الصفار الوليدي: عادات خاطئة تهدد صحة الأطفال حديثي الولادة
يُعد الاهتمام بالطفل حديث الولادة أمراً بالغ الأهمية، ويتطلّب من الأهل – وخاصة الأم – وعياً طبياً سليماً ومتابعة دقيقة لحالة المولود، بعيداً عن الممارسات التقليدية التي قد تُعرّضه للخطر دون قصد.
ما هو الصفار الوليدي؟
يصاب بعض الأطفال حديثي الولادة بمرض الصفار أو اليرقان، نتيجة ارتفاع مستوى مادة البيليروبين في الدم، وهي صبغة ناتجة عن تحطم خلايا الدم الحمراء، ومع عدم اكتمال نضج الكبد لدى المولود، قد تتراكم هذه المادة في الجلد وبياض العينين، فتظهر علامات الاصفرار المعروفة.
ورغم أن معظم الحالات تكون بسيطة وتزول تدريجياً، إلا أن بعض الحالات تستدعي تقييماً طبياً لتجنب مضاعفات قد تؤثر على صحة الطفل مستقبلاً.
ممارسات شعبية تزيد من الخطر
توضح الطبيبة النسائية دانية معتصم حمدوش من مستشفى الرازي في مدينة الدانا، في تصريح لشبكة "شام" الإخبارية، أن عدداً من الأمهات ما زلن يلجأن إلى طرق غير علمية في التعامل مع الصفار الوليدي، نتيجة التمسك بعادات متوارثة.
ومن بين هذه الطرق "فرك جلد الطفل بخاتم ذهبي على أمل تخفيف الاصفرار، وهو اعتقاد خاطئ لا يستند لأي أساس طبي، كذلك تعريض المولود لضوء المصابيح المنزلية بدل العلاج الضوئي الطبي، رغم أن الضوء المنزلي لا يمتلك الموجات اللازمة لتفكيك مادة البيليروبين.
ضرورة استشارة الطبيب
تشدد الطبيبة دانية على أهمية مراجعة الطبيب فور ملاحظة الاصفرار، لأن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تلف الدماغ، الأمر الذي يوضح ضرورة التعامل مع المرض بمنهجية طبية وليس شعبية.
لماذا تستمر هذه العادات؟
يعود السبب في تمسك بعض النساء بهذه الممارسات إلى انتقال العادات من جيل إلى آخر، ونقص الوعي الصحي لدى بعض الأمهات، والاعتماد على نصائح الأقارب والجارات بدلاً من التوجيه الطبي.
وتقول أمينة سلّوم، وهي سيدة مسنة من ريف إدلب الجنوبي: "هذه الطرق تعلمناها من أمهاتنا وجداتنا، وننقلها إلى الجيل الجديد كما وصلتنا، ولم نعرف غيرها لسنوات طويلة".
الحل: التوعية الصحية
وتقترح عائشة المصطفى، العاملة في مجال التوعية، تنظيم جلسات تثقيف للأمهات والحوامل حول صحة الطفل حديث الولادة، وكيفية التعامل مع الأعراض المقلقة، إلى جانب تصحيح المفاهيم الخاطئة حول العلاجات الشعبية.
وتشير المعلومات الطبية إلى أن الصفار الوليدي حالة شائعة، لكن التعامل معها بطرق خاطئة قد يعرض الأطفال لخطر حقيقي، والوقاية تكمن في استشارة الطبيب والابتعاد عن العادات غير المبنية على العلم، لضمان صحة الطفل وسلامته في أيامه الأولى.