تقرير يوثق الانتهاكات ضد الصحفيين في سوريا: اغتيالات واعتقالات واعتداءات في بيئة إعلامية هشّة
تقرير يوثق الانتهاكات ضد الصحفيين في سوريا: اغتيالات واعتقالات واعتداءات في بيئة إعلامية هشّة
● أخبار سورية ٨ أغسطس ٢٠٢٥

تقرير يوثق الانتهاكات ضد الصحفيين في سوريا: اغتيالات واعتقالات واعتداءات في بيئة إعلامية هشّة

قالت رابطة الصحفيين السوريين في تقريرها المعنون "القتل والخطف.. نهاية مأساوية لوجوه إعلامية بارزة" إن الساحة السورية تشهد منذ مطلع أيار 2025 تصاعدًا خطيرًا في وتيرة الانتهاكات ضد الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي، حيث وثق المركز السوري للحريات في الرابطة حالات قتل وإصابة واحتجاز قسري واعتداء مباشر، وسط بيئة أمنية وسياسية متقلّبة وغياب واضح لإجراءات الحماية وضمان حرية العمل الصحفي.

جرائم قتل طالت وجوهاً بارزة في الإعلام
وفق الرابطة، في 24 أيار عُثر على جثة الإعلامي والمصمم محمد خيتي (36 عامًا) مقتولًا في منطقة مهجورة قرب جيرود بالقلمون شمال دمشق، بعد اختفائه منذ الثامن من الشهر ذاته، في حادثة هزت الوسط الإعلامي دون إعلان رسمي حتى الآن عن الجناة أو الدوافع. 


وفي 14 تموز قُتل المصور في شبكة "السويداء 24" ساري مجيد الشوفي أثناء تغطيته للأحداث في قريته تعارة غرب السويداء، برصاص مجموعات مسلحة مجهولة. كما قُتل في 16 تموز الإعلامي ومدير المكتب الإعلامي في محافظة درعا حسن الزعبي (أبو لقمان) أثناء تغطيته اتفاقًا بين الحكومة السورية ومشايخ عقل الطائفة الدرزية، بعدما استهدف قناص سيارته في السويداء.

إصابات مباشرة ونجاة من الاستهداف
شهدت الفترة نفسها إصابات خطيرة في صفوف الصحفيين، منها إصابة نديم النابلسي (مراسل أحرار حوران) بشظايا غارة إسرائيلية على مدخل السويداء في 15 تموز، وإصابة مهند أبو زيد برصاصة قناص أثناء تغطية اشتباكات في المدينة ذاتها. 


كما نجا عدد من الصحفيين من الاستهداف المباشر، بينهم فريق إعلامي تعرض لإطلاق نار في قرية كودنة بريف القنيطرة في 19 أيار، وأربعة صحفيين آخرين في السويداء في 19 تموز، إضافة إلى لؤي يونس وأمير عبد الباقي اللذين نجوَا من قصف بالرشاشات الثقيلة قرب السويداء، وأفاد مدير الإعلام الرقمي في درعا معتز الحشيش بنجاته من إطلاق نار استهدف حافلة كان على متنها عند خروجها من السويداء.

اعتقالات واحتجازات تعسفية
وثق التقرير اعتقالات طالت إعلاميين في مناطق مختلفة، منها اعتقال نادر دبو وعبد الله الحسن “نور جولان” من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في ريف القنيطرة في 14 حزيران، واعتقال حسن ظاظا من منزله بدمشق في 28 حزيران.

كما وثق توقيف أكرم صالح ووجودي حاج علي في أشرفية صحنايا في 30 حزيران أثناء تغطية إعلامية، واحتجاز عثمان درويش (أبو أحمد) لدى قوات “قسد” في حي الشيخ مقصود لمدة شهرين. كما أشار التقرير إلى اعتقال الإعلامية هبة كوسا بالرقة وتعرضها للتعذيب قبل الإفراج عنها في 31 تموز، وبقاء زميلتها آية حميدي قيد الاحتجاز دون معلومات عن مصيرها.

اعتداءات وتهديدات مباشرة
في 4 أيار تعرض عدد من الصحفيين لاعتداء مسلح أثناء تغطية اتفاق بين الفصائل المحلية والحكومة في السويداء، شمل ضرب وتهديد بالقتل وسرقة معدات، من بينهم أحمد فلاحة ومحمد هارون، وفي 10 تموز تعرض الإعلامي رياض الحسين للضرب على يد عناصر أمنية بمحكمة الميادين بدير الزور، ما استدعى إجراءات تأديبية بحق المعتدين.

استهداف مؤسسات إعلامية
أصاب قصف إسرائيلي في 16 تموز مكتب قناة “الحدث” بدمشق بأضرار مادية إثر استهداف مبنى هيئة الأركان.

تحذيرات ومطالب الرابطة
اعتبر إبراهيم حسين، رئيس مركز الحريات الصحفية في الرابطة، أن ما حدث خلال أيار وحزيران وتموز تصعيدًا خطيرًا حول الصحفي من ناقل للمعلومة إلى هدف مباشر، مشيرًا إلى أن تعدد الجهات المنتهكة، من الاحتلال الإسرائيلي إلى الأجهزة الأمنية والفصائل المسلحة وسلطات الأمر الواقع، يعكس هشاشة البيئة الإعلامية في سوريا. 

وأكد التقرير أن استهداف الصحفيين جريمة مزدوجة بحقهم وبحق المجتمع، داعيًا إلى تحقيقات جادة وشفافة، ومحاسبة جميع المتورطين، وإنهاء ترهيب الصحفيين وتوفير الحماية الكاملة لهم وفق المعايير الدولية لحرية الصحافة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ