
أردوغان: وحدة سوريا خط أحمر وندعو "قسد" للالتزام باتفاق آذار
دمشق - شبكة شام الإخبارية
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده تتابع باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الميدانية في سوريا، محذراً من أن الصبر الذي تنتهجه أنقرة لا ينبغي أن يُفهم على أنه ضعف، بل هو نابع من حرصها على تجنب التصعيد والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وقال أردوغان، في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال عودته من أذربيجان عقب مشاركته في القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية، إن تركيا لن تسمح بعودة سوريا إلى دائرة الفوضى، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب مزيداً من الحكمة والتعاون بين جميع الأطراف.
أردوغان شدد على أن قوات سوريا الديمقراطية مطالبة بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق العاشر من آذار، والمضي في عملية الاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية، معتبراً أن التحرك بروح التاريخ المشترك والمصير الواحد هو السبيل الحقيقي لبناء السلام. وقال: "من يوجّه بوصلته نحو أنقرة ودمشق معاً سيكون الرابح في نهاية المطاف".
ورأى الرئيس التركي أن التحالف بين الأتراك والأكراد والعرب يمكن أن يشكل أساساً صلباً لاستقرار المنطقة، مشيراً إلى ضرورة تجنب التصرفات الانفعالية أو النزعات الانفصالية التي لا تخدم سوى القوى الساعية إلى زعزعة الأمن.
كما ثمّن أردوغان ما وصفه بـ"التصرف المسؤول" للحكومة السورية خلال التوتر الأخير في مدينة حلب، داعياً قوات سوريا الديمقراطية إلى الالتزام الصارم باتفاق آذار وعدم الانجرار نحو أي أعمال من شأنها تقويض الهدوء الهش الذي تحقق بعد الاشتباكات الأخيرة.
أوضح أردوغان أن موقف بلاده من وحدة الأراضي السورية ثابت وغير قابل للنقاش، مؤكداً أن أنقرة لن تقبل بأي إجراءات أو ترتيبات تمس هذا المبدأ. وأشار إلى أن الرئيس السوري أحمد الشرع يشارك تركيا الرؤية ذاتها بشأن الحفاظ على وحدة البلاد وسيادتها، وهو ما يشكل، بحسب قوله، قاعدة صلبة للتفاهم المشترك في المرحلة المقبلة.
واختتم الرئيس التركي تصريحاته بالتأكيد على استمرار دعم بلاده للشعب السوري في مختلف الظروف، مضيفاً أن تركيا ستبقى شريكاً فاعلاً في كل ما يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكد أن وحدة سوريا واستقلالها تمثلان "خطاً أحمر" بالنسبة لأنقرة، وأن أي مسار يخدم السلام الدائم سيحظى بالدعم الكامل من الدولة التركية.