الهجري يوجّه نداءً لأهالي السويداء: لا للخطف أو الإذلال.. والكل أبناء هذا الجبل
الهجري يوجّه نداءً لأهالي السويداء: لا للخطف أو الإذلال.. والكل أبناء هذا الجبل
● أخبار سورية ٨ يونيو ٢٠٢٥

الهجري يوجّه نداءً لأهالي السويداء: لا للخطف أو الإذلال.. والكل أبناء هذا الجبل

أصدر الشيخ حكمت سلمان الهجري، الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين الدروز، بيانًا دعا فيه إلى التمسك بالعيش المشترك والوحدة الأهلية، محذرًا من محاولات الفتنة والتمزيق التي تمر بها منطقة جبل العرب، ومشدّدًا على ضرورة احترام كافة المكونات المجتمعية دون تمييز أو تجاوزات.

الهجري استهل بيانه بالتأكيد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع مكونات الجبل من أديان وطوائف وعشائر، معتبرًا أن هذا التناغم الأهلي هو مصدر فخر واعتزاز، وركيزة أساسية لحماية السلم المجتمعي، مضيفًا أن ما يجمع أبناء جبل العرب هو تاريخ مشترك ونسيج متكامل لا يجوز السماح لأي جهة بتمزيقه.

كلام الهجري أتى بعد أن ذاق بدو السويداء أشكالا كثيرة من التضييق والإذلال في المحافظة من قبل ميلشيات مسلحة تابعة له، ما ذكى الطائفية بشكل كبير في السويداء، ويهدد نسيجها المجتمعي، ويعمل على تقسيمها بشكل كبير.

وفي ظل ما وصفه بـ”الفترة الصعبة” التي تشهد محاولات لزرع الفتنة، أشار الهجري إلى انتشار الحواجز في الجبل، والتي تهدف للحماية والرعاية وضمان الأمان، لكنه نبه إلى تكرار بعض الأخطاء من البعض في وقائع مؤسفة تستوجب المراجعة.

ودعا الرئيس الروحي الدروز إلى لزوم الحيطة والحذر، والتمسك بسلوك قويم يضمن احترام الجميع، منبهًا إلى خطورة التعدي على الخصوصيات الفردية أو الجماعية، ومشدّدًا على رفضه القاطع لأي مظهر من مظاهر الإذلال أو الإهانة أو الخطف أو الاعتقال، مؤكدًا أن الجميع أبناء الجبل وإخوة متساوون في الكرامة والمكانة.

واعتبر الهجري أن العشائر التي تعيش في جبل العرب هي جزء لا يتجزأ من المجتمع المحلي، قائلاً إنهم “عزوتنا، ومعنا في خندق واحد”، ولا يجوز التمييز بينهم أو بين أي مكون آخر من أبناء الجبل، مضيفًا أن أي إخلال بهذه المبادئ سيُواجَه بالمحاسبة والملاحقة.

واختتم الشيخ حكمت الهجري بيانه بالتشديد على أن لا أحد يحق له التحدث باسم الطائفة أو أي مكوّن من مكونات الجبل خارج إطار هذه المبادئ الجامعة، مؤكدًا أن هذه الثوابت هي أساس السلم والاستقرار الأهلي، وركيزة العيش المشترك الذي لطالما شكّل علامة فارقة في جبل العرب.


بدو السويداء… بين فوضى البادية ومشروع الشيطنة الطائفية

لطالما شكّل بدو السويداء جزءًا من النسيج الاجتماعي للجنوب السوري؛ فهم جماعات عربية سنية تعايشوا لعقود مع جيرانهم الدروز، تشاركوا كل شيء، وارتبطوا بعلاقات مصاهرة وانصهار وقرابة كبيرة.

غير أن الانهيار الأمني الذي أعقب سقوط نظام الأسد لم يترك أحدًا في مأمن من فوضى السلاح والانفلات، خاصة مع توجّه جميع الأطراف لحمل السلاح لحماية مناطقها، واستغلال العصابات الإجرامية وضعاف النفوس والطائفيين لذلك.

وفي هذا الفراغ القاتل، برزت عصابات إجرامية، اتخذت من المناطق الحدودية الشرقية ملاذًا، تعمل في تهريب المخدرات والسلاح والخطف والقتل؛ عصابات لم تميّز بين ضحية وأخرى، ولم تكتفِ بالإضرار بجيرانهم الدروز، بل امتدت جرائمهم أيضًا إلى أبناء عشائرهم من المدنيين البدو أنفسهم.

وعلى الطرف الآخر، عملت فصائل من الطائفة الدرزية على شيطنة البدو جميعهم، وسلكت السلوك ذاته بالخطف والقتل، وحاصرت احيائهم وقراهم ووضعت الحواجز في كل مكان يتواجدون فيه، ما أعطى صورة واضحة أن هدفهم طائفي بحت، إذ أن القرى ذات الغالية الدرزية الأخرى لا تشهد مثل هذه الحواجز إطلاقا.

ورغم أن هذه العصابات تمثل شريحة محدودة خارجة عن القانون، فإن بعض الأصوات المتطرفة داخل المجتمعين الدرزي والبدوي، وجدت في هذه الفوضى ذريعةً لإعادة رسم الصراع بصيغة طائفية.

"السنة يهاجموننا والبدو يهددون كياننا"، " الدروز يقتلوننا ويحاصروننا"... ترددت مثل هذه العبارات في المجالس، ممهدةً لتحويل المواجهة مع عصابات محدودة إلى مشروع شيطنة جماعي، يستهدف آلاف المدنيين الأبرياء لمجرد انتمائهم المذهبي أو العشائري.

هكذا، بدلاً من أن تبقى المواجهة مع عصابات تخريب واشخاص مرضى بالطائفية، بدأت ملامح خطر أكبر تتبلور:
خطر انزلاق الجنوب إلى حرب أهلية مفتوحة، يذكيها خطاب الكراهية، ويجد من يغذيه من خلف الحدود: إيران وإسرائيل.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ