الضربة البرية " السعودية – التركية" تبدأ بـ"تحمية" اعلامية .. والفعل خلال ٣ شهور
الضربة البرية " السعودية – التركية" تبدأ بـ"تحمية" اعلامية .. والفعل خلال ٣ شهور
● مقالات رأي ٦ فبراير ٢٠١٦

الضربة البرية " السعودية – التركية" تبدأ بـ"تحمية" اعلامية .. والفعل خلال ٣ شهور

 

مع التكثيف الاعلامي المتسارع حول التدخل البري من قبل "التحالف الإسلامي" الذي تشكل فيه المملكة العربية السعودية و تركيا رأسا الحربة ، تتحضر بقية الأطراف حول ماهية و مآلات الأمر ، اذا التمهيد السري ظهر للعلن و التلميح بات واقعاً وجد حيثيات له على الأرض ،و لعل مناورات "رعد الشمال" هي الشكل الخارجي لتصريحات سعودية تصاعدت تدريجياً حتى وصلت للاعلان الرسمي من المتحدث باسم التحالف الذي يخوض حرباً أخرى في اليمن .

 

و قالت اليو م "سي ان ان" أن هناك ١٥٠ ألف جندي في تركيا تم حشدهم تمهيداً لهجوم بري في سوريا ، يأتي في اطار الاستعداد السعودي الذي أبدته ضمن التحالف الدولي ضد داعش، و الذي يتزامن مع اقتراب موعد مناورات "رعد الشمال" التي ستكون الأكبر من حيث عدد المشاركين و المقدر "٣٥٠ ألف جندي من غالبية الدول التي انضوت تحت التحالف الاسلامي الذي أمنت له المظلة اللوجستية و فيما يبدو المالية و الحماية الدبلوماسية المملكة العربية السعودية .

 

و لكن هل اقترب التدخل البري أم أن الأمر عبارة عن أحاديث كتلك التي دارت عندما أطلقت السعودية و دول خليجية "عاصفة الحزم" ، و كان حينها الجميع بانتظار هبوب نسائم منها على سوريا ، و لكن العاصفة انتهت أو ثبتت بمنطقتها ، نأت بنفسها عن سوريا .

 

في الغرف الضيقة هناك مصادر تتحدث عن وصول ضبط النفس لحد سيخرج عن السيطرة و الرد بات ضروري ، مع تثبت قناعة نهائية لا عودة عنها ، تتمثل أن الصراع في سوريا لن يحل بطريق سلمي بعد تفشيل مؤتمر جنيف ٣ ، ولاحتى بحرب برية عادية بين الثوار و النظام و حلفائه ، الذين تمادوا لحد لم يعد للسكوت أو التغاضي مكان ، والقناعة الحتمية تتمثل في أن الحل لن يكون إلا من خلال صراع دولي ، غير مباشر ، تحت مظلة مكافحة الارهاب ، و الحقيقة هو تصفية حسابات و ردع ما يمكن ردعه من أمور خطيرة قد تضرب الدول الحيطة بسوريا بشكل مباشر و على رأسها تركيا أو المتعلقة بسوريا بشكل غير لصيق جغرافياً و السعودية هي الأصل .

 

و رغم تصاعد الحديث و التصريحات و التصريحات المضادة بين طرفي القضية ، لكن مصادر موثوقة أكدت أن الأمر عبارة عن ترتيب اداري و تنظيم برتوكولي لن يدخل حيز التنفيذ في الوقت الحالي ، و التسويق الاعلامي الذي تم ماهو إلا رسالة ضغط لانجاح جنيف ٣ المقرر فك "التجميد" عنه في ٢٥ الشهر الجاري ، علّ الأمور تنصلح و تجد السياسة طريق لها .

 

و الغالب أن التحضيرات البرتوكولية و الادارية من تعيين قادة قوات التدخل البري في سوريا من السعوديين و الأتراك ، الذين سيتولون ادارة العمليات العسكرية ، ليست ورقة ضغط فحسب و أنما التحضر لماهو أسوء ، اذا أن السعودية و تركيا تضعان في حسبانهما أن روسيا كما يقال المثل السوري "ما مصلية على النبي" ، لذا يجب أن يكون هناك قوات ردع تنقذ ما يمكن انقاذه ، بعد كل ماحدث خلال الشهور الأربعة الماضية ، و الأكيد أن تركيا تضع موضوع "الأكراد" ضمن أولويتها و لن تصمت أو تجعله يمر أو يتمادى أكثر ليصل إلى صناعة دولة كرزدية ملاصقة لها، إذ ذلك سيمهد إلى انفصال مماثل في الجنوب التركي المتوتر بالأصل .

 

لا مجال في الوقت الحالي سواء من الناحية اللوجستية أو العسكرية الدخول مباشرة أو في ليلة و ضحاها، برياً في سوريا ، إذ أن اعداد العدة و التمهيد للعالم بحاجة لوقت ، سيما أن اللاعبون في الشأن السوري مختلفون تماماً عن أؤلائك المتواجدين في اليمن ، فهنا أمريكا و اسرائيل و أوربا و طبعا روسيا و الصين و اذا ما احتسبنا ايران كلاعب و ليس كبيدق .

 

و قد يمتد التوقع إلى أن التدخل البري حاصل لامحال في حال فشل مفاوضات ٢٥ الشهر أو تمييعها بشكل يخالف الرغبة الجمعية للحلفاء الاسلاميين ، و سيكون من الممكن خلال شهور ثلاث أي منتصف العام ، حينها يكون عدة أمور قد تمت منها حرب اليمن و التجهيز من الناحية العسكرية قد اكتمل، و مفاعيل الضغط الاقتصادي المتولد عن تخفيض أسعار النفط قد أتت أؤكلها و أصيبت روسيا بوهن مزدوج اقتصادي – عسكري ، ليتحول الصراع الدولي المتوقع إلى صراع من نوع مخفف لن يكن لروسيا أو لايران القدرة على الحسم فيه .

 

و يبقى في الحديث تتمة ….


المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ