
"القره داغي" يدعو "الشرع وقسد" لتثبيت الأمن وتنفيذ اتفاق 10 آذار بروح وطنية
وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محيي الدين القره داغي، رسالة مؤثرة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع وقيادة قوات سوريا الديمقراطية، دعا فيها إلى الإسراع في تنفيذ اتفاق 10 آذار 2025 بروح وطنية وإسلامية جامعة، تحافظ على أرواح المدنيين وتمنع الفتنة، مؤكداً أن النفس الإنسانية قيمة مقدسة لا يجوز المساس بها.
نداء للوحدة وحقن الدماء
قال القره داغي في رسالته إن حفظ النفس من أعظم القيم التي أكدها القرآن الكريم، مستشهداً بقوله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»، مشدداً على أن حماية المدنيين واجب وطني وديني، وأن سورية تحتاج اليوم إلى مصالحة حقيقية تُعيد الأمن وتمنع الانزلاق إلى العنف.
ودعا القره داغي إلى مواجهة مخططات الأعداء بالحكمة والمسؤولية، مؤكداً أن الوطن أمانة في أعناق الجميع، وأن المرحلة الحالية تتطلب وحدة الصف وتجاوز الخلافات حفاظاً على استقرار البلاد ومستقبلها.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: دعم للحوار الوطني السوري
سبق أن استعرض القره داغي نتائج زيارة وفد الاتحاد إلى دمشق، موضحاً أن اللقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع تناول أهمية بناء دولة نموذجية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أن الاتحاد أعلن استعداده الكامل لدعم الحوار الوطني والمشاركة في عملية المصالحة وتقديم المساعدة للشعب السوري في هذه المرحلة الدقيقة، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول نحو بناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والوحدة الوطنية.
وفي مؤتمر صحفي بالدوحة، أكد القره داغي أن الوفد شدد خلال الزيارة على تعزيز السلم الأهلي وترسيخ العدالة الانتقالية، إضافة إلى ضرورة استثمار طاقات السوريين في الخارج للمساهمة في التنمية الاقتصادية وإعادة الإعمار، وقال إن الهدف هو تحويل المنافسة بين المؤسسات إلى حافز إيجابي لخدمة المواطنين، مع بناء علاقات خارجية متوازنة تحمي المصالح الوطنية وتدعم استقرار البلاد.
دعم الحوار ونبذ الطائفية
وفي حديث خاص لـ "الجزيرة نت"، شدد القره داغي على أن نجاح المرحلة المقبلة في سوريا مرهون بالابتعاد عن الطائفية، وبتعزيز الحوار بين جميع المكونات السورية دون إقصاء أو تهميش، موضحاً أن الاتحاد سيواصل متابعة جهوده لدعم العملية السياسية والمجتمعية حتى يتحقق السلام الدائم.
وأضاف أن زيارة وفد الاتحاد إلى دمشق ليست زيارة بروتوكولية، بل بداية لمسار تعاون طويل الأمد، مشيراً إلى أن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان استقرار التجربة السورية الجديدة ونجاحها.
القره داغي: الحزم مطلوب لإفشال مخططات فلول النظام
وفي رسالة سابقة نشرها على منصة "إكس"، وجّه القره داغي نداءً مباشراً إلى الرئيس أحمد الشرع دعا فيه إلى التعامل بحزم مع فلول النظام السابق التي تحاول إعادة الفوضى إلى البلاد، مشيداً بحكمة الرئيس الشرع وقيادته المتزنة.
وقال: "لقد أثبتم خلال الفترة الماضية أنكم أهل للحكمة والقيادة، تدركون معنى العدل الذي لا ينحرف إلى ظلم، ومعنى القوة التي لا تتحول إلى بطش"، مؤكداً أن الأمة تتابع ما يجري في سوريا وتدعم جهود القيادة في حماية البلاد واستعادة أمنها واستقرارها.
تحذير من مؤامرات لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء
وأشار القره داغي إلى أن الأحداث الأخيرة أظهرت محاولات فاشلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في عهد نظام الأسد البائد، محذراً من التهاون في مواجهة هذه التهديدات التي تستهدف ضرب استقرار الدولة وإفشال عملية الانتقال السياسي.
وقال إن الرد على تلك المحاولات يجب أن يجمع بين الحكمة والقوة، بحيث تُواجَه الفتنة دون ظلم أو إفراط، حفاظاً على هيبة الدولة ومصداقيتها أمام الشعب والمجتمع الدولي.
وختم القره داغي رسالته بالتأكيد على ضرورة المضي في سياسة التوازن بين العدل والحزم، مشدداً على أن الأمة العربية والإسلامية تقف إلى جانب الشعب السوري في جهوده لبناء دولة آمنة ترفع الظلم وتكف العدوان.