ألعاب أطفال من العصر البرونزي.. اكتشاف يُعيد كتابة تاريخ الترفيه في سوريا
ألعاب أطفال من العصر البرونزي.. اكتشاف يُعيد كتابة تاريخ الترفيه في سوريا
● أخبار سورية ١٨ مايو ٢٠٢٥

ألعاب أطفال من العصر البرونزي.. اكتشاف يُعيد كتابة تاريخ الترفيه في سوريا

في اكتشاف أثري نادر ومثير، كشفت باحثة في المتحف الوطني الدنماركي عن وجود مجموعة من الخشخيشات الطينية التي صُنعت في مدينة حماة السورية قبل نحو 4500 عام، في العصر البرونزي، ما يُعدّ دليلاً على أن صناعة ألعاب الأطفال كانت مهنة قائمة آنذاك، وليست ابتكارًا حديثًا كما يُعتقد.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة Childhood in the Past العلمية المتخصصة، فإن الباحثين عثروا مصادفةً ضمن مقتنيات المتحف الدنماركي على 19 قطعة طينية صغيرة، تحمل خصائص تصميمية مشابهة تمامًا لأدوات خزفية تُصنَع عادةً في محترفات مهنية، مما دفعهم للاعتقاد بأنها كانت ألعابًا مخصصة للأطفال.

وقالت الباحثة المشاركة في إعداد الدراسة، ميتّه ماري هالد، إن الاكتشاف يكشف جانبًا مغمورًا من الحياة اليومية في سوريا القديمة، موضحةً أنه “إذا أراد الوالدان في ذلك الزمن تسلية أطفالهما، كان يمكنهما أن يُعطياهم ملعقة خشبية أو حجرًا، لكن هذا الاكتشاف يثبت أنهما كانا قادرين أيضًا على شراء ألعاب مخصصة من السوق، صُنعت على يد محترفين”.

وتتميز هذه الخشخيشات بتنوع أشكالها وكونها تبدو مضحكة أو طريفة، ما يُرجّح أنها صُنعت عمدًا لإثارة اهتمام الأطفال. وتشير الدراسة إلى أن العديد من القطع الطينية التي صُنفت سابقًا على أنها “تماثيل دينية” ربما كانت في الأصل ألعابًا، بسبب طرافتها وملامحها المرِحة.

ويُذكر أن هذه المجموعة تُعد أكبر مجموعة معروفة حتى الآن من هذا النوع، وقد نُبش معظمها خلال حفريات أثرية في سوريا، لكنها كانت غالبًا بحالة غير مكتملة، ما جعل من الصعب تصنيفها بوضوح على أنها أدوات ترفيهية.

حضارة مغدورة

ويأتي هذا الكشف في وقت لا تزال فيه الآثار السورية تُعاني من آثار كارثية بسبب النهب والتخريب، خاصة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث وُصفت هذه الظاهرة بأنها “كارثة ثقافية”.

وتُعد سوريا واحدة من أقدم الحواضر البشرية، إذ مرّت عليها حضارات متعددة من الكنعانيين، إلى الآراميين، فالفرس، فالرومان، فالبيزنطيين، وصولًا إلى الأمويين، ما يجعلها من أغنى الدول في المنطقة من حيث التراث المادي واللامادي، سواء في تدمر، أو حلب، أو دمشق، أو الرقة، أو إدلب.

وبينما يُلقي هذا الاكتشاف الجديد الضوء على جانب طريف من الحياة السورية القديمة، فهو يذكّر أيضًا بمدى التنوع والثراء الثقافي الذي امتاز به هذا البلد، قبل أن تُشوّهه الحروب والدمار ونهب الكنوز الحضارية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ