
جلسة طارئة لمجلس الأمن: إدانات واسعة للعدوان الإسرائيلي ودعوات دولية لدعم استقرار سوريا
عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الأخير في سوريا، ولا سيما تداعيات الغارات التي استهدفت دمشق ودرعا، والتي جاءت في ظل أوضاع داخلية متوترة تعيشها البلاد، خصوصًا في محافظة السويداء.
وشهدت الجلسة مواقف متقاربة من عدد من الدول الأعضاء، عبّرت فيها عن إدانتها للهجمات الإسرائيلية وقلقها من آثارها على سيادة سوريا وسلامة أراضيها، وسط دعوات متزايدة لاحترام القانون الدولي ودعم جهود الحكومة السورية في بسط الاستقرار السياسي والأمني.
تركيا: عزيمة الشعب السوري لن تنكسر
أكد مندوب تركيا الدائم لدى مجلس الأمن أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي السورية تُعد انتهاكًا صارخًا يعرقل مسار الاستقرار، ويقوّض جهود إعادة الإعمار وتعزيز اللحمة الوطنية، معلنًا رفض بلاده القاطع لهذه الاعتداءات.
وأشار إلى أن سوريا أظهرت استعدادها للتعاون الإقليمي، والتزمت بعدم تشكيل تهديد لجيرانها، بالإضافة إلى سعيها الجاد لمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الداخلي. وشدد على أن "عزيمة الشعب السوري أقوى من أن تنكسر تحت وطأة هذه الهجمات"، داعيًا المجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن السوريين في هذه المرحلة الحرجة.
الأردن: الجنوب السوري امتداد لأمننا
من جانبه، أدان مندوب الأردن بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، واعتبرها تصعيدًا خطيرًا واعتداءً سافرًا على بلد شقيق، مؤكدًا أن "أمن سوريا جزء لا يتجزأ من أمن الأردن، وأن استقرار الجنوب السوري هو من صميم استقرارنا الوطني". كما جدد دعم بلاده للحكومة السورية في جهودها الهادفة إلى حماية المدنيين وضمان وحدة البلاد، وصون حقوق جميع السوريين.
المجموعة العربية: ندعم التزام الحكومة بمحاسبة المتورطين في السويداء
وفي موقف موحد، ندد ممثل المجموعة العربية بالغارات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق وأوقعت ضحايا من المدنيين والعسكريين، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تتعمد انتهاك قرارات مجلس الأمن، وتواصل تقويض سيادة سوريا وزرع الفوضى في أراضيها".
كما أعرب عن ترحيبه بالتزام الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين في التجاوزات والانتهاكات التي وقعت في السويداء، واعتبر ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح نحو إعادة ترميم الثقة المجتمعية.
باكستان: التدخل الإسرائيلي مرفوض
بدوره، طالب مندوب باكستان بوقف فوري للتصعيد، والعودة إلى الحياة الطبيعية في سوريا، مندّدًا بما وصفه "انتهاكًا سافرًا للسيادة السورية والقانون الدولي". وأشار إلى أن الهجمات على المنشآت والمؤسسات المدنية لا مبرر لها، وتمثل تدخلاً مباشرًا وغير مشروع في الشأن السوري الداخلي.
كوريا الجنوبية: ضرورة الكف عن التوغلات
دعت كوريا الجنوبية إسرائيل إلى وقف أي توغل عسكري أو انتهاك لسلامة الأراضي السورية، وطالبت الأمم المتحدة بالتحرك السريع لإيجاد حلول عملية تعزز من فرص السلام والاستقرار داخل سوريا.
السعودية: قلق بالغ من التصعيد واستهداف المدنيين
وأعرب مندوب السعودية عن قلق بلاده العميق من استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، خاصة تلك التي طاولت مناطق مأهولة بالسكان، مطالبًا بوقفها بشكل كامل. ودعا إلى احترام سيادة سوريا، ودعم جهود حكومتها في فرض الأمن والاستقرار والسير في طريق حل سياسي شامل للأزمة.
الولايات المتحدة: نرفض الضربات وندعو لحوار سوري شامل
وأكدت المندوبة الأمريكية أن بلادها لا تؤيد الضربات الإسرائيلية على سوريا، مشددة على ضرورة التوجّه نحو حوار وطني سوري بنّاء يضع حدًا للأزمة الراهنة، ويعالج أسباب التوتر من جذورها.
الدنمارك: القصف التصعيدي مقلق ولا نريد نزاعًا جديدًا
أبدت المندوبة الدنماركية قلق بلادها إزاء التصعيد الإسرائيلي في دمشق، وشددت على أهمية أن تمارس الحكومة السورية سلطتها على كامل أراضيها، معتبرة أن "الشرق الأوسط لم يعد يحتمل نزاعًا جديدًا يزيد من معاناة المدنيين".
فرنسا: يجب مساعدة سوريا على بناء دولة جامعة
دعا مندوب فرنسا إلى دعم سوريا في بناء دولة تحترم كل مكوناتها، وشدد على ضرورة امتناع إسرائيل عن أي إجراءات قد تزعزع الاستقرار وتغذي الصراع.
سلوفينيا: نؤيد الشعب السوري ونطالب باحترام سيادته
قال مندوب سلوفينيا إن بلاده تقف إلى جانب الشعب السوري في سعيه لإعادة بناء بلده، داعيًا جميع دول الجوار لاحترام استقلال سوريا وسلامتها الإقليمية.
بنما: الانتهاكات في دمشق ودرعا مقلقة وتنذر بالخطر
عبّر مندوب بنما عن بالغ القلق إزاء القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق في دمشق ودرعا، واعتبر أن الانتهاك المتكرر لاتفاق فك الاشتباك لعام 1974 يهدد سلامة المدنيين والقوات الدولية المنتشرة في المنطقة. وأعلن دعم بلاده لنداء الأمين العام للأمم المتحدة بضرورة احترام سيادة سوريا.
المملكة المتحدة: ندعو إسرائيل لوقف التصعيد
أعربت المندوبة البريطانية عن قلق لندن من الغارات الإسرائيلية في دمشق، وجددت مطالبة بلادها لإسرائيل بالامتناع عن أي أفعال تؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا والمنطقة.
الضحاك: العدوان الإسرائيلي يعرقل جهود الاستقرار في السويداء وسوريا لن تتراجع عن حماية مواطنيها
اتهم المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إسرائيل بشن "حرب مفتوحة على سوريا"، معتبرًا أن العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي السورية جاء ليقوض بشكل مباشر مساعي الحكومة لبسط الأمن والاستقرار، خاصة في محافظة السويداء التي تشهد توترات داخلية متصاعدة.
وفي كلمة ألقاها خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، عقدت مساء الخميس بطلب من سوريا، أعرب الضحاك عن تقدير حكومته لاستجابة المجلس السريعة، مشددًا على أن العدوان الأخير يُعد "خرقًا فاضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكًا صارخًا لسيادة دولة عضو في المنظمة الدولية".
وأكد الضحاك أن الذرائع التي تروّجها إسرائيل لتبرير ضرباتها "لا تنطلي على أحد"، واصفًا إياها بأنها امتداد لسياسات الاحتلال التي تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا وخلق واقع دائم من الصراع والفوضى. وقال: "ما تقوم به إسرائيل ليس إلا محاولة لجرّ سوريا إلى مزيد من التصعيد، وتعطيل جهود الدولة لإعادة الأمن".
تأثير مباشر على الجنوب السوري
وتناول الضحاك في كلمته تطورات محافظة السويداء، مشيرًا إلى أن أجهزة الدولة تدخلت بشكل فوري لاحتواء الاشتباكات الأخيرة بالتعاون مع وجهاء وأعيان المحافظة، ضمن مسار وطني هدفه حماية المدنيين وفرض الاستقرار. لكنه أشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة عرقلت تلك الجهود وفاقمت التوترات القائمة.
وأضاف أن سوريا، رغم التحديات المتراكمة والناجمة خصوصًا عن حالة الفوضى الأمنية وانفلات السلاح التي خلفها النظام المخلوع، لن تتراجع عن أداء واجباتها تجاه مواطنيها، مؤكدًا أن الحكومة ماضية في فرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، ومشدداً على أن "سوريا عازمة على عدم العودة إلى الوراء".
دعوة لإدانة دولية وموقف أممي حازم
وطالب المندوب السوري مجلس الأمن والأمانة العامة للأمم المتحدة بإدانة الاعتداءات الإسرائيلية بشكل صريح، والعمل الجاد لمنع تكرارها، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعامل بجدية مع ما وصفه بـ"التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين، وللوحدة الجغرافية والسياسية لسوريا".
وشدد على ضرورة إلزام إسرائيل بسحب قواتها من المناطق التي توغلت فيها جنوب البلاد، وإنهاء احتلالها لمرتفعات الجولان السوري المحتل، محذرًا من أن استمرار التجاهل الدولي لهذه الاعتداءات قد يؤدي إلى انفجار أوسع في المنطقة.