خيمة تتحول إلى صف: صورة مؤلمة تكشف واقع التعليم في كفرعين
يعاني القطاع التعليمي في عدد من القرى والبلدات بريف إدلب الجنوبي من ضعف واضح في المقومات الأساسية والتجهيزات الضرورية للعملية التعليمية، ما يضاعف الأعباء على المعلمين والطلاب، ويجعلهم يواجهون تحديات شبه يومية.
مشهد يختصر المعاناة التعليمية
انتشرت مؤخراً على منصات التواصل الاجتماعي صورة مؤثرة لمجموعة من الطلاب وهم يتلقون دروسهم داخل خيمة قديمة تفتقر لأبسط مقومات التعليم؛ لا مقاعد يجلسون عليها، ولا تجهيزات مدرسية، حيث افترشوا حصيراً فوق أرضٍ ترابية.
وتعكس الصورة ملامح الطفولة المرهقة بتداعيات الحرب وهشاشة الواقع التعليمي في المنطقة، وقد أُشير في التعليق المرفق بها إلى أن المشهد التُقط في مدرسة بقرية كفرعين، إحدى مزارع بلدة الهبيط في أقصى ريف إدلب الجنوبي.
دمار طال الحجر والتعليم
وبحسب مصادر محلية، فإن قرية كفرعين شأنها شأن العديد من القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي، تعرّضت لحملة قصف ممنهجة أدّت إلى دمار واسع طال الأحياء السكنية والبنى التحتية، كما أقدمت قوات النظام البائد على قطع الأشجار وارتكاب أعمال تخريب متعمّدة.
وأضافت المصادر أن المدرسة في القرية لم تسلم من الأذى، إذ لحق بها الدمار، ما اضطر الأهالي إلى اعتماد الخيام والمنازل الخاصة كحلول بديلة لمتابعة تعليم أبنائهم حتى لا ينقطعوا عن الدراسة.
ومع ذلك، تفتقر هذه البدائل إلى أبسط المقومات التعليمية مثل المقاعد والسبورات والوسائل التعليمية، مما يزيد من صعوبة العملية التربوية في المنطقة.
مخاوف تتجدد مع اقتراب الشتاء
وأعرب الأهالي عن قلقهم المتزايد على أبنائهم مع اقتراب فصل الشتاء، إذ إن الخيام التي تحولت إلى صفوف دراسية لا توفر أي حماية من البرد أو الأمطار، مما يجعل الأطفال عرضة للأمراض وتراجع القدرة على التعلم.
وطالب أبناء المنطقة الجهات المعنية بـ إيجاد حل جذري وسريع قبل تفاقم المعاناة التي تثقل كاهل المعلمين والطلاب على حد سواء، مؤكدين أن التعليم في تلك الظروف بات رهينة للبرد والحرمان.
مطالب بتأمين كرفانات بدل الخيام
ويقترح السكان تقديم كرفانات بديلة عن الخيام، باعتبارها أكثر أماناً وثباتاً في مواجهة برد الشتاء وأمطاره. وأوضحوا في تصريحاتهم أن الكرفانات، رغم بساطتها، توفر بيئة تعليمية أفضل نسبياً من الخيام المهترئة، مؤكدين أنهم يوصلون أصواتهم عبر وسائل الإعلام، على أمل أن تلقى مطالبهم استجابة قبل اشتداد البرد.
نداء لإعادة إعمار المدرسة وإنقاذ مستقبل الطلاب
وفي ظل الظروف القاسية التي يعيشها طلاب قرية كفرعين، تبرز الحاجة الملحة إلى إعادة تأهيل مدرستهم المدمّرة وتأمين بيئة تعليمية مناسبة تضمن استمرار تعليمهم. ويطالب الأهالي بأن تحظى القرية باهتمام عاجل من المنظمات والمؤسسات التعليمية، من أجل إنقاذ مستقبل أبنائهم الدراسي.