الملك برد أبو علي من بلدة تفتناز بريف إدلب وهو قائد لواء المهام الخاصة ، في جبهة ثوار سوريا المنحلة ، وظهر هذا التشكيل  بقوة خلال معارك قوات سوريا الديمقراطية في منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي ضد تنظيم الدولة في حين كانت أغلب قواته تتمركز في منطقة عفرين دون أن يسمح لها بالتحرك في ريف حلب الشمالي بعد اشتباكات عدة دارت مع أحرار الشام وجبهة النصرة تلاها توقيع عدة اتفاقيات مع وجهاء الريف الشمالي للخروج من عفرين والسماح له بالتوجه لنقاط التماس مع تنظيم الدولة إلا أنه نقض عدة العهود وتقدم وسيطر على قرية المالكية بريف حلب الشمالي موقعاً عشرات الضحايا من مقاتلي كتائب الصفوة الإسلامية.


وكان أخر اتفاق مع جيش الثوار مع بدء الحملة العسكرية التي تقودها الميليشيات الشيعية بريف حلب الشمالي والتي منحت جيش الثوار طريق أمن للعبور الى جبهات تنظيم الدولة بدعم من غرفة عمليات الريف الشمالي لحلب إلا أن جيش الثوار استغل تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية إلى نبل والزهراء ونجاحها في فك الحصار عنها وحصار الريف الشمالي وبدأ بعمليات التقدم بدعم من الوحدات الشعبية في عفرين ليسيطر على بلدات دير جمال ومرعناز ومطحنة الفيصل ومنع ومطار منغ العسكري لتتعدى أطماعه في الوصول الى إعزاز والسيطرة عليها.


وعلل جيش الثوار تقدم الى بلدات ريف حلب بمحاولة حمايتها من تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية في حين خلت جبهات التماس مع قوات الأسد من أي وجود لجيش الثوار أو وجود أي اشتباك يذكر مع قوات الأسد، يضاف الى ذلك بيانات جيش الثوار التي ادعت أنها تحارب تنظيمات القاعدة وداعش بريف حلب الشمالي ليصل به الأمر لتهديد تركيا الدولة القريبة من حدود مناطق سيطرته ما دفع الأخيرة بالأمس للرد على تقدم قوات البي كي كي وجيش الثوار باستهداف مطار منغ العسكري بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية.


وينظر محللون الى جيش الثوار أنه العصى التي تديرها الوحدات الشعبية في عفرين لتحقيق أطماعها ودولتها المنشودة من الحسكة شرقاً حتى عفرين غرباً حيث أن بلدات الريف الشمالي بحلب باتت هي العائق الأكبر أمام تحقيق هذا الحلم وهي تعي جيداً حجم العواقب التي ستواجهها في عفرين في حال تقدمت بإسمها وواجهت الفصائل هناك ففي حال تغيرت الخارطة العسكرية في المنطقة وباتت الغلبة للثوار ستنقلب الأمور عندها لكارثة، لذلك كان لابد من إيجاد حليف يكون في الواجهة وقد تتخلى عنه في الوقت الذي تحس بخطره عليها.


وبالمقابل فإن جيش الثوار ومن وراء تحالفه مع الوحدات الشعبية يرى في ذلك قوة كبيرة له وأرضاَ يتخذها مقراً لقواته وإنطلاقه في عفرين لتحقيق أهدافه في الانتقام من الفصائل التي حاربته في جبل الزاوية وريف حماة وحلب عله يعيد لنفسه ما فقده ولو على حسب الدم السوري وبدعم وتنسيق منقطع النظير مع الطيران الروسي الذي بات واضحاً للعيان مساندته القوية لعمليات جيش الثوار بريف حلب الشمالي وتمهيده الجوي المكثف امامه للتقدم الى مناطق سيطرة الثوار أخرها اليوم على مدينة تل رفعت.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ