
الرئيس أحمد الشرع يلتقي وفدًا بحثيًا وإعلاميًا في جلسة حوار موسعة
استضاف الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب وفدًا يضم باحثين وصحفيين من كبرى المراكز البحثية والصحف ووكالات الأنباء العالمية، في جلسة حوارية موسعة نُظّمت بترتيب من وزارة الإعلام السورية، وتناولت أبرز القضايا المرتبطة بالمرحلة الانتقالية في البلاد.
وذكرت رئاسة الجمهورية في منشور رسمي أن الرئيس الشرع أجاب خلال اللقاء على أسئلة الحضور، والتي تناولت الشأن السوري والتطورات المحلية والإقليمية، موضحًا مواقف الجمهورية العربية السورية من مختلف القضايا الداخلية والخارجية ذات الصلة.
وتناولت الجلسة، التي استمرت لأكثر من ساعتين، عددًا من القضايا الجوهرية، من أبرزها الهوية الوطنية السورية وتمثلاتها في مرحلة ما بعد الصراع، والطروحات المتباينة بين الانفصال واللامركزية، مرورًا بمسار الانتقال السياسي وتحدياته الواقعية والمستقبلية.
كما تم التطرق إلى ملفات السويداء والجزيرة السورية باعتبارهما محطتين مفصليتين ضمن خارطة الطريق الوطنية، مع التركيز على عوائق ذاتية ناتجة عن طموحات مبالغ بها، وأخرى موضوعية ناجمة عن تأثيرات إقليمية ودولية.
وفي الجانب الإقليمي، ناقش الرئيس الشرع السياسات الإسرائيلية وتوازناتها بين النزعة العدوانية وضرورات تجنّب الحرب، مؤكدًا في الوقت ذاته على أولوية التنمية واستقرار الإقليم. كما شدد على ضرورة تموضع سوريا خارج المحاور التقليدية، وإعادة تعريف الأمن القومي والمصلحة الوطنية على أسس عقلانية، وتقديم سوريا كفاعل استقرار لا مصدر تأزيم.
واختُتم اللقاء بمداخلات حول المسار التنموي ونهج إعادة الإعمار، حيث أشار الرئيس إلى أهمية تجاوز القيود الهيكلية المحلية والاشتراطات الدولية، واعتماد سياسة استثمارية مرنة تستجيب لطموحات السوريين في بناء دولتهم الجديدة.
وتُظهر الصور التي نُشرت رسميًا مشاركة عدد من الشخصيات الغربية البارزة في الحقلين البحثي والإعلامي، ضمن أجواء رسمية اتسمت بالحوار المباشر والشفافية، ما يعكس انفتاح الدولة السورية على النقاش مع الأوساط الفكرية الدولية في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد.
ويُشكّل اللقاء منصة مباشرة بين القيادة السياسية السورية والمجتمع البحثي والإعلامي الدولي، ما يتيح عرض أفكار وسياسات الحكومة الحالية دون وسيط، كما يتيح للحاضرين طرح الأسئلة والاستفسار بشأن الأولويات والتوجهات الراهنة والمستقبلية.
ويسهم هذا اللقاء في بناء صورة سورية شفافة أمام العالم، خصوصًا في هذه المرحلة الانتقالية، من خلال الحوار المفتوح مع الإعلام الغربي والمراكز البحثية المعنية بالشأن السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن اللقاء تم بتنظيم وترتيب من قبل وزارة الإعلام السورية ووزيرها السيد حمزة المصطفى، حيث ساهم التنظيم المهني الذي تولته الوزارة في إنجاح الجلسة وضمان سلاستها، بما في ذلك توفير الترجمة الفورية لكلام الرئيس السوري. ويأتي هذا اللقاء في إطار ترسيخ مبدأ الانفتاح الإعلامي، وإظهار استعداد الدولة السورية للنقاش في مختلف المواضيع والسياسات والأفكار والطروحات.