المبعوث الأميركي: سوريا أصبحت شريكاً أساسياً لواشنطن
المبعوث الأميركي: سوريا أصبحت شريكاً أساسياً لواشنطن
● أخبار سورية ١١ نوفمبر ٢٠٢٥

المبعوث الأميركي: سوريا أصبحت شريكاً أساسياً لواشنطن

أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توم باراك، يوم الثلاثاء، أن اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بنظيره الأميركي دونالد ترامب يمثل تحولاً جذرياً في مسار العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن سوريا باتت اليوم شريكاً أساسياً للولايات المتحدة بعد أن كانت توصف سابقاً بأنها جزء من المشكلة.

لحظة تاريخية في العلاقات الثنائية
وصف باراك اللقاء بين الشرع وترامب بأنه "لحظة تاريخية بالغة الأهمية"، موضحاً أنه يمثل انطلاقة لعهد جديد في التعاون الثنائي، ويؤسس لشراكة متقدمة بين واشنطن ودمشق، خصوصاً في الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب.
شراكة في مواجهة الإرهاب
أوضح المبعوث الأميركي أن الحكومة السورية أصبحت طرفاً محورياً في الحرب ضد تنظيم الدولة (داعش) وفي الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب، مضيفاً أن هذا التعاون يعكس تحولاً استراتيجياً في موقف الولايات المتحدة تجاه سوريا.

دور سوري في قضايا الإقليم
لفت باراك إلى أن مشاركة سوريا في معالجة أزمات المنطقة تمثل تطوراً كبيراً، مشيراً إلى أن سياسات الرئيس ترامب ساهمت في توفير بيئة جديدة أتاحت للسوريين فرصة الانخراط الفاعل في تعزيز الأمن الإقليمي وتحقيق الاستقرار، بما يسهم في ازدهار البلاد واستعادة دورها على الساحة الدولية.

وكان الرئيس أحمد الشرع قد عقد اجتماعاً موسعاً في البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمشاركة وزراء من الجانبين، حيث تركزت المناقشات على توسيع التعاون الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأميركية إلى سوريا، إضافة إلى مسار رفع العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر. ووصِف اللقاء بأنه تاريخي، كونه أول لقاء رئاسي سوري – أميركي في تاريخ سوريا الحديث.

 وأعلنت الولايات المتحدة عبر بيان رسمي مشترك صادر عن وزارتي الخارجية والتجارة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية، تعليق العمل بقانون قيصر والسماح بنقل معظم السلع الأميركية المنشأ للاستخدام المدني والتكنولوجيا إلى سوريا دون ترخيص، إلى جانب رفع الإجراءات القانونية التي كانت مفروضة على البعثة الدبلوماسية السورية.

 كما أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبي أن رفع الحظر الدبلوماسي عن السفارة السورية في واشنطن يشكّل تحولاً نوعياً في مسار العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن سوريا وضعت خطة عمل متوازية تُعطي الأولوية للملف الاقتصادي ورفع العقوبات، وأن المرحلة المقبلة ستشهد إعادة تفعيل التمثيل الدبلوماسي وتبادل السفراء وفق الاستراتيجية السورية للتعاون الدولي

 
تكتسب زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى البيت الأبيض أهمية سياسية خاصة، إذ تُعد الأولى من نوعها لرئيس سوري منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن، فخلال العقود الماضية، ورغم تعاقب الرؤساء في سوريا والولايات المتحدة، لم يسبق لأي رئيس سوري أن قام بزيارة رسمية إلى البيت الأبيض أو عقد اجتماع مباشر مع رئيس أمريكي داخل مقر الرئاسة في واشنطن.

 وكانت العلاقات بين البلدين قد شهدت توترات متصاعدة منذ ثمانينيات القرن الماضي، وصولاً إلى مرحلة العزلة والتصعيد بعد عام 2011 في عهد نظام الأسد البائد، وما ارتبط به من انتهاكات واسعة خلال الحرب في سوريا، ومع سقوط الإرهابي الفار بشار الأسد في ديسمبر 2024، بدأت مرحلة جديدة من إعادة بناء السياسة الخارجية السورية وإعادة الانفتاح على المجتمع الدولي.

 وجاءت زيارة الشرع إلى واشنطن كـ تتويج لمسار دبلوماسي متدرج شمل مشاركة سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ألقى الشرع أول خطاب لرئيس سوري أمام المنظمة منذ عام 1967، وسلسلة لقاءات إقليمية ودولية لطرح رؤية تقوم على الاستقرار ومحاربة التطرف وبناء اقتصاد وطني مستدام، وخطوات متوازية لإعادة دمج سوريا ضمن المنظومة الدولية، بما في ذلك تعليق العقوبات الأمريكية وإعادة فتح مسار التعاون السياسي والأمني.

 وتُنظر إلى الزيارة باعتبارها تحولاً استراتيجياً يعيد سوريا إلى طاولة الشراكة الدولية بعد سنوات من العزلة، ويضع أسس علاقة جديدة مع واشنطن قائمة على التفاهم والمصالح المشتركة بدل المواجهة والانقطاع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ