
بقيادة "أورباكون" القطرية .. تحالف دولي لتطوير مطار دمشق وتحديث أسطول الطيران السوري
وقّعت الحكومة السورية مذكرة تفاهم استراتيجية مع تحالف دولي يضم خمس شركات، تقوده شركة "أورباكون" القابضة القطرية، لتطوير وتوسيع مطار دمشق الدولي، في أكبر استثمار في البنية التحتية تشهده البلاد منذ عقود، وبقيمة تتجاوز 4 مليارات دولار أميركي.
وذكرت صحيفة "بلومبرغ"، أن الاتفاق يتضمن تمويلاً بقيمة 250 مليون دولار لشراء ما يصل إلى عشر طائرات "إيرباص" A320 لصالح شركة الطيران السورية، بهدف تحديث أسطولها وتعزيز قدرتها التنافسية.
جزء من خطة أوسع لإعادة الإعمار
يأتي هذا المشروع ضمن حزمة12 مشروعاً استراتيجياً أعلنت عنها الحكومة السورية بقيمة إجمالية تصل إلى 14 مليار دولار، تشمل مجالات الطاقة، وإعادة الإعمار، والبنية التحتية، بالشراكة مع دول إقليمية مثل الإمارات والسعودية وقطر، في إطار مساعي استعادة موقع سوريا كمحور اقتصادي وتجاري إقليمي.
تفاصيل المشروع
حضر توقيع الاتفاق في دمشق وفود رسمية ودبلوماسية، وشارك فيه إلى جانب "أورباكون" القطرية كل من "أسيتس إنفستمنتس" الأميركية، وشركتي "جنغيز" و"كاليون" للإنشاءات التركيتين، وشركة "تاف" التركية المشغلة للمطارات.
ويهدف المشروع إلى تحويل مطار دمشق الدولي إلى مركز إقليمي متكامل قادر على استيعاب 31 مليون مسافر سنوياً عند اكتمال جميع مراحله، وفق نظام البناء والتشغيل والنقل (BOT)، وسينفذ على خمس مراحل تبدأ برفع الطاقة الاستيعابية إلى 6 ملايين مسافر في السنة الأولى، ثم إلى 16 مليوناً في المرحلة الثانية، وصولاً إلى الطاقة القصوى.
سيتضمن المطار ما يصل إلى 32 بوابة مزودة بجسور عبور حديثة، ومنظومة متكاملة لخدمات الملاحة الجوية، وسوقاً حرة متطورة تضم مطاعم عالمية ومقاهي راقية، إضافة إلى تطوير الطريق الرئيسي المؤدي إلى المطار بطول 50 كيلومتراً.
تحديث أسطول “السورية للطيران”
يشمل الاتفاق تمويل شراء عشر طائرات "إيرباص" A320 لدعم أسطول شركة "السورية للطيران"، الذي يضم حالياً 12 طائرة بينها طرازات "A320" و"A340" معظمها خارج الخدمة. وأوضحت "أورباكون" أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز قدرة الناقل الوطني ورفع معايير السلامة والموثوقية، خاصة إذا رُفعت العقوبات التي تحظر استيراد قطع الغيار الأصلية.
شراكة استراتيجية وانعكاسات اقتصادية
رئيس مجلس إدارة "أورباكون" القطرية، محمد معتز الخياط، أكد لموقع ذا ناشيونال أن المشروع يمثل شراكة استراتيجية لإعادة بناء أحد أهم المرافق الحيوية في سوريا، ويجسد التزام قطر بدعم التعافي الاقتصادي السوري.
ووصف الرئيس التنفيذي للشركة، رامز الخياط، المشروع بأنه "جسر استراتيجي" لربط سوريا بالعالم وتحفيز الاستثمارات في مختلف القطاعات.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس إدارة شركة "تاف" التركية، ساني شنر، أن المشروع سيكون بوابة لإعادة دمج الاقتصاد السوري في حركة التجارة والاستثمار العالمية، فيما شدد نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، كمال العوضي، على أن تطوير البنية التحتية للمطارات وخدمات الملاحة الجوية، مع تسهيل منح التأشيرات، يمكن أن يحقق نمواً سريعاً للقطاع بمجرد رفع العقوبات.
وأشار مدير شركة "BAA & Partners" للاستشارات، لينوس باور، إلى أن رفع العقوبات سيسمح لشركات الطيران السورية بشراء قطع غيار أصلية لأول مرة منذ سنوات، ما سيحسن السلامة والاعتمادية ويفتح المجال لصفقات شراء طائرات جديدة من أكبر المصنعين الدوليين.