تصاعد حوادث السير في سوريا وتداعياتها على المدنيين والمجتمع
تصاعد حوادث السير في سوريا وتداعياتها على المدنيين والمجتمع
● أخبار سورية ٤ أغسطس ٢٠٢٥

تصاعد حوادث السير في سوريا وتداعياتها على المدنيين والمجتمع

تشهد سوريا تصاعداً خطيراً في حوادث السير، مما يؤدي إلى كوارث على المستويات المادية والبشرية والإنسانية، ويسبب خسائر فادحة بين المدنيين. لقد أصبح من المعتاد سماع أخبار وقوع حوادث سير بشكل يومي، مما يثير القلق حول أسباب هذه الظاهرة المتكررة وسبل الحد منها.

وفي تصريح خاص لـ حميد قطيني، مسؤول إعلامي في الدفاع المدني السوري، لشبكة شام قال: "من بداية العام الحالي 2025 حتى يوم 20 تموز، استجابت فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري لـ 1412 حادث سير في 440 مجتمع و 4 مخيمات في سوريا، وأنقذت وأسعفت الفرق خلال هذه الحوادث 1299 مدنياً بينهم 263 طفلاً و 170 امرأة أصيبوا بجروح ورضوض وكسور منها بليغة".

وأضاف: "وانتشلت الفرق جثامين 81 مدنياً بينهم 7 أطفال و 8 نساء، توفوا بسبب حوادث السير، وكانت نسبة 58% من حوادث السير التي استجابت لها فرق الدفاع المدني السوري هي حوادث سيارات، و 27% دراجات نارية، و 13% شاحنات".

وقع يوم الأحد، 3 آب، حادثان مروريان في ريف إدلب، وفقًا لما أعلنته مؤسسة الدفاع المدني "الخوذ البيضاء" عبر حساباتها الرسمية. الحادث الأول نجم عن تصادم سيارة ودراجة نارية على طريق حلب - دمشق الدولي قرب بلدة حيش، مما أسفر عن وفاة 4 مدنيين من عائلة واحدة، بينهم طفلان وامرأة. أما الحادث الثاني، فقد وقع بالقرب من قرية معرشورين، نتيجة تصادم سيارتين ودراجة نارية، مما تسبب بإصابة 6 مدنيين، بينهم امرأة وابنتها بجروح خطيرة.

وتتعدد أسباب وقوع الحوادث في سوريا، ومنها – بحسب حالات رُصِدت – السرعة الزائدة، لا سيما أن بعض الشباب يتباهون بالقيادة السريعة، خصوصاً راكبي الدراجات النارية، الذين يتسابقون فيما بينهم، بينما يتبع آخرون هذا الأسلوب لجذب انتباه الفتيات.

إضافة إلى ما سبق، تلعب عوامل أخرى دوراً في وقوع الحوادث، مثل عدم الالتزام بأولوية المرور، والتوقف المفاجئ، إلى جانب رداءة الطرق، والسلوكيات غير الآمنة كقيادة الأطفال للمركبات، أو إهمال فحص المكابح والإنارة، خاصة أثناء القيادة الليلية، فضلاً عن القيادة لمسافات طويلة دون إجراء فحص فني، بالإضافة إلى الازدحام المروري.

وقد أدت الحوادث المرورية في سوريا إلى خسائر مادية فادحة، تمثلت في تحطيم مركبات وآليات، كما تسببت في مقتل أشخاص وإصابة آخرين، ما عرّضهم لظروف صحية قاسية تطلبت منهم التوقف عن أعمالهم وتحمل تكاليف العلاج والمعاينات الطبية. وربما لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ قد يُسجن المتسبب في الحادث عند وفاة شخص، أو يُجبر على دفع الدية، وقد تقع خلافات حادة بين العائلات.

وفيما يتعلق بـ الحلول الممكنة للحدّ من حوادث السير، فتتمثل في توعية الأهالي وتقديم نصائح لهم، مثل تجنّب السرعة الزائدة أثناء القيادة، وعدم استخدام الهاتف المحمول، وتفادي الانشغال بالمأكولات والمشروبات، والحفاظ على مسافة أمان كافية بين المركبة وغيرها من المركبات.

وتبذل فرق الدفاع المدني جهوداً للحد من حوادث السير، تشمل حملات توعية مباشرة، وصيانة الطرق، وتنظيم وتخطيط المسارات، بالإضافة إلى إصلاح اللوحات الإرشادية، وذلك ضمن حدود الإمكانيات المتوفرة.
وفي ظل تزايد وتكرار حوادث السير في مناطق متفرقة من سوريا، تبقى الحاجة قائمة لتطبيق أكثر صرامة لقوانين المرور، وتحسين واقع الطرق والبنية التحتية، إلى جانب تعزيز حملات التوعية المرورية، تجنّباً للخسائر البشرية والمادية والمعنوية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ