
حرائق تموز تلتهم أكثر من 14 ألف هكتار في ريف اللاذقية: الغابات والحراج الأكثر تضررًا
أعلنت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي في سوريا عن تضرر ما يزيد على 14 ألف هكتار من الأراضي في ريف اللاذقية، نتيجة الحرائق الواسعة التي اندلعت في المنطقة خلال شهر تموز الماضي، مؤكدة أن الغابات والمناطق الحراجية تكبّدت الخسائر الأكبر.
الغابات تتصدر قائمة الأضرار
وأوضحت الوزارة، في إحصائية رسمية نشرتها على معرّفاتها الإلكترونية، أن إجمالي المساحات المتضررة بلغ نحو 14,100 هكتار، توزعت بين أراضٍ حراجية وزراعية وعمرانية، إضافة إلى مسطحات مائية وأراضٍ مختلطة وقاحلة.
وسجلت الغابات والحراج النسبة الأعلى من الضرر، بمساحة بلغت 11,675 هكتارًا، أي ما يعادل 82.55% من إجمالي المساحات المحترقة، فيما جاءت الأراضي الزراعية في المرتبة الثانية بمساحة 2,152 هكتارًا بنسبة 15.21%.
خسائر في الأراضي العمرانية والمسطحات المائية
وأشار التقرير إلى أن الحرائق طالت أيضًا نحو 193.78 هكتارًا من الأراضي العمرانية، بنسبة بلغت 1.37%، إضافة إلى 53 هكتارًا من المسطحات المائية (0.37%)، و67.94 هكتارًا من الأراضي المختلطة (0.48%). أما الأراضي القاحلة والمُهملة، فتضررت بشكل طفيف، بمساحة لا تتجاوز 1.93 هكتارًا (0.01%).
جهود إطفاء إقليمية وصعوبات ميدانية
اندلعت الحرائق في الثالث من تموز الماضي، واستمرت لاثني عشر يومًا، قبل أن تنجح فرق الإطفاء المحلية والدولية في احتوائها. وقد واجهت الفرق تحديات كبيرة تمثلت في وعورة التضاريس، وسرعة الرياح، وانتشار مخلفات الحرب التي أعاقت عمليات الإطفاء وعرّضت الفرق لمخاطر كبيرة.
وشاركت في عمليات الإخماد فرق إطفاء من الأردن وتركيا ولبنان والعراق، بينما أرسلت قطر خمس طائرات مزودة بحوامات إطفاء ومعدات متخصصة وكوادر بشرية، لتعزيز جهود السيطرة على النيران.
أضرار بشرية ومادية وتحقيق مستمر
امتدت آثار الحرائق إلى المناطق السكنية، حيث لحقت أضرار بعدد من منازل المدنيين، كما تسببت بانفجار مخلفات حربية قديمة، وأدت إلى إغلاق معبر كسب الحدودي مع تركيا، وعدد من الطرق الرئيسية في المنطقة.
من جهته، أكّد وزير الزراعة السوري أمجد بدر، خلال زيارته إلى اللاذقية في 12 تموز، فتح تحقيق رسمي لتحديد أسباب اندلاع الحرائق، موضحًا أن التحقيقات لا تزال جارية، ولا توجد حتى الآن أدلة تثبت أن الحريق كان مفتعلًا.
دعم دولي لإعادة التأهيل
وفي سياق متصل، أعلن "صندوق مساعدات سوريا" عن تخصيص 500 ألف دولار لدعم جهود الإطفاء وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، وسط دعوات محلية ودولية لتعزيز الاستعدادات لموسم الحرائق القادم وتحصين الغابات ضد تكرار الكارثة.