
استكمال التحضيرات لإطلاق «الوفاء لإدلب» غداً: مبادرة إنسانية لتعزيز التكافل وتحسين الخدمات
تعيش محافظة إدلب أجواء استثنائية مع العدّ التنازلي لانطلاق حملة «الوفاء لإدلب» المقررة غداً، 26 أيلول/سبتمبر، الهادفة إلى جمع التبرعات بهدف تحسين واقع الحياة في المناطق المتضررة بفعل الحرب عبر تقديم دعم إنساني وتعليمي وصحي.
وقد شهدت الأيام الماضية زخماً غير مسبوق من التحضيرات شمل الجوانب الإعلامية والجماهيرية والفنية والتعليمية والدينية لضمان نجاح المبادرة ووصول رسائلها إلى أوسع شريحة ممكنة من المجتمع.
وكان عقد محافظ إدلب محمد عبد الرحمن اجتماعاً موسعاً مع الأئمة وخطباء المساجد بحضور معاون المحافظ ومدير أوقاف إدلب، شدّد خلاله على دورهم المحوري في ترسيخ قيم التكافل وتشجيع المشاركة الشعبية، وأكد الأئمة والخطباء استعدادهم الكامل لدعم الحملة ونشر رسالتها في خطبهم ودروسهم لتعزيز الوعي المجتمعي وروح التضامن.
كما اجتمع المحافظ مع مدير المنطقة الشمالية ورئيس لجنة الحملة مصطفى أكتع، إلى جانب لقاءات مع شخصيات عامة ووفود من منظمات المجتمع المحلي والمدني والإعلامي، جميعها في إطار التنسيق المكثف لضمان انطلاقة ناجحة.
وفي السياق ذاته، التقى المحافظ بوزير الإعلام الدكتور حمزة مصطفى لتأمين تغطية إعلامية مميزة للحملة، فيما ناقشت اللجنة الإعلامية خطة تسويق رقمي للتعاون مع صناع المحتوى وإدارة المنصات الرسمية للحملة.
تفاعل واسع على المنصات الرقمية
تشهد منصات التواصل الاجتماعي نشاطاً ملحوظاً، إذ يتداول إعلاميون ومؤثرون وصحفيون منشورات وفيديوهات تدعو إلى المشاركة في الحملة، مؤكدين أن إدلب التي قدّمت التضحيات على مدى سنوات الحرب تستحق اليوم وقفة وفاء من الجميع لدعم أهلها وتحسين ظروف حياتهم.
لم تقتصر التحضيرات على الجهود الرسمية والإعلامية، بل شارك الفنانون بدور لافت من خلال الرسم الجداري في المناطق المتضررة مثل جرجناز وكفرنبل وأريحا وسراقب، وأحياء بمدينة إدلب مثل السبع بحرات.
ومن بين المشاركين الرسام عزيز الأسمر، الرسامة يافا دياب، وأنيس حمدون إلى جانب مجموعة من الفنانين المحليين الذين حولوا رسالة الحملة إلى أعمال بصرية تجسد الأمل والتضامن.
مع اقتراب موعد إطلاق حملة «الوفاء لإدلب» غداً، تتكامل جهود المسؤولين والفنانين والمؤسسات والمواطنين لضمان نجاح المبادرة وتحويلها إلى محطة إنسانية مهمة لدعم أهالي إدلب وتحسين واقع الحياة في القرى والمدن المتضررة خلال السنوات الماضية.
وباتت محافظة إدلب رمز حيّ للصمود والكرامة وذاكرة جماعية تختزن تضحيات سنوات الحرب الطويلة، فهي المدينة التي شكّلت ملاذاً للنازحين وموئلاً للمحاصرين ورافعة لروح الثورة منذ أيامها الأولى، واحتضنت قصص آلاف الشهداء والمعتقلين والمشرّدين.
في المخيلة السورية، تمثل إدلب بوصلة الأمل ومساحة النبض الشعبي رغم القصف والحصار، ومسرحاً للمبادرات الإنسانية والثقافية التي تحاول إعادة الحياة إلى مدنها وبلداتها، لذلك بقي اسم إدلب مرتبطاً بوجدان السوريين كعنوان للتضحية والتمسك بالحق، وفي الوقت ذاته كبوابة يعلّقون عليها آمالهم بعودة الاستقرار والحرية والعيش الكريم.