
الداخلية تنفي توقيف محمد قبنض وتؤكد تعرضه لعملية اختطاف
نفت وزارة الداخلية ما تداولته بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول توقيف رجل الأعمال والمنتج التلفزيوني وعضو مجلس الشعب السابق محمد قبنض، مؤكدة أنه تعرّض لعملية اختطاف نفذتها عصابة تنتحل صفة أمنية بهدف الابتزاز وتشويه صورة الوزارة.
وقال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا في تصريح اليوم: “إن وزارة الداخلية لا تُقدِم على توقيف أي شخص خارج الإطار القانوني، ونؤكد أن المدعو قبنض ليس موقوفاً لدى أي جهة رسمية تابعة للوزارة”.
وأوضح البابا أن التحقيقات الأولية أظهرت أن قبنض اختُطف على يد مجموعة مجهولة تنتحل صفة أمنية، مشيراً إلى أن الجهات المختصة تتابع القضية بشكل جدي، وتتخذ الإجراءات اللازمة لضبط المتورطين وتقديمهم إلى العدالة. ودعا وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحرّي الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت أن عملية الاختطاف جرت قبل يومين أمام مقر شركة “قبنض للإنتاج الفني” في ضاحية قدسيا بريف دمشق، حيث اقتاد مجهولون المنتج قبنض إلى جهة غير معلومة بواسطة سيارتين. وأكد نجله أيهم قبنض عبر منشور على فيسبوك أن الخاطفين تواصلوا مع العائلة وطالبوا بفدية مالية.
من جانبه، أكد الفنان السوري قاسم ملحو خبر الاختطاف، مشيراً إلى أن سيارات مجهولة وصلت أمام مقر الشركة واقتادت قبنض، دون أن يُعرف إن كان الأمر اعتقالاً أم اختطافاً، داعياً السلطات إلى الإسراع في كشف مصيره.
يعد محمد قبنض، المولود في 15 نيسان/أبريل 1953، أحد أبرز رجال الأعمال والمنتجين التلفزيونيين في سوريا، وهو مالك ورئيس مجلس إدارة شركة “قبنض للإنتاج والتوزيع الفني”. شغل عضوية مجلس الشعب منذ عام 2016 خلال فترة حكم نظام بشار الأسد، واشتهر آنذاك بخطاباته المليئة بالمديح لرأس النظام وجيشه، وبتوظيف أعمال درامية في خدمة رواية السلطة وتلميع صورتها.
ومن أبرز مواقفه المثيرة للجدل ظهوره خلال حصار الغوطة الشرقية وهو يوزع الماء للأهالي مقابل الهتاف لبشار الأسد، إضافة إلى تصريحات إعلامية متكررة وصف فيها الأخير بأنه “صمام أمان سوريا” وأنه “يسهر فيما ينام الشعب”.
بعد سقوط النظام السابق، حاول قبنض إعادة تموضعه سياسياً وإعلامياً، مقدماً نفسه كمنتج يعيش مرحلة جديدة من الحرية، بل وأطلق تصريحات متناقضة مع ماضيه، تحدث فيها عن “الهجمعة الحلوة” التي يعيشها السوريون بعد التحرير، وهو ما اعتبره كثيرون “تكويعة” سياسية هدفها النجاة من المساءلة والتماهي مع الواقع الجديد.
ويرى مراقبون أن مسيرة قبنض تمثل نموذجاً لعدد من الشخصيات التي برزت كأدوات بروباغندا للنظام البائد، ثم غيّرت خطابها بعد سقوطه، في محاولة لإعادة تدوير صورتها أمام الرأي العام السوري.