الغش الأكاديمي: مخاطره وآثاره السلبية على مستقبل الطلاب
الغش الأكاديمي: مخاطره وآثاره السلبية على مستقبل الطلاب
● أخبار سورية ٤ أغسطس ٢٠٢٥

الغش الأكاديمي: مخاطره وآثاره السلبية على مستقبل الطلاب

يلجأ بعض الطلاب إلى الغش كحلٍ للأسئلة التي لا يعرفون إجابتها، ظنّاً منهم أنه سبيلٌ أقصر وأسهل من الدراسة والالتزام بمتطلباتها، لكنّ هذه الممارسة تنطوي على آثار سلبية سواء تم اكتشافها أو مرت دون ضبط أو عقاب.

وتُعد هذه الحالة موجودةً في أغلب الامتحانات التي تُجرى في مختلف المجتمعات، ومنها سوريا. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم السورية لمنع الغش، مثل قطع الإنترنت والاتصالات، في إطار حرصها على مراقبة سير العملية الامتحانية وضمان عدالتها ونزاهتها، إلا أنها سجلت وقوع مخالفات امتحانية خلال امتحانات الشهادة الثانوية العامة مؤخراً.

وذكرت من خلال بيان أصدرته قبل أيام، أنها ضبطت 1230 مخالفة امتحانية، توزعت كالتالي: 781 حالة قصاصات ورقية ،  178 حالة استخدام الجوال، إضافة إلى وجود مخالفات ناتجة عن الشغب ضمن قاعة الامتحان، والتي بلغت 136 حالة، و79 حالة غش بواسطة المُصغّرات، و28 حالة غش بواسطة سماعات البلوتوث.

 كما جرى خلال الامتحانات تمزيق أوراق الإجابات من قبل 12 طالباً، وانتحل 8 أشخاص صفة الطلاب خلال تقديمهم للامتحانات وتم ضبطهم، فيما تم ضبط استخدام ساعات ذكية من قبل 7 طلاب. وكانت هناك حالة واحدة ضُبطت بمخالفة التقدم لغير المركز الامتحاني المُحدّد للطالب.

يعتقد بعض الطلاب أن الغش سلوكٌ طبيعي، خاصةً مع ضيق الوقت وصعوبة بعض المواد، إضافةً إلى الخوف من الامتحان والقلق المصاحب له. إلا أن للغش آثاراً كبيرة لا تقتصر على العقوبة المباشرة كالحرمان من الامتحان أو غيرها من الإجراءات التأديبية، بل تمتد لتؤثر على مستقبل الطالب على المدى البعيد.

تشير الدراسات النفسية والاجتماعية إلى أن الغش يُضعف الثقة بالنفس لدى الطالب، ويُقلل من دافعيته للتعلم، كما يعزز الاعتماد على الحلول السهلة بدلاً من تطوير المهارات الحقيقية. على المدى البعيد، قد يؤدي ذلك إلى ضعف الأداء الوظيفي، وانعدام الأمانة العلمية، وضعف القدرة على مواجهة التحديات، مما يؤثر سلباً على تكيفه الاجتماعي والمهني.

ويشير عاملون في مجال التعليم إلى أن الطالب الذي يلجأ إلى الغش للحصول على معدل يؤهله لدخول تخصص معين - دون بذل الجهد المطلوب - غالباً ما يواجه صعوبات جمة في مسيرته الجامعية. فقد يعجز عن اجتياز المواد الدراسية أو تحقيق تقدم ملحوظ، لأن التخصص يفوق قدراته الحقيقية التي لم يتم بناؤها بشكل سليم خلال المراحل التعليمية السابقة.

ويدعو التربويون إلى تكثيف الحملات التوعوية في المدارس، لتوضيح الآثار السلبية للغش على المدى القريب والبعيد، مع التركيز على تحفيز الطلاب للاعتماد على جهودهم الذاتية. كما يشددون على أهمية تشجيع الطلاب للسعي نحو التفوق الدراسي بشرف، وإقناعهم بأن النجاح الحقيقي هو ما يُحقق بالاجتهاد والمثابرة، لا بالطرق الملتوية.

يُعدّ الغش خياراً مُضللاً يهدم أسس التعلّم الحقيقي، ويُفوّت على الطالب فرصة تطوير مهاراته وقدراته. فالنّجاح المُكتسَب بالجهد والاجتهاد ليس مجرّد علاماتٍ عابرة، بل هو أساسٌ لمستقبلٍ أكاديمي ومهنيٍ ناجح. لذا، فإن اختيار طريق الأمانة والجدّية ليس واجباً أخلاقياً فحسب، بل استثماراً حقيقياً في الذات ومستقبلها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ