
السويداء تشتعل مجددًا: 6 قتلى وخطف متبادل بين العشائر وفصائل محلية يُهدّد السلم الأهلي
ارتفعت حصيلة الاشتباكات المسلحة والقصف المتبادل في حي المقوس شرقي مدينة السويداء إلى 6 قتلى بينهم طفل، وأكثر من 20 جريحًا، وسط تصاعد خطير في التوترات الأمنية وغياب مظاهر السيطرة على الأرض.
ووفق مصادر محلية، فقد أقدم مسلحون من أبناء العشائر في بلدة المقوس، صباح اليوم الأحد 13 تموز، على اختطاف 15 مدنيًا من أبناء السويداء، في ردّ على حادثة مماثلة، إذ قام المجلس العسكري في السويداء، قبلها بيوم، باحتجاز 8 مدنيين من أبناء العشائر البدوية في ريف المدينة، ما أدّى إلى تفاقم التوتر والانزلاق نحو عمليات خطف متبادل تهدّد السلم الأهلي.
بالتزامن مع هذه التطورات، شهد طريق دمشق – السويداء حالة تصعيد أمني، حيث تم تسجيل حالات اعتداء وخطف عشوائي، ما دفع قوى الأمن الداخلي إلى إغلاق الطريق من جهة حاجز المسمية وعدة حواجز أخرى، وطلبت من المسافرين التوقف وعدم متابعة السير حفاظًا على سلامتهم، بانتظار استقرار الوضع الأمني.
تعود جذور التوتر إلى حادثة وقعت ليلة الجمعة – السبت، حين أقدم مسلحون مجهولون على سلب سيارة خضار واحتجاز سائقها، فضل الله دوارة، لساعات قرب منطقة خربة الشياب – الفيلق الأول في ريف دمشق، قبل أن يُطلق سراحه بعد تجريده من ممتلكاته.
ردًّا على ذلك، قامت مجموعات محلية مقربة من السائق بنصب نقاط تفتيش مؤقتة داخل السويداء، واحتجزت 8 مدنيين من محافظتي الحسكة والسويداء، مطالبة باستعادة السيارة مقابل الإفراج عنهم.
مصادر محلية أكدت أن المحتجزين لا علاقة لهم بالحوادث الجارية، وأن جهودًا أهلية تُبذل لإيجاد مخرج سريع للأزمة، والحؤول دون انزلاق الأمور إلى مواجهات أهلية أوسع.
في ظل هذه الأجواء المتوترة، أصدر الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل المسلمين الموحّدين الدروز، بيانًا عاجلًا دعا فيه جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والاحتكام للعقل، وقال الحناوي: "ما يحدث من ردود أفعال لا يليق بأهل النخوة ولا يخدم إلا أعداء وحدتنا"، مضيفًا: "نذكّر بأن العدل أساس السلام، وأن الدماء المعصومة محرّمة على الجميع"، وأكد أن "الكرامة لا تُصان بالسلاح بل بالعقل، ولا تُسترد بالخطف بل بالحكمة".
ووجّه الحناوي نداءً خاصًا إلى الرئيس أحمد الشرع، ووجهاء العشائر، وكل أصحاب الضمائر الحية، للتدخل الفوري ووقف دوامة الفتنة، وإنقاذ ما تبقّى من وحدة النسيج الاجتماعي في جبل العرب.
تواجه محافظة السويداء اختبارًا صعبًا في ظل انفلات السلاح وتزايد الخطف المتبادل، وبين التحريض وردود الفعل، تتسع دائرة الخطر، ما يتطلب تماسكًا مجتمعيًا وتحركًا سريعًا من الحكماء والعقلاء، لإخماد النيران قبل أن تمتد إلى عمق المجتمع وتهدّد أمنه واستقراره.